اللي تخاف منه ما يجيش أحسن منه .. نتمنى ذلك

السبت، 21 أبريل 2018 01:39 م
 اللي تخاف منه ما يجيش أحسن منه .. نتمنى ذلك
شيرين سيف الدين

وأخيراً استقبلنا خبراً ساراً للبعض ومقلقا للبعض الآخر، وهو اعتماد نظام التعليم الجديد من الابتدائية وحتى الثانوية العامة، والمقرر تطبيقه ابتداء من شهر سبتمبر المقبل، وتم تخصيص 2 مليار دولار، منهم نصف مليار دولار من البنك الدولي لتطبيقه، وهي ميزانية ليست بالقليلة إذا ما استُغِلت بالشكل الصحيح .

إن مصر حاليا تخوض معركة وعي فكري ومعركة لبناء الإنسان، وهي المهمة الأصعب في وقتنا الحالي، فالتطور الاقتصادي دون إنسان واعي ومثقف ومتعلم تعليما حقيقيا لن يبني وطنا قويا، فعلى مدار عقود تم هدم الإنسان وورثت مصر تركة أخلاقية وسلوكية وتعليمية صعبة، تحتاج للنسف والبدء من جديد .

ظللنا لعقود ننادي بتغيير منظومة التعليم المصري ونطالب بهدمها وبنائها من جديد، ونلقي باللوم في كل مصيبة على سوء حال التعليم لأنه بالفعل كان المسؤل الأول عما وصلنا إليه من تدهور، فسلوك المواطن وتعليمه وثقافته تعد أهم مكون في أي دولة، ولا نستطيع إغفال حقيقة أن هذا المواطن هو من سيصبح مسؤلا يوما ما، فالمسؤل الصالح في الأساس مواطن صالح والعكس صحيح .

في اعتقادي أن أهم نقاط المنظومة الجديدة والتي لم يهتم بها أو يتطرق إليها أي نظام سابق منذ عقود هي تطوير المعلمين، مع زيادة التركيز على تدريب معلمي رياض الأطفال بأحدث الأساليب العالمية، فالتعليم في الصغر كالنقش على الحجر وما يشب عليه الطفل في المراحل الأولى من عمره سيشيب عليه، إذاً فمعلم رياض الأطفال هو أهم مدرس على الإطلاق، وهو اللبنة الأولى في حياة الطفل بالتوازي مع الأسرة، لذا من المهم ألا يتوقف الأمر على تدريب المعلم على أساليب التدريس الحديثة فقط، بل هناك ضرورة لاختياره بدقة من الأساس وتمريره على اختبارات خاصة بالسلوك والمؤهلات الشخصية والثقافية والثبات الإنفعالي، والتأكد من تاريخه الأخلاقي وفرض زي راقي يلتزم المدرس بارتدائه، كما هو الحال في اختيار القضاة والوظائف العليا في الدولة، فمعلم رياض الأطفال هو المؤسس الأول لمن يتولون تلك المناصب مستقبلا، ولا بد أن يكون قدوة حسنة من حيث الخلق والمظهر  معا .

إن ما تحاول الدولة ووزير التربية والتعليم حاليا إحداثه، هو ثورة على حال التعليم المصري لطالما حلمنا بها، ونتمنى لها النجاح، فإن نجحت نجح الوطن ككل .

من الضروري أن ننزع الخوف من داخلنا وأن ننسى المثل القائل «اللي نعرفه أحسن من اللي ما نعرفوش»، فكثيرا ما يكون ما لا نعرفه أفضل كثيرا ويكون هو الحل الأمثل لما نعانيه، فدعونا نتفاءل بالقادم ونجرب  المثل القائل «اللي تخاف منه ما يجيش أحسن منه».

 

 

 

 

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق