بعد أن فقد مصادر الدخل.. «داعش» يتاجر في المخدرات وتهريب آثار العراق وسوريا للعصابات الدولية
الأحد، 08 أبريل 2018 07:00 مكتب:حسن الخطيب
الكل يتذكر ما حدث في 2015، عندما قامت أكبر عصابة عالمية في تهريب وتجارة المواد المخدرة، وهي منظمة عالمية يترأسها المكسيكي خواكين غوزمان الشهير ب"إلـ تشابو"، والذي يعد أخطر مهربي المخدرات في العالم، بتهديد تنظيم «داعش» الإرهابي، بسبب أن مقاتلي التنظيم الإرهابي استولوا على إحدى شحنات المواد المخدرة التابعة للمنظمة.
ويبدو أن التنظيم الإرهابي قد وجد ضالته، وأدمن المخدرات، فسرعان ما ألفها وتاجر فيها، وأصبح يعتمد عليها كمصدر للدخل، بعد أن تقلصت مصادر الدخل الخاصة به، بعد الهجمات الت وجهتها قوات التحالف ضده في معاقله بسوريا والعراق، بل أن الأمر لم يكن خاصا لداعشي العراق وسوريا، بل وصل إلى الجماعات الإرهابية الأخرى التي بايعت التنظيم في دول العالم.
بل أن تجارة المواد المخدرة لم تكن هي المتجارة الوحيدة التي اعتمد عليها التنظمات الإرهابية، بل أنها اعتمدت أيضا على تجارة الآثار، بعد سرقتها من الدول التي تقع تحت أيديهم، فقد عثرت الشرطة الألمانية خلال الفترة الماضية آاف القطع الاثرية المهربة من العراق وسوريا في شحنات قادمة إلى أراضيها.
تلك الحقيقة التي كشفتها جماعة بوكو حرام الإرهابية النيجيرية، فبرغم عمليات القتل وسفك الدماء، وتشريد الآمنين، وسلب مقدرات البلاد، إلا أنها لم تتوارى خجلا أن تنحي شعاراتها الدينية جانبا، وتتجه إلى التجارة في المخدرات لتغطية مصادر الدخل الخاصة بها لتمويل عملياتها الإرهابية.
كشفت شرطة الأموال العامة الإيطالية تورط مافيا "ندرانغيتا" الإيطالية، وهي أكبر منظمة أوربية تعمل في تهريب وتجارة المواد المخدرة، بإمداد التنظيمات الإرهابية ومن بينها بوكو حرام، وتنظيم الدولة في الشام والعراق، بحبوب "الترامادول" المخدرة، وبعض المواد الأخرى المخدرة.
وكانت العلاقات المشبوهة للتنظيمات الإرهابية مع العصابات الدولية، قد تم اكتشافها مؤخرا على يد الشرطة الإيطالية، خاصة العلاقة بين جماعات "كالابريا المميتة" وتنظيم الدولة الإرهابي، وبوكو حرام، في أواخر العام الماضي، عندما عثرت على شحنة بها ملايين أقراص "الترامادول" في ميناء "جيويا تاورو" جنوب إيطاليا، والمفاجأة الكبرى التي تم العثور عليها أيضا بالشحنات العثور على آثار مسروقة في صناديق الشحن.
ويعتقد خبراء مكافحة الإرهاب أن الجماعات الإرهابية تستخدم المخدرات وتهريب الآثار كمصدر للأموال اللازمة لتنفيذ عملياتهم الإرهابية، فضلًا عن استغلاله في تخدير عناصرها الإرهابية ومقاتليها على الأرض، وهم يشنون هجمات وتفجيرات ضد المدنيين الأبرياء للتغلب على مشاعر الخوف والإحساس بالألم والجوع.
ولا شك أن تلك الجماعات والتنظيمات الإرهابية، التي تقتل وتسفك الدماء، وتقدم عل القيام بأعمال عنف ووحشية، تأبى الفطرة البشرية أن تقدم عليها، فلايمكن أن يكون هذا الإقدام إلا من خلال تعاطي العناصر الإرهابية للمخدرات، حتى اصبحت تجارة المخدرات المصدر الأساسي لتمويل جماعات داعش.
ويعمد التظيم إلى تلك العمليات لسببين، الأول أن التنظيم يستغل تلك المواد المخدرة والآثار التي يقوم بسرقتها، في تمويل أعماله الإرهابية، استنادا إلى قواعد الجهاد المتأصلة في فقه وابجديات الجماعات الإرهابية، والسبب الثاني، أنه يلجأ لمثل تلك الأعمال استنادا إلى فتوى "جواز بيع السم للكافر" الشائعة في فقه الجماعات التكفيرية وكتبها.