قبل الحكم النهائي في قضية ولاية الصعيد.. كيف وصل داعش لجنوب مصر؟ (تقرير)
الخميس، 05 أبريل 2018 01:00 صكتب:حسن الخطيب
بعد أن أصدرت محكمة جنايات الجيزة، أمس الثلاثاء، حكمها في قضية محاكمة 66 متهما، منهم 43 محبوسين، لتشكيلهم خلية إرهابية والانضمام لها، تتبع تنظيم "داعش"، والمعروفة بقضية "ولاية الصعيد"، لـ7 مايو لإيداع تقرير الخبير الاجتماعى، لاستصدار الحكم في القضية بشكل نهائي، يظل السؤال كيف وصل التنظيم غلى الصعيد، وأقام ولاية له هناك؟
ظل حلم الهيمنة والسيطرة وبسط النفوذ حلم التنظيم الإرهابي المعرف باسم "داعش" في مختلف أنحاء مصر، وذلك في الفترة التي كانت فيها الجماعة الإرهابية تتولى زمام الأمور في مصر، فبدأ ينتشر في سيناء، وتمدد حتى وصل إلى بعض محافظات الدلتا، والمحافظات الحدودية على الجانب الغربي مع دولة ليبيا، ثم الحدود الجنوبية، وفي الصحراء الشرقية.
وبعد حوادث إرهابية متكررة قامت بها عناصر التنظيم الإرهابي في المحافظات الحدودية ومحافظات الدلتا، طالت بعض أماكن العبادة ومناطق أمنية، أحكم الأمن قبضته وسيطرته على تلك المناطق، فلم يجد إرهابيوا التنظيم إلا الفرار نحو الجنوب، عبر سلاسل الجبال المترامية على طول امتداد وادي النيل في محافظات الجنوب.
ومع مرور الوقت تجمع عناصر التنظيم في المنطقة الواقعة بين محافظتي قنا وسوهاج، مكونين ماتعارف عليه ولاية داعش في الصعيد، مستهدفين الشباب العاطل، والمنجرف تحت بريق التدين والشريعة، فتم استقطاب عدد منهم، وتم عمل غسيل عقول لهم، وتجنيدهم وتدريبهم على القتال والعمليات الإرهابية.
وبهذا تحول الصعيد من خلال تلك التجميعة الداعشية إلى ولاية وقبلة للعناصر الإرهابية لارتكاب عمليات طالت أهالي الصعيد لكنها لم تتم عن طريق العمليات الإرهابية، ولكنها عمدت على مهمتها اعتمدت على تعطيل أحكام الدستور والقوانين ومنع مؤسسات الدولة والسلطات العامة من ممارسة أعمالها، والاعتداء على الحرية الشخصية للمواطنين والإضرار بالوحدة الوطنية والسلام الاجتماعي، كما ورد بلائحة الاتهام التي وجهتها النيابة للعناصر الإرهابية.
وفور علم القوات الأمنية بوجود التنظيم في الجبال الشرقية، لمحافظات الصعيد، واستعدادهم للقيام بعمليات إرهابية جديدة، شنت القوات هجوما من خلال حملة مكبرة، وتم إلقاء القبض على العناصر الغرهابية الخاصة بولاية داعش في الصعيد.
وباعتراف المتهم الرئيس وقائد التنظيم في الصعيد المدعو مصطفى أحمد محمد عبد العال، بأنه تولى قيادة الجماعة التابعة لتنظيم "داعش"، عقب اعتمادها من إدارة الولايات البعيدة لذلك التنظيم بالخارج، وأنه اعتنق الفكر القائم على تكفير الحاكم ومعاونيه، وذلك في العام 2014، بعد إطلاعه على مطبوعات تتناول الأفكار التكفيرية وإصدارات تنظيم (داعش) الإلكترونية الداعمة لها.
وقد أقر المتهم بقيامه في العام 2015 بتأسيس وتولي قيادة جماعة يعتنق أعضاؤها أفكارا تكفيرية الغرض منها تنفيذ عمليات عدائية ضد رجال القوات المسلحة والشرطة مكونة من 4 خلايا تنظيمية، تولى مسئولية الخلية الأولى المتهم رامي عيد مصطفى إبراهيم، وتولى مسئولية الخلية الثانية المتهم محمد عبدالنعيم عيد أحمد علي ثم المتهم تامر عبد الله سليمان حجاج، وتولى مسئولية الخلية الثالثة المتهم محمود أحمد أبو الوفا أحمد، لافتا إلى أن عناصر تلك الجماعة قاموا بتقديم البيعة له على السمع والطاعة، واستخدموا تطبيق "تيليجرام" للتواصل الآمن فيما بينهم.
ويوضح الدكتور وحيد عبد المجيد السياسي المتخصص في شؤون الحركات الدينية بمركز الأهرام للدراسات السياسية، بأن التنظيم الإرهابي لو تمادى في الصعيد، لكان خطرا كبيرا على الأمن المصري، مشيدا بيقظة قوات الأمن المصرية، ونجاحها في القاء القبض على العناصر الغرهابية في الوقت المناسب.
وأرجع السبب في ذلك بأن الصعيد بيئة خصبة لمثل تلك التنظيمات الإرهابية بسبب الفقر والبطالة والمستوى التعليمي المتدني في بعض القرى، وهو مايجعل الصعيد مسرحا لمثل تلك التنظيمات الإرهابية، ناهيك عن السلاح ومدى وجودة في الصعيد بنسبة كبيرة.