داعش يسعى للظهور من جديد في سوريا.. وخبراء يحذرون من خطورة العودة

 

برغم الحديث عن فرار عناصر تنظيم داعش الإرهابي من معاقله في العراق وسوريا، بعد العمليات الموسعة التي تقوم بها قوات التحالف الدولية ضد عناصر التنظيم، إلا أن التحليلات السياسية والمشاهد الواقعية، وآراء الخبراء تؤكد بأن داعش بدأت تعود من جديد في سوريا.

 

تلك التحليلات السياسية للمشهد الحالي في سوريا، تؤكد بعودة داعش في سوريا من جديد، لم تأت من فراغ، فعودة التنظيم مرة أخرى إلى داعش، ومحاولاته المستميته لجمع شتاته تجعله يتحين لاقتناص الفرص المناسبة من أجل عودته مرة أخرى، ولعل أبرز تلك الفرص، ما أعلنته القوات الأمريكية، عن إخلائها الساحة وانتهاء عمل قواتها بسوريا، مقدمة جدولاً زمنياً للانسحاب، مما عزز من عودة عناصر داعش من جديد إلى الفضاء السوري.

 

ففي الوقت الذي كانت تقوم فيه القوات الأمريكية بضرب معاقل ومراكز داعش، وطرد مسلحيها من المدن الرئيسية قرب الحدود مع العراق، قام عناصر التظيم بالتقهقر للخلف، ومعاودة جمع صفوفهم والتمركز في أماكن أخرى، وقاموا بمراجعة تكتيكاتهم، ووسعوا وجودهم داخل العاصمة دمشق نفسها، بالإضافة للمدن الأخرى من حولها.

 

في المقابل، رصدت جهات أمنية، ومراكز أبحاث مهتمة بالتنظيمات الإرهابية، بالإضافة لتأكيدات المرصد السوري لحقوق الانسان، عبور ما يقرب من 400 داعشي نهر الفرات متجهين إلى العاصمة دمشق، كما قاموا وهم في طريقهم لدمشق، بنصب كمين إرهابي للقوات العاملة بسوريا، وقد تم تنفيذ الكمين مما أدى إلى مقتل 11 من جيش التحالف، فيما قتل 5 من عناصر داعش.

 

كما قامت عناصر التنظيم بالتمركز على طول نهر الفرات قرب بلدة البوكمال وبعض الجيوب في صحراء شوق سوريا وعلى الحدود مع العراق، بهدف الاستيلاء على المناطق التي تكتظ بالحقول النفطية، لفرض سيطرته عليها، لتكون مصدراً للدخل لديهم.

 

ولعل أكثر مايجعل الظهور في تلك المناطق لعناصر التنظيم أسبق من غيرها، من المناطق الأخرى، معرفة مقاتلي التنظيم بالمناطق الصحراوية على طول الحدود السورية العراقية.

 

وردا منها على معاودة داعش الظهور من جديد على الساحة السورية، حشدت قوات النظام السورى قواتها قرب الأحياء التى يتواجد فيها تنظيم داعش فى جنوب دمشق وذلك لعملية عسكرية تمكنها من بسط سيطرتها على كامل العاصمة، بالإضافة لذلك الدفاع عن المناطق التي يسعى التنظيم لمحاولة السيطرة عليها، خاصة تلك المناطق الصحراوية التي بها حقول للنفط.

 

الدكتور خالد الزعفراني الخبير في شؤون الحركات الإسلامية، أكد بأنه تنبأ بعودة التنظيم الإرهابي إلى سوريا من جديد، خاصة بعدما أعلن الرئيس الروسي خلال انعقاد القمة الثلاثية مؤخرا، من خطر عودة داعش في سوريا مرة أخرى، مبينا أن هذا التحذير لم يتوافر له من فراغ، فتلك الدول الكبرى لديها بالتأكيد معلومات متوفرة حول التنظيم، واستجماعه لقواه مرة أخرى، واستعادة تنظيم صفوفه في أكثر من منطقة في سوريا والعراق.

 

وأوضح الخبير في شأن الحركات الإسلامية، بأن التنظيم يسعى بشكل كامل للعودة إلى سوريا من جديد، بعد فراره من المناطق الواقعة على الحدود التي تقوم بضربها قوات التحالف، والعودة إلى ماكان عليه قبل الضربات، خاصة وأن التنظيم يعي الخريطة الجغرافية جيدا للدولتين العراقية والسورية.