قصة منتصف الليل.. مزح معها بكذبة إبريل فقطعت له «أعز ما يملك» (صورة)
الثلاثاء، 03 أبريل 2018 08:00 مإسراء الشرباصى
خرج «عصام» من منزله ليبدأ عمله اليومي كأمين شرطة في أحد أقسام القاهرة، الذي جعل لديه خبرة على مدى العشر سنوات الماضية لتحرير محاضر شرطية تقشعر لها الأبدان، لكنه لم يتوقع أن يحرر بيده هذه الليلة واقعة شلت تفكيره من شدة غرابتها وقسوة المتهم في انتقامه من المجني عليه.
استقبل «عصام»، في هذه الليلة، أمر من رئيس المباحث بالتوجه إلى إحدى المستشفيات الحكومية القريبة من قسم الشرطة الذي يعمل به، لتحرير محضر بواقعة اعتداء زوجة على زوجها، فأخذ دفتره وتوجه على الفور إلى المستشفى ليجد «سامي»، المجني عليه، الذي لا يتعدى الثلاثين من عمره، مسجيا على ظهره بغرفة الطوارئ، يتلوى يمينا ويسارا من شدة الألم، فظن أنه يفعل ذلك ليكسب تعاطف المتواجدين خاصة أنه لا يرى على بدنه أي آثار للتعذيب أو الاعتداء.
أمسك «عصام»، بمقعد خشبي وجذبه بالقرب من المريض ليجلس ويفتح دفتره ويبدأ في توجيه السؤال له عن اسم وسنه وعنوانه، فقطع حديثهما دخول الطبيب المعالج ليعطي المريض حقنة مسكنة حتى يتمكن من الحديث، وبدأ بالفعل في أخد أقوال «سامي»، وسأله «ما سبب لجوءك إلى المستشفى»؟
سامي: استيقظت من نومي لأفاجأ بإعتداء زوجتي علي فصرخت من شدة الفزع، فأصطحبني جاري إلى المستشفى.
سؤال: كيف اعتدت عليك؟
فأجاب سامي باكيا: «خلتني منفعش تاني».
سؤال: ماذا حدث معك بالتفصيل؟
سامي: في الليلة الأولى من شهر إبريل كنت جالسا بصحبة أصدقائي نفكر في كذبة إبريل، واقترح أحد أصدقائنا بأن أكذب على زوجتي وأخبرها أني سأتزوج من امرأة ثانية، وهي الكذبة التي لم يصدقها أحد عاقل يعلم بظروفي المادية وعشقي لزوجتى، وتوجهت إلى المنزل فأستقبلتني زوجتي بقبلة حنونة، وبدأت أرسم على وجهي ملامح الغضب لتصدق ما أخططه لها من كذبة.
فسألتني عن سبب وجهي العابس، وتحدثت لها بعين مكسورة قائلا «بصراحة أنا في حاجة مخبيها عليكي ولازم تعرفيها»، فتعجبت، إلا أنني أكملت حديثي لها وأنا محتضنها بين ذراعي، وقلت «في واحدة اتعرفت عليها من شهرين وحبتها وهي كمان بتحبني جدا وقررنا الجواز.. بس مكنش ينفع اتجوزها غير لما أقولك ودا حقك».
فما كان من زوجتي إلا ترك حضني وابتعدت عني، وبدأت تبكي وتصرخ وتلعن اليوم الذي تزوجتني فيه، وقالت لي «دلوقتي عرفتك على حقيقتك.. رسمت عليا دور العاشق الموهوم بحبي ولما زهقت مني رايح تحب واحدة تانية وعايز تتجوزها»، صراخها كان كافيا ليسمعه المارين في الشوارع المحيطة، وهو ما جعلني أوقف المزاح وأخبرها بأنها كذبة إبريل، وأنها لا أساس لها من الصحة، وأني أعشقها، ولا أستطع الزواج من أخرى.
وهو الحديث الذى جعلها تهدأ قليلا، لكن ملامح وجهها تؤكد أنها لم تصدق ما أخبرتها به، وانتهت الليلة على ذلك ولم نتحدث في الأمر مجددا، وفي اليوم التالي بدأت تترقب خطواتي وحديثي بالهاتف بشكل مخيف.
فسأله عصام: كيف اعتدت عليك زوجتك؟
فأجاب سامي: طلبت منها إعداد كوب شاي، فذهبت على الفور وسمعتها تتحدث في الهاتف تطلب من الصيدلية إرسال دواء فلم أهتم بالأمر، وبعد قليل وصل الدواء الذي طلبته، ودخلت إلى المطبخ لإعداد كوب شاي لي، ولم أتذكر بعدها سوى أنني نمت بعمق فور تناولي الشاي، واستيقظت في صباح اليوم التالي، على شعور بالام مبرحة لم اتحملها في عضوي الذكري، فرفعت الغطاء عن خصري، وفوجئت بدم يسيل مني ويملأ السرير، واكتشفت أنها قطعت جزء من عضوي الذكري.
تعالت صرخاتي من شدة الألم وحاولت الوقوف لأخرج من باب المنزل، عسى أن أجد من يساعدني وتوصيلي إلى المستشفى، فوجدت ورقة معلقة على باب المنزل من الداخل مكتوب عليها «أوعى تفتكر إني صدقت كلامك بأن جوازك مجرد كدبة إبريل.. وعشان تعرف ردي فأنا حطيتلك منوم في الشاي ولما نمت رشيت مخدرعلى عضوك الذكري عشان متحسش وأنا بقطعلك جزء منه يا حبيبي.. شوفت أنا بخاف على وجعك إزاي.. وابقى قابلني لو عرفت تتجوز تاني ومن انهاردة مش هاتشوفني تاني وخلي مراتك الجديدة تنفعك».
لم يصدق «عصام»، ما يقصه عليه «سامي»، فقام مسرعا ليرفع الغطاء عن خصره، ليجد عضوه الذكري يحيطه شاش أبيض ملوث بآثار دماء، فطلب منه الورقة التي كتبتها زوجته له، فأخبره أنها في قميصه المعلق على ظهر السرير، فتحها ليقرأها فوجد بها ما قصه عليه بالفعل، ولكن صدمته في الواقعة جعلته يبحث عن الطبيب المعالج ليتأكد من حالة «سامي»، وعلم من الطبيب أن المجني عليه يعاني من قطع جزء صغير من عضوه الذكري.
حاول «عصام»، إتمام مهمته في تحرير المحضر، على الرغم من الآلم الذي انتابه من قصة «سامي»، لمجرد أنه تخيل نفسه في نفس موقفه، وأغلق دفتره وعاد ثانية إلى قسم الشرطة والصدمة تسيطر عليه على غير العادة، فلقد حرر مئات المحاضر ورأى آلاف الجرائم، لكنه لم يرى مثل هذه الواقعة القاسية التي فقد بسببها رجل أعز ما يملك، ناهيك عن الألم الغير محتمل.
رسالة سيدة قطعت عضو زوجها الذكرى