قصة منتصف الليل.. الأم زوجت ابنتها لأخيها

الأحد، 25 مارس 2018 10:00 م
قصة منتصف الليل.. الأم زوجت ابنتها لأخيها
عريس وعروسة
إسراء الشرباصى

عادت "عائشة" عاملة النظافة بأحد المعاهد الأزهرية لمنزلها والدموع تملأ عيناها، وضميرها يؤلمها بما ارتكبته فى حق "مريم" ابنتها الوحيدة، ممسكة فى يدها فتوى مطبوعة من دار الإفتاء تفيد بأن إبنتها أخت زوجها، وجلست تفكر كيف تخبرها الحقيقة الصادمة.
 
وبدأت تستعيد ذاكرتها ما حدث، لتبدأ القصة من منزل أحد المدرسات بالمعهد والتى كانت تذهب لتنظيف منزلها مقابل الحصول على أجر إضافى تستطيع من خلاله مساهمة زوجها العامل البسيط فى تكاليف زواج إبنتهما الوحيدة والتى أعلنوا خطبتها من إبن عمها منذ عدة أشهر والمفترض زواجهما بعد شهرين، خاصة أن العائلة لم يكن لديها شهادات دراسية تساعدهم فى الحصول على وظيفة.
 
وفى يوم ما وجدت مجموعة من الأطفال بمنزل المدرسة وعند سؤالها عنهم، قالت أنهم أخوات أبناءها فى الرضاعة، فلم تهتم "عائشة" بالأمر، وأكملت مهام عملها بهدوء، وبعد شهرين احتفلت بزفاف إبنتها من إبن عمها، ولكن المدرسة طلبت منها أن تستمر فى عملها بالمنزل ولو لأيام معدودة فى الشهر مقابل أجر رمزى وهو ما وافقت عليه "عائشة" خائفة من أن تترك رزق أرسله الله لها وقت حاجتها له.
 
وجاء الأطفال ثانية ولاحظت "عائشة" أن ولد منهم فتح الباب على غرفة إبنة المدرسة دون إذن، فقصت على المدرسة لتأخذ حذرها حرصا على إبنتها، فردت عليها قائلة "دول اخوات فى الرضاعة يعنى اخوات ومحرمين على بعض زيه زى اخوها الكبير ما دام راضعين على بعض فمتخافيش".
 
وهى الكلمات التى أخذت تفكر فيها "عائشة" بدقة والسؤال يراودها "أنا بنتى رضعت من مرات عمها اللى هى حماتها يعنى كدا هما اخوات؟!"، وتركت ما بيدها وسيطر السؤال على ذهنها إلى أن سألت المدرسة وقصت عليها ما حدث، وأن إبنتها رضعت من حماتها.
 
صدمت المدرسة من حديث "عائشة" وأكدت لها أنهم أخوات ولا يجوز زواجهما وسألتها كيف وافقت على الزواج بهذا الشكل، فردت عائشة بعين مكسورة من الخجل "أنا ست جاهلة معرفش انهم راضعين على بعض يبقوا اخوات، وبعدين هى رضعت على أخته مش عليه هو لكن من نفس الأم".
 
طلبت المدرسة من عائشة أن تذهب إلى دار الإفتاء لإستشارتهم فى الأمر، وهو ما نفذته "عائشة" فى الحال وذهبت إلى حماة إبنتها وأخذتها معها إلى دار الإفتاء، واتفقا أن يسألا عن حكم زواج أبناءهما على ألا يخبروهم بإتمام الزواج، وهناك سأل أحد المشايخ عن عدد مرات الرضاعة، ولكن الحماة لم تتذكر عدد المرات قائلة "انا مش فاكرة بس رضعتها أكتر من مرة"، وهو الأمر الذى أكدت فيه دار الإفتاء أنه مادام هناك شك فى عدد الرضعات فلا يجوز زواجهما خوفا من عقاب الله.
 
وقررت "عائشة" بعد التفكير أن تخبر إبنتها بما حدث، فطلبت من "مريم" المجيئ إليها لأمر هام ووصلت "مريم" بعد دقائق معدودة وقصت "عائشة" عليها ما حدث وهو ما استقبلته "مريم" باللطم على وجهها بصراخ "انا اتجوزت اخويا..يعنى اللى حبيته ونمت معاه طلع اخويا يعنى انا ايه ..اعمل ايه .. ليه عملتوا كدا فيا .. ليه ماقولتوش قبل الجواز .. جايين تفتكروا تسألوا دلوقتى"، لم تستطيع "عائشة" الدفاع عن جهلها أمام الكارثة التى أوقعت إبنتها فيها، ولكنها حاولت أن تهدئ من روعها.
 
ولكن "مريم" لم تهدأ فظلت تصرخ وتصفع خديها وتركت المنزل، فظنت "عائشة" أن إبنتها عادت إلى بيتها لتخبر زوجها أنه أخيها فى الرضاعة فاتصلت على زوجها لتطمئن على وصول إبنتها ولكنها لم تصل، فأجرت العديد من الإتصالات على الأهالى والاقارب ولم تجد إبنتها.
 
فقد هربت "مريم" من الواقع الأليم ولم تعود إلى منزلها، وهو الأمر الذى أصيبت "عائشة" على أثره بشلل نصفى من شدة الحزن على ضياع مستقبل إبنتها الوحيدة بسبب جهلها، ولم تفعل شئ سوى الإستغفار والدعاء لرجوع إبنتها وخروجها من هذا المأزق.
 

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق