قصة منتصف الليل.. الحما الخائن
الثلاثاء، 13 مارس 2018 11:00 مإسراء الشرباصى
هذه القصة واقعية وحدثت فى أروقة محكمة الأسرة وأى تشابه بينها وبين الواقع ليس من قبيل الصدفة.
في أجواء مليئة بالحزن ودع "أحمد" والدته التى فارقت الحياة وتركت والده يعيش بمفرده فى بيت العائلة ليقرر أن يحضر زوجته "فاطمة" وأطفاله ويرافقه وتؤنس الأطفال وحدته بعد وفاة الأم.
وهو القرار الذى وافقت عليه "فاطمة" دون تردد فلم تستطع الوقوف أمام رغبة زوجها فى ألا يترك والده يعيش بمفرد دون ونيس أو أحد يرعاه وهو تخطى الخمسين من عمره.
وعم الهدوء على المنزل لعدة أشهر، وفى يوم ما خطف أحد الأحفاد هاتف جده من يديه ليلعب به وأعطاه لأمه لتفتحه لتفاجئ بأن جده كان يشاهد أفلام إباحية وقام بتحميل العشرات من هذه الأفلام على هاتفه فرفضت الأم إعطاء الهاتف لصغيرها وأعطته للجد.
وهو ما أدخل الشك إلى قلبها بأن الجد يعيش مرحلة مراهقة متأخرة، وبدأت فى توخى الحذر منه خوفا على صغارها، إلا أن الجد لا يمس صغارها بسوء بل وقعت عينه على زوجة إبنه، ليحاول أن يستغل كبر سنه فى أن تجالسه دوما.
وبدأ الجد يعلن عن مرضه المتكرر ويلتزم الفراش وترعاه زوجة ابنه وتطعمه فى فراشه إلى أن لاحظت أنه يلامسها ليس على قبيل الصدفة أو بمشاعر الأب لزوجة إبنه والتى فى منزلة إبنته فبدأت تتهرب من خدمته فى فراشه لترسل أحد أبنائها.
شعر الجد أن ملعوبه إنكشف فحاول أن يردها ثانية لخدمته فى الفراش، وهو ما جعله يشكو لإبنه من زوجته التى تتركه للأطفال يلبون إحتياجاته دون تدخل منها، وهو ما سبب خلافات بين الزوجين لإهمال الزوجة حماها فى محنته.
ولم تستطيع "فاطمة" التحدث بحقيقة شكوكها لتيقنها بأنه لا يوجد من يعقل الأمر بأن والد زوجها يتحرش بها، وحاولت أن تتجاهل تكهناتها وتتعايش مع الواقع بحذر، إلا أن تصرفات العجوز كانت مؤذية لمشاعرها فكان يتعمد دخول غرفتها أثناء إستبدالها ملابس أو إرضاع صغيرها ودائما ما يتحجج أنه فى عمر والدها.
إلى أن شاهدها ترضع طفلها فاقترب منها يحدثها عن أهمية الرضاعة الطبيعية وفوجئت بيده تمتد ليمسك ثديها ويخرجه من فم الصغير ويطلب منها ألا ترضعه وهو فى وضع النوم، فشدت "فاطمة" ملابسها مسرعة لتغطى ثديها إلا أن الجد طلب منها أن يريها بشكل عملى وضع الرضاعة وحاول أن يرضع من ثديها.
رفضت الزوجة بشده ووبخته أمام الأطفال الذين دخلوا الغرفة على صوت صراخ والدتهم، وعندما وصل "أحمد" إلى المنزل قص عليه والده صراخ زوجته فى وجهه دون أن يحكى السبب الحقيقي، ووقفت الزوجة عاجزة عن الرد فلا تستطيع قول السبب الرئيسي لصراخها ونشبت مشادة كلامية بين الزوجين إنتهت بضرب الزوجة على سوء معاملتها لحماها.
وبعد مرور عدة أيام جلس الجد مع زوجة إبنه ليؤكد لها أنه الآمر الناهى ويستطيع بسهولة أن يطلقها من إبنه إذا لم تلبى رغباته وأن يحرمها من أطفالها، فالتزمت الصمت وأظهرت عدم إهتمامها بهذا الحديث.
وحاولت الابتعاد عنه بالبحث عن عمل وأقنعت زوجها بأنها تريد مساهمته فى سد إحتياجات الأسرة وهو ما وافق عليه الزوج بشرط ألا يتسبب عملها فى إهمالها للمنزل والأولاد ولخدمة أبيه.
وبهذه الطريقة كانت تخرج لساعات طويلة مبتعدة عن المنزل وعن حماها المراهق، إلا أن الحما لم يتحمل هذا الوضع وأدخل الشك فى قلب إبنه بأن زوجته طلبت الخروج للعمل والعودة فى أوقات متأخرة من الليل للسعى وراء الأموال أيا كان طبيعة عملها.
وهو ما تسبب فى نشب مشاجرة بين الزوجين تدخل فيها الجد ليدافع عن زوجة إبنه أمامها ليلقنها درس بأنه يستطيع أن يوقعها فى ورطة ويخرجها منها أيضا بسهولة، وعاد ليكرر طلبه بأن تطاوعه بما يريد ولكنها تركته وخرجت صامتة.
وبعد عدة أيام اختلق الجد مشكلة بينه وبين زوجة إبنه وادعى أنه يضربها وأغلق باب الغرفة واستمع الأطفال لصوت صراخ أمهم ولم يتدخل أحد منهم ظنا منهم أن الجد يضرب أمهم مثلما يضرب الأب أبناءه فى حال إرتكابه خطأ، وانتهز الجد الموقف ليحاول اغتصاب زوجة إبنه إلا أنها ضربته وهربت من المنزل وذهبت إلى بيت أسرتها.
فكانت على يقين أن لا يصدقها أحد إذا قصت الحقيقة فاكتفت بأن ترفض البقاء فى منزل حماها وهو ما قابله زوجها بالرفض التام، مؤكدا أنه لن يترك والده بمفرده، وهو ما جعل الزوجة تتوجه إلى محكمة الأسرة طالبة الخلع من زوجها.