الأزمات تحاصر السكرتير العام لمحافظة المنوفية
الثلاثاء، 20 مارس 2018 10:13 م
- أثبتت أزمة القبض على هشام عبد الباسط محافظ المنوفية ،والتحقيق معه ،ثم إحالته لمحكمة الجنايات،فى انتظار الحكم عليه فى قضية الرشوة المعروفة،أن كل يوم يمر دون تعيين محافظ جديد للمنوفية،يعنى أن هذه المحافظة تفقد جزء من رصيدها يومياً ،ونعنى برصيدها ،تلك الطفرة الإنتاجية و الإدارية والتخطيطية والتنفيذية،التى تربعت عليها المحافظة خلال السنوات الأخيرة ، لدرجة أنها تمكنت من القضاء على الأمية تماماً،ناهيك عن طفرة الاستثمار التى تمتعت بها أيضا، غير أن كل تلك المكتسبات بدأت فى الانهيار ، وساد التخبط والعشوائية فى الجهاز الحكومى للمحافظة ومراكزها،ولم يعد باستطاعة وقدرة الدكتور أيمن مختار السكرتير العام للمحافظة،أن يدير دولاب العمل فى المراكز والمدن الـ 10 التى تشكل خريطة المنوفية،كما يسود الاعتقاد أنّ كل تأخير فى تعيين محافظ للمنوفية ،يعنى إهداراً للموارد الاقتصادية والبشرية وخصماً من ترتيبها على مؤشر التنمية البشرية،ويتسبب فى نزيف بقطاع الخدمات والبنية الأساسية،وخير الأمثلة على ذلك ، وقوع أكثر من حادث تسمم بالمدارس اليوم ووقوع المحافظة فى "حيص بيص".
- كما كان من الطبيعى،وخلال غياب أكبر قيادة تنفيذية عن المحافظة،وهو هشام عبد الباسط فى قضية مُخلّة بالشرف مثل الرشوة ،أن تلقى الجهاز التنفيذى بالمنوفية، ضربة موجعة أدت إلى زرع الإهمال والتراخى ،فى الإدارات الحكومية بالمراكز والمدن ، وبالتالى تراجع مستوى الأداء والإنجاز لذى الموظف الحكومى فى الـ 10 مراكز ومدن بالمحافظة،وكذلك بأكثر من 200 قرية ، وعلى الرغم من أنه "لا تزر وازرة وزر أخرى" ، إلاّ أن واقعة غياب المحافظ ، كان يُنظر إليها من زاوية أخرى، وهى "إذا كان رب البيت بالدُّف ضاربٌ"، وعليه فقد توقفت مجريات شكاوى المواطنين،الباحثين عن حلول لمشاكلهم،لأنها لا تجد من يستقبلها ويفحصها ويعيد الحق لأصحابها مرة أخرى،فى ظل وجود مسؤول يراه المواطنون ،فى وضع صعب وطارىء وكان مفاجأة له وللمواطنين وأن "الشيلة ثقيلة عليه".
- وكانت النتيجة الحتمية لكل هذه المقدمات ، أن تآكلت قدرة قيادات المحافظة على المتابعة والرقابة والفحص ، وبات أسهل وأفضل وأسلم الحلول ،هو التأجيل والترحيل للمشاكل والأزمات يومياً ،وعدم اتخاذ رأى وقرار حاسم وحازم ينهى المعاناة لأصحابها ،ولذلك تراكم المشاكل والأزمات دون البحث عن حلول ،وساد ذلك فى جميع القطاعات الخدمية والإنتاجية والبنية الأساسية ،حتى وصلت المحافظة التى كان أبناؤها يفاخرون بنسبة التعليم بها إلى وضع تردت فيه حالة مياه الشرب والصرف الصحى والمدارس، إلاّ أن وصلت إلى تسمم التلاميذ اليوم.
- كان من أهم وأكبر أزمات المحافظة ، مشكلة مياه الرى ،والتى تهدد الحاصلات الزراعية ، وخاصة المحاصيل الاستراتيجة مثل القمح والأرز والذرة ، وبالطبع الخضر والفاكهة ، التى تعتبر مصادر رزق لأهالى القرى، وفى نفس الوقت توفير المنتجات الزراعية بدلاً من استيرادها.