لماذا يفترون على النبى؟
الضب والقنافذ والجراد أبرزها.. قائمة طعام السلفيين
الأحد، 25 فبراير 2018 05:00 صكتب:حسن الخطيب
- أباح "السلفيين" أكل لحم التمساح والسلحفاة، وبعضهم ذهبوا إلى جواز أكل الضبع
- ما حقيقة أكل عمر بن الخطاب وخالد بن الوليد حيوان "الضب"؟
- ترك النبي في طعامه الشاة الذكر وأحشاء الغنم والضب والجراد
- الحنفية يحرمون أكل الضب بينما ذهب يجيز المالكية والشافعية والحنبلية أكله
يعتقد أغلب السلفيين بأن النبي والصحابة كانوا يأكلون ما يجدونه أمامهم من اللحوم، سواء لحوم الصحراء أو البحر، أو ماكانوا يصطادونه، ويرون جواز ذلك استنادا إلى فتاوى ابن تيمية في كتابه "مجموع الفتاوى"، والتي أجاز فيها مع تلاميذه أكل لحوم "الضب والتمساح والجراد والسلحفاة والقنافد والأرانب"، والتي كان فيها اختلاف واضح لدى فقهاء المسلمين، ولم يرد نص في السنة أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يأكله، وما ورد في ذلك جاء ضعيفا.
كان لفقهاء المسلمين الأربعة "مالك وأبو حنيفة وابن حنبل والشافعي" آرائهم في تصنيف اللحوم التي أحلت أكلها بدون خلاف، وأكل منها النبي صلى الله عليه وسلم، وفي الأصناف التي كرهها النبي ولم يأكلها، فيما تعددت الروايات التي استند عليها ابن تيمية وتلاميذه، بأن الصحابة كانوا يأكلونها، فنراهم يجزمون بأن عمر بن الخطاب كان يهوى أكل الضب، وعرف عن خالد بن الوليد بعاشق أكل الضب.
ومن علماء السلفيين من أجاز أكل التمساح والسلحفاة، وبعضهم ذهبوا على جواز أكل الضبع، بل زادوا على ذلك أكل كافة حيوانات البحر، عملا بما ورد في السنن عن البحر "هو الطهور ماؤه ، الحل ميتته"، وكذلك الجراد لما جاء عن أن النبي أكله مع الصحابه ورغب فيه قائلا "أحل لكم ميتتان السمك والجراد".
طعام النبي
والحقيقة التي لا تخالطها شائبة، أن النبي صلى الله عليه وسلم أكل اصنافا محددة من الحيوانات ورغب فيها، حيث كانت قائمة طعام النبي عليه الصلاة والسلام تضم "لحوم الغنم، ولحم الإبل، ولحم الدجاج، لحم الحبارى وهو نوع من أنواع الطيور بين الدجاج والبط".
بينما ترك النبي في طعامه الشاة الذكر، وأحشاء الغنم، والضب، الجراد، وكافة انواع اللحوم والحيوانات الأخرى، ولم يرد باتفاق الأئمة أن النبي أكل بخلاف الأربعة أنواع من الحيوانات السابقة.
قائمة الحلال
يكاد يجزم أغلب علماء السلفيين أن أكل الضب مباح ويدخلون معه السلحفاة، وفرس البحر، والتمساح، والقنفذ، بل أنهم لم يستثنوا أي حيوان بحري، وزادوا في ذلك جواز أكل لحم الضباع التي هي من السباع، واستدلوا بما قاله الشافعي في كتابه "الأم" بالجزء الثاني أن "لحوم الضباع كانت تباع عندنا بمكة بين الصفا والمروة ، لا أحفظ عن أحد من أصحابنا خلافا في إحلالها ".
ومن أبرز علماء السلفيين الذين اجازوا ذلك ابن باز وابن العثيمين، حيث أوردوا ضمن فتاوى علماء اللجنة الدائمة للإفتاء، حيث أجازوا لأهل المملكة العربية السعودية وللمسلمين عامة اكل لحوم القنافد والسلحفاة، وفرس البحر،و التمساح، والقنفذ، وقالوا بأن القنفذ حلال أكله لقوله تعالى ( قُلْ لَا أَجِدُ فِي مَا أُوحِيَ إِلَيَّ مُحَرَّمًا عَلَى طَاعِمٍ يَطْعَمُهُ إِلَّا أَنْ يَكُونَ مَيْتَةً أَوْ دَمًا مَسْفُوحًا أَوْ لَحْمَ خِنْزِيرٍ فَإِنَّهُ رِجْسٌ أَوْ فِسْقًا أُهِلَّ لِغَيْرِ اللَّهِ بِهِ ) مبينين أن الأصل الجواز حتى يثبت ما ينقل عنه.
وقالوا بأن السلحفاة حلال لأن جماعة من العلماء أجازوا أكلها حتى إن لم تذبح عملا بقوله تعالى (أُحِلَّ لَكُمْ صَيْدُ الْبَحْرِ وَطَعَامُهُ)، وقول النبي صلى الله عليه وسلم في البحر (هو الطهور ماؤه ، الحل ميتته ) لكن الأحوط ذبحها خروجا من الخلاف، أما التمساح فقيل بأنه يؤكل كالسمك لما ورد في القرآن والسنة من جواز أكل حيوانات البحر، بل ذهبوا لأكل لحم فرس البحر.
وعلة علماء السلفيين في ذلك أن الله تعالى قال (أُحِلَّ لَكُمْ صَيْدُ الْبَحْرِ وَطَعَامُهُ مَتَاعًا لَكُمْ وَلِلسَّيَّارَةِ)، وروي عن ابن عباس رضي الله عنهما عن صيد البحر أنه قال، ما أخذ حيّاً، وطعامه : ما وُجد ميتاً"، وزادوا في قائمة طعام السلفيين إباحة أكل الضبع، وقالوا بأنه مذهب الشافعية والحنابلة.
الطعام المباح
ويسوق الدكتور حسين عبد المطلب العميد الأسبق لكلية الدراسات الإسلامية وأستاذ الشريعة بجامعة الأزهر، أدلته على المباح من الأصناف السابقة وغير المباح، مشيرا على أن الضب وهو حيوان يعيش في صحراء الخليج، لم يرد أن النبي صلى الله عليه وسلم أكله، ولذا فقد اختلفت فيه آراء الفقهاء، فيرى الحنفية أن أكل الضب حرام لما فيه من الخبث، فيعتبره الحنفية من الخبائث، بينما ذهب المالكية والشافعية والحنبلية إلى جواز أكله مع الكراهة، واستدلوا بحديث النبي صلى الله عليه وآله وسلم، لما سئل عن الضب فقال "لَمْ يَكُنْ مِنْ طَعَامِ قَوْمِي، فَأَجِدُ نَفْسِي تَعَافُهُ، فَلَا أُحِلُّهُ وَلَا أُحَرِّمُهُ".
وحول طعام البحر قال أستاذ الشريعة بجامعة الأزهر، أنه ليس كل طعام البحر حلال، قياسا على نصوص القرآن الكريم، والأحاديث النبوية، ويقاس على ذلك ماتراه النفس من استثاغة اكله، مبينا أن السلحفاة فيها اختلاف لكن ما اجمع عليه الفقهاء هي من الخبائس كالضب، وأما التمساح فإنه من السباع ذوات الناب التي لاتؤكل، وما ورد عن أن لحم الضباع كانت تباع فهو ضعيف وغير صحيح، لأنه من السباع.