مناظرة بين داعشي وأزهري أفريقي.. تابعها للنهاية (فيديو)

الخميس، 15 فبراير 2018 06:07 م
مناظرة بين داعشي وأزهري أفريقي.. تابعها للنهاية (فيديو)
مناظرة بين داعشى وعالم أزهرى
كتب: حسن الخطيب

ضمن الجهود التي يقوم بها الأزهر الشريف، في تجديد الخطاب الديني ومكافحة التطرف والجماعات الإرهابية، نظمت الرابطة العالمية لخريجى الأزهر الشريف، نموذج محاكاة لواقع افريقيا، من الجماعات المتطرفة، وعقدت مناظرة ساخنة بين متطرف يعتنق الفكر الداعشي وعالم أزهري نظمها آئمة ووعاظ دول أفريقيا "السنغال ونيجيريا وكينيا وجزر القمر".
 
ودارت المناظرة فى صورة حوار تضمن العديد من المحاور حول الأفكار المنحرفة، التى تستند إليها التنظيمات الإرهابية من بينها آيات الجهاد والقتال، وانتهت المناظرة إلى إقناع المتطرف بالتخلى عن أفكاره الشاذة.
 
تفاصيل المناظرة
وبين الدكتور أسامة يس، نائب رئيس مجلس إدارة الرابطة العالمية لخريجي الأزهر، أن المناظرة جاءت من أجل تدريب وعاظ الأزهر من أبناء أفريقيا على كيفية مواجهة الفكر الداعشي الإرهابي، وكيفية نقد ودحض افتراءات ومزاعم الإرهابيين، مبينًا أن المناظرة تمت بين ثلاث طلاب أفارقة جسدوا فيها دور عالم الأزهر المتسلح بالفكر الوسطي الصحيح، وأحد مقاتلي التنظيم الإرهابي، حيث تمت مناقشته في الأفكار التي يعتنقها، وتم تفكيك فكره وإقناعه بالتخلي عن تلك الأفكار الشاذة.
 
وبين الدكتور عبد الدايم نصير، الأمين العام للرابطة العالمية لخريجى الأزهر، أن المناظرة تناولت عددًا من المحاور الهامة كالمسائل الشائكة التي يتذرع بها الإرهاب ويستند إليها منها تأويلهم لآيات الجهاد التي جاءت في القرآن الكريم والأحاديث في السنة النبوية، ومنها القتل باسم الدين، والشبهات التي تثور حول الإسلام.
 
وأوضح أمين الرابطة العالمية لخريجى الأزهر، أن هذه المناظرة لتدريب لأبناء الأزهر الوافدين الذين يتعلمون في رحاب الأزهر على كيفية دحض مزاعم وافتراءات الفكر الإرهابي في دول افريقيا، لتحصينهم وتعريفهم بكيفية مواجهتها، منوهًا بأن هذا التدريبهم يؤهلهم لأن  يكونوا رسل سلام إلى بلادهم، يعبرون عن وسطية منهج الأزهر الشريف، في مواجهة التيارات المتطرفة، وتحصين الشباب من الاستقطاب لأفكارها المنحرفة، مضيفا بأن الأزهر يحمل على عاتقه واجب نشر وسطية الإسلام وتصحيح صورته التي شوهتها ممارسات التنظيمات الإرهابية.
 

الواقع الإفريقي

وتحتل القارة الإفريقيا قائمة الترتيب من بين قارات العالم في تواجد الجماعات المتطرفة على أرضها، وذلك لما لبيئتها التي أدت إلى إزدها وتعدد الجماعات المتطرفة، والتي نشأت جراء النزاعات القبائلية المسلحة، بالإضافة لتفشي الفقر والجوع والمرض وتجارة السلاح، ما جعلها بيئة خصبة للإرهاب والجماعات المتطرفة.
 
وعملت الجماعات الإرهابية في إفريقيا على التأقلم مع تلك التطورات، وطورت دفاعاتها وأساليبها، فانتعشت من وراء تلك الصراعات والفساد وعدم استقرار الأوضاع، والحروب الداخلية، وانتشار الجريمة المنظمة، وتعدد القبائل والطوائف، وأصبحت القارة الإفريقية الأوى من بين قارات العالم في نسبة انتشار الإرهاب.
 
 
وتتعدد الجماعات الإرهابية في القارة الأفريقية من دولة إلى أخرى، فهناك جماعة "بوكو حرام" في نيجيريا، و"الشباب" في الصومال، والجماعات الممتدة لتنظيم "داعش" في ليبيا، والجماعات المنتمية فتنظيم "القاعدة" في بلاد المغرب العربي، بالإضافة لأذرع داعش في شرق ووسط وغرب القاهرة في بوركينا فاسو، والتشاد، والنيجر، ومالي، وموريتانيا، والسنغال.
 
وجعلت الجماعات من أفريقيا بيئة مناسبة للإرهاب، ما حتم على الأزهر الشريف أن يزيد من دوره فيها، من حيث التدريب والتأهيل لطلاب أفريقيا الوافدين إلى مصر، إضافة لإيفاد وابتعاث الآئمة والعلماء لأفريقيا لمواجهة أفكار تلك الجماعات، والعمل جنبا على جنب مع القوة العسكرية لوقف تمدد تلك الجماعات.
 
ولذلك قامت الرابطة العالمية لخريجي الأزهر بعقد دورتين تدريبيتين لـ 51 متدربا من آئمة ووعاظ إفريقيا، خاصة الطلاب الوافدين الذين أنهوا دراساتهم بجامعة الأزهر، حيث تضمنت الدورتان الرد على الشبهات وتفكيك الفكر المتطرف وإقناع المتطرفين بالتخلى عن أفكارهم، وتحصين الشباب من الاستقطابات، وانتهت تلك الدورتان بمناظرة فكرية بين عالم أزهري، وأحد مقاتلي "داعش"، لتجسد محاكاة الواقع.

 

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق


الأكثر قراءة