الانتحار الحل الأول لهم.. فنانون وقعوا في فخ الــ"دراما كوين"
الجمعة، 19 يناير 2018 12:00 ص
كثيرًا ما نصادف في حياتنا اليومية أنماط مختلفة من الشخصيات، تتنوع سماتها الشخصية وتتباين ملامحها، وقد يتأثر يومنا بهم بمجرد الجلوس معهم، فمنهم من يؤثر فينا بالإيجاب فيذهب يومنا بسعادة، ومنهم من يؤثر علينا بالسلب فيمضي اليوم كئيبًا، وقد نعيش هذه الكآبة لفترة زمنية طويلة، مثل الشخصية المزاجية الهستيرية أو الدرامية المعروفة في علم النفس بــ «الدراما كوين».
ويغلب على أصحاب شخصية «الدراما كوين» عدم النضج والابتزاز العاطفي، فهي في الغالب عبارة عن شخصية درامية مرضية، تحاول لفت الإنتباه وإثارة تعاطف كل من حولها، وتعتمد في ذلك بالأساس على كثرة الشكوى والبكاء والعواطف المتناقضة والطاقة السلبية، كما أثبتت الدراسات النفسية أن هذا النوع من أكثر الشخصيات المثيرة للجدل والمحيرة، حيث تعاني على الدوام من التناقض على المستوى الشخصي، ويستمد أصحاب تلك الشخصية قوتهم من قدرتهم الفائقة على الإبداع في التمثيل للفت الأنظار والتلون لدرجة أنَّه لا يمكن لشخص مهما كان مقرباً منها اكتشاف هذه الشخصيَّة، كأنَّها تعيش داخل فيلم هندي في موقف لا يستدعي حتى الوقوف عليه، كما أن أصحاب تلك الشخصية يصابوا بالتوتر والتعب والهستيرية إذا وجدوا شخصاً لا ينظر إليهم أو يتجاهلهم.
وأظهرت الدراسة، أن 40% من النساء في العالم يمتلكون شخصية درامية، منهم ما لا يقل عن 89% تلازمهم تلك الشخصية مدى الحياة ولا تتغير بأي عوامل أخرى، كما أنها تتطور وتستجيب مع الوقت للأعراض الهستيريَّة كالبكاء والإغماء والتشنج، ونظراً لحاجتها الملحة في أن تكون موضع اهتمام الآخرين، يصل بها الأمر التهدِّيد بالإنتحار، لجذب التعاطف والاهتمام والابتزاز العاطفي مع من حولها، لتلبية مطالبها وجذب انتباه الآخرين لها.
كثيرا من نجمات السينما وقعوا فريسة للشخصية الدرامية، ولم يستطيعوا الخروج منها على مستوى حياتهم الشخصية، ومنهم على سبيل المثال:
شرين عبد الوهاب.. غاوية اعتذار
من وقت لأخر، توجه الفنانة شرين عبد الوهاب، انتقادات لازعة لزملائها في الوسط الفني، ثم تعود فتعتذر عما بدر منها من خطأ، وعلى الرغم من تأكدها أن ما بدر منها خطأ، إلا أنها تعاود تكرار نفس تصرفها ثم تخرج للجمهور لتبكي وتعتذر، وهو ما فعلته عندما انتشر فيديو لها ظهرت فيه خلال إحدى حفلاتها بالخارج تسخر من إحدى الحاضرات عبرت عن حبها لمياه النيل، وقالت لها «مية النيل بتجيب بلهارسيا»، ومع انتشار الفيديو الذي أثار غضب الجمهور، أعتذرت الفنانة شيرين عبد الوهاب وقالت أنها لم تقصد ذلك وبكت وأبدت ندمها.
يظهر المطرب سعد الصغير من وقت لأخر في لقاءات تلفزيونية، وخلال لقائه يبدأ في البكاء دون أسباب واضحة، حتى وإن كان السؤال يبدو عادي، فتميزت لقاءاته بالدموع حتى أنه سمي بــ«ملك الدموع»، فتارة يتحدث عن ندمة على رقصه أثناء الغناء ويزرف دموع الندم، ويعد الجمهور بعدم الرقص مرة ثانية، ثم يعود للرقص، ويخرج باكيا مرة أخرى، وكانت أخر مواقفه عندما توجه له سؤال عن والدته فبكى بكاء شديد على الهواء، وتحدث عن وعده لها باعتزال الفن، وأنه خالف وعده لها وأبدى ندمه.
تعودت الفنانة الراحلة مريم فخر الدين، على توجيه السباب والخوض في الحياة الشخصية لأقرب المقربين منها، ومنهم والدتها ووالدها وأخيها يوسف فخر الدين، وتحدثت كثيرا عن عدم حبها لأمها التي كانت تربيها تربية كاثوليكية متزمته وتسئ معاملتها، كما تحدثت عن كرهها لأخيها يوسف، ثم تخرج وتعتذر عما بدر منها من تصريحات، وتعاود الكرة مرة أخرى.
سمات شخصية الدراما كوين:
وحددت دراسة جامعة كاليفورنيا السمات التي تتسم بها شخصية الدراما كوين:
دائما لا تطيق البحث عن شيء أو عمل تجربة جديدة، ومتشائمة طوال الوقت
ودائما تلجأ للإغماء في مواقف كثيرة لأسباب غير معروفة، فسلاحها هو الابتزاز العاطفي.
تتميز بقدرة خارقة في الكذب واختلاق القصص والمواقف الوهمية.
بارعة في التمثيل المبالغ فيه، وتعتمد في تعبيرها على المبالغة والاستعراض لإقناع من حولها.
تؤمن أنه لا أحد يحبها، لديها ذاكرة قوية لتذكر أدق التفاصيل القديمة، وموهبة في تحويل الذكريات السعيدة إلى أسباب للألم.
تعتبر الإنتحار هو الحل الأول لتصحيح مشاكلها.
تظهر معاناتها العائلية والعاطفية طوال الوقت، ومهما طال الغياب عنها ستجدها تتحدث عن إحدى مشاكلها الجديدة .
تتعمد التصرف بطريقة خاطئة وهي تعلم ذلك جيدا، ثم تعتذر.
كيفية التعامل مع شخصية الدراما كوين
مساعدتها على حلِّ مشاكلها بدل الهرب منها، من خلال التوعية والنصح .
إشباع حاجتها للحب والمشاعر العاطفية، حتى لا تضطر لإظهاره ولفت الأنظار لها بطريقة درامية.
عدم الاهتمام بهذه الشخصية بطريقة زائدة خاصة في الأزمات، لأنها تتحول إلى شخصية درامية سالكة الطريق الأنسب لجذب الانتباه إليها، فهي تعتقد داخلها أنها ستكون محط الأنظار عندما تقع في خيال الشخصيَّة التي تؤديها .
عدم انتقادها بحدة، حتى لا تتمادى في ردود أفعالها الدرامية، ويمكن محاولة احتوائها وتوضيح تصرفاتها لتحسين أسلوبها.