لطالما ذكر اسمه في أي دولة قام بزيارتها، عمت فيها الفوضى وعاشت أحداث مؤسفة تضرب استقرارها وانهار اقتصادها، فكما قاد «برنارد ليفي» الثورة في تونس وأشعل النيران في شوارعها، فعلها «جاريد كوهين» وقاد المؤامرة على مصر في 2011.. فمن هو وماذا يريد من مصر والمصريين؟
جاريد كوهين، يعمل حاليا كمدير أفكار بشركة «جوجل»، كما أنه عضو فى مجلس العلاقات الخارجية الأمريكي CFR، وهو المجلس المسؤل عن صياغة السياسات الأمريكية الخارجية.
في سن الــ24 عاما، التحق كوهين بالخارجية الأمريكية، وكان أصغر مستشارا في مكتب وزيرتي الخارجية كونداليزا رايس ثم من بعدها هيلاري كلينتون، وهو من أسس برنامج «جيل جديد» الذي تقدمه منظمة «فريدوم هاوس»، وفكرتها الأساسية تقوم على أنه يمكن إدارة ثورة عبر شبكات الإنترنت من خلال نشطاء في وسائل الإعلام المختلفة وعلى الأرض، كذلك أسس منظمة «تحالف حركات الشباب AYM» برعاية وتمويل وزارة الخارجية الأمريكية وعدد من الشركات العالمية الكبرى، منها «جوجل، فيسبوك، تويتر، بيبسي،MTV ، جامعة كولومبيا»، وهي نفسها المنظمة التى استقبلت أعضاء شباب من جميع أنحاء العالم العربي في 2008، وقامت بتجنيدهم وتمويلهم، وتدريبهم على كيفية إنشاء «الثورات»، كما أمدتهم بأرقام DSL دولية تمكنهم من الدخول بسهولة على شبكة الإنترنت في حالة قطع الاتصالات في دولهم.
في خريف 2010، وقبل إندلاع ثورة 25 يناير، سافر كوهين في مهمة استخباراتية إلى فلسطين وسوريا ولبنان وإيران، كممثل لوزارة الخارجية الأمريكية، على رأس وفد من كبرى شركات التكنولوجيا الأمريكية « إنتل، وجوجل» من أجل توظيف عملا له في هذه الدول، وكان المحرك الأساسي للثورة في تونس، والتقط الصور التذكارية مع والدة «بو عزيزي» الذي أشعل النار في نفسه وكان سبابا في تفجير أحداث الثورة التونسية، وهو الشخص ذاته الذي كان مجتمعا معه «وائل غنيم» أثناء إلقاء القبض عليه يوم 27 يناير، وصرح وقتها لوسائل الإعلام أنه كان بصحبة أحد زملائه في جوجل.
بدأ جاريد كوهين، تنفيذ أولى خطوات نظريته الشيطانية في 2008 داخل كولومبيا، من خلال إنشاء حملة للتظاهر أطلقها الناشط الكولومبي «أوسكار موراليس» ضد منظمة «فارك»، ودعى خلالها للتظاهر يوم 4 فبراير 2008 ووضع إعلانها عبر موقع التواصل الاجتماعي «فيس بوك»، وانضم للحملة حوالي 150 ألفا من مستخدمي الموقع، قبل موعد المظاهرة، ونجحت التجربة وشارك بالمظاهرة ما يقرب من 300 ألف متظاهر من مدينته وحدها.
ونظرا لما شهده الشارع المصري من أحداث سياسية وتحركات لنشطاء سياسيين بدأت على الأرض منذ عام 2006، وتصاعدت وتيرتها في 2008، أعاد جاريد كوهين، تجربة مظاهرات كولوبيا، لكن هذه المرة كانت في مصر، واختار وقتها مدينة صغيرة لتنفيذ التجربة بالإشتراطات التي يضعها، فوقع اختياره على مدينة «المحلة الكبرى»، والتي خرجت في تظاهرات دعت لها الناشطة السياسية تلميذة فريدم هاوس «إسراء عبد الفتاح» بعد إعلانها على الفيس بوك عن تضامنها مع عمال مصانع المحلة الكبرى يوم 6 إبريل، وإعلانها عن الإضراب معهم، مستغلة في ذلك تصاعد وتيرة الغلاء والفساد.
بعد نجاح التجربة في كولومبيا، غادر جاريد كوهين أمريكا، متجها إلى كولومبيا، وأجتمع مع «موراليس»، ودعاه بصورة رسمية للمشاركة في «قمة نيويورك لتحالف الشباب AYM» التي أقامتها وزارة الخارجية الأمريكية، والذي شارك فيه شباب من 16 دولة بكلية الحقوق جامعة كولومبيا في الفترة من 3-5 ديسمبر 2008، وكان من بين الحضور وفد رفيع المستوى من وزارة الخارجية الأمريكية ومن جامعة كولومبيا، وبعد ختام فاعليات القمة، والتي شارك فيها ممثلين عن شركة فيسبوك وجوجل، نشر موقع «هاوكاست» دليلا تفصيليا عن كيفية بناء حركات لتمكين الشباب ضد العنف، من خلال تسخير شبكة الإنترنت ومواقع التواصل الاجتماعي لخدمة نشاطاتها، وذلك لنشر الاستفادة من أعمال قمة نيويورك حتى تستفيد منه الجماعات الأخرى، كما تم تعيين أوسكار موراليس سفيرا لمنظمة «موفمنتس» التابعة لتحالف حركات الشباب AYM، براتب شهري بلغ 20 مليون دولار .
نجاح تجربة مظاهرات كولومبيا ومصر، شجعت كوهين، على تكرار التجربة لكن هذه المرة كانت داخل إيران، فعمد على تكرار نفس اللعبة بسيناريو «الثورة الخضراء» في 2009 ضد الرئيس الإيراني أحمدي نجاد، والتي اندلعت ضده مظاهرات على موقع التواصل الاجتماعي «تويتر»، لكن نجاد فطن إلى السيناريو واتبع نصيحة الرئيس الفينزويلي «هوجو شافيز» وقام بإنشاء حساب شخصي له على الموقع الاجتماعي أكتسب عبره شعبية كبيرة غطت على أصوات المعارضة الإيرانية، وكانت شركة تويتر تعتزم خلالها إغلاق الموقع لعمل صيانه له، فأرسل جاريد كوهين لإدارة الموقع برقية يطالبها بتأجيل أعمال صيانة الموقع لحين انتهاء الثورة الإيرانية، إلا أن سيناريو مخطط «الثورة الخضراء أو ثورة تويتر» فشل فى إيران بسبب عدم وجود نشطاء سياسيين على الأرض أو داخل وسائل الإعلام الإيرانية.
بعد فشل سيناريو الثورة الخضراء الإيرانية، اتجه جاريد كوهين إلى إلغاء فكرة مشروعة، إلا أنه كان على موعد مع الدكتور محمد البرادعي في أوائل 2010، فعدل عن موقفه من وقف تنفيذ نشاطة بل وقرر تعميم التجربة على مستوى الدول العربية ومنطقة الشرق الأوسط، ففي مطلع 2010 التقى كوهين بالناشط السياسي وائل غنيم في دبي، واتفقا على تكليف الأخير بدعم حملة البرادعي، كما تم تكليفه بضم حركة 6 أبريل، والإخوان المسلمين، والنقابات العمالية المستقلة إلى الحملة، وقاد كوهين فريق الناشطين داخل مصر، كما كلف «جيمس جلاسمان» بمهمة التنسيق بين جماعة الإخوان والبرادعي، والذي تواجد في مصر أوائل يناير 2011 تحت ستار إلقائه محاضرات بالجامعة الأمريكية ولم يغادر القاهرة إلا بعد تنحي مبارك عن الحكم في 18 فبراير 2011.