أن يكون رئيس تحريرك زمالكاويا

السبت، 13 يناير 2018 07:26 م
أن يكون رئيس تحريرك زمالكاويا
هناء قنديل تكتب

"بقالنا 10 سنين مش بنكسب الأهلي فى الدورى.. أنا قربت اتجنن!!".. هذه الجملة نسمعها كثيرا حتى باتت مألوفة، وغير جاذبة للانتباه؛ نظرا لتكرارها في كل مكان، عقب نهاية كل مواجهة بين قطبي الكرة المصرية، الأهلي والزمالك!!

لكن هذه الجملة يمكن أن تتحول إلى أزمة كبرى تنغص  عيشتك، صباح كل فوز للأهلي على الزمالك، وما أكثر ذلك.. لكن لماذا؟

هذه الجملة ستكون دليلا على يوم أسود يمكن أن تعيشه، حين يكون رئيس تحريرك في الصحيفة التي تعمل بها زمالكاويا، إذ إنه وهو يردد هذه الجملة الحزينة، ستجد نفسك أمام سؤال خطير جدا سيتردد داخل مفاده: " قولي بالله عليك تشتغل إزاي معاه خصوصا إذا كان هو يعلم جيدا أنك أهلاوي متعصب، وأنك ترقص فرحا أمامه وأنت تسمعه ينفث عن غضبه بمثل هذه الجمل الإحباطية اليائسة؟!"

حقا.. "هما يكسبوا واحنا نلبس في الحيط"، هذا يا عزيزي سيكون لسان حالك عندما تضطر أيها الأهلاوي السعيد، للقاء رئيس التحرير الزمالكاوي في صحيفتك، صباحية هزيمة من نوعية الـ3 ـ صفر، التي وقعت أخيرا.

وللأمانة فإنه لا يمكنني أن أنصحك بشيء معين لتفعله قبل أن تدخل على رئيسك المنكوب بزمالكاويته الحزينة، ربما يحميك منه، سوى أن تقرأ ما تحفظ من القرآن الكريم، وأن تجمجم وتزمزم، وتهلل وتحوقل، بكل ما تتذكره من أدعية، ربما ينقذك هذا من غضبه الذي قد يصبه على رأسك، كممثل للأهلاوية الجاثمين على أنفاسه بالهزائم المتتالية، فتعيش ذلك اليوم الأسود الذي أشرت إليه فيما سبق.

ولكي تدرك عزيزي، خطورة الموقف، فإنه يجب أن تعلم أن رئيس التحرير، هو رئيس جمهورية الصحيفة التي يعمل بها، فهو صاحب القرار الأول والأخير، بل وهو صاحب القرار الأوحد أصلا، والمتحكم في مصائر فريق العمل، وهذا في العادة يكون مفيدا، ما لم يكن الرجل زمالكاويا.. لماذا؟

إذا كان رئيس تحريرك أهلاوي، أو من أي صنف آخر، فأنت مستفيد لا محالة، إذ ستجد فرحا، ومسرورا، دائما وهو أمر لو تعلمون عظيم.

أما إذا كنت من أصحاب الحظ التعس، وحباك القدر برئيس تحرير زمالكاوي، فهو لن يكون لديه وقت سوى للغضب، إما من هزائم الزمالك المتتالية، أو أخطاء المحررين، وبخاصة الشياطين منهم ـ أقصد الشياطين الحمر ـ كما أنه يقضي باقي وقته في التفكير في المصيبة المقبلة ـ أقصد المباراة المقبلة ـ هتكون نتيجتها الهزيمة بكام، مع أمل خافت بأن تنتهي بالتعادل الباهت واليتيم.

عزيزي الأهلاوي إذا أردت أن تجعل انتماءك للأهلي نعمة، فابتعد عن رئيس التحرير الزمالكاوي.. أو أقولك سيبك من الصحافة خالص يكون أحسن.

لكن عليك أن تعلم أنه لن يوافق على نشر مقال مثل هذا إلا رئيس تحرير زملكاوي.

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق