"الضرة مرة ولو كانت جرة"... وراء كل مثل قصة وحكاية
الخميس، 04 يناير 2018 01:00 ص
تناقلت "الأمثال الشعبية" على ألسن الجميع من الشعوب العربية، كألة ذات قوة كبيرة، فى دعم مواقفهم ووجهات نظرهم أثناء خوض أي نقاش، ولكن جاء ذلك دون بحث منهم عن الأسباب والقصص التى أنطلقت منها.
ويرصد "صوت الأمة" جميع القصص وراء هذه الأمثال الشعبية، وفي السطور التالية نتناول قصة إحداهما الذى حاز على شهرة واسعة، وهو "الضرة مرة ولو كانت جرة" التي رددها الكثيرون خلال كلماتهم، ولكن قليلون من يعلم في أى مناسبة أو حدث خلق هذا المثل.
بدأت قصة هذا المثل عندما كان أحد الرجال متزوجًا منذ فترة طويلة، وكانت زوجته امرأة جميلة الخلق ولكنها كانت لا تنجب، فألحت عليه بشدة حتى يتزوج بآخري لتمنحه الطفل الذي يحلم به، ولكن زوجها لم يقبل ذلك الإقتراح، معللًا ذلك برغبته في الابتعاد عن مشاكل الغيرة التي تنشب بين الزوجتين وتحول حياته إلى جحيم.
لم تتوقف الزوجة تتوقف عن مطالبته بالزواج من أخرى، واستمرت في الإلحاح عليه بشدة حتى وافق الزوج مضطرًا لهذا الإقتراح، ولكنه توصل لحل حتى لا تتحول حياتهم إلى جحيم وقال لها:"سوف أسافر يا زوجتي.. وسأتزوج امرأة غريبة عن هذه المدينة حتى لا تحدث أية مشاكل بينكما".
وفي يوم من الأيام عاد الزوج من رحلته للزواج بأخرى، وذهب إلى بيته مباشرة منذ وصوله ومعه جرة كبيرة جدًا من الفخار، وقد ألبسها ثياب امرأة وغطاها بعباءة، وخصص لها حجرة خاصة بها، ولم يسمح بالإقتراب منها بتاتًا، إلا أن تراها من بعيد وهي نائمة فقط.
وخرج الزوج من الغرفة وأخبر زوجته الأولى: "ها أنا قد حققت نصيحتك يا زوجتي العزيزة وتزوجت من هذه الفتاة النائمة، دعيها الليلة تنام لترتاح من عناء السفر وغدا أقدمك إليها"، وعندما عاد الزوج من عمله إلى البيت، وجد زوجته تبكي فسألها عن السبب فأجابته: "إن امرأتك التي جئت بها شتمتني وأهانتني وأنا لن أصبر على هذه الإهانة".
تعجب الزوج ثم قال: "أنا لن أرضى بإهانة زوجتي العزيزة وسترين بعينك ما سأفعله بها"، وأمسك عصا غليظة وضرب الضرة الفخارية على رأسها وجانبيها فتهشمت واكتشفت الزوجة الحقيقة، واستحت من إدعاءها، فسألها الزوج: "قد أدبتها هل أنت راضية؟"، فأجابته: "لا تلومني يا زوجي الحبيب، فالضرة مرة و لو كانت جرة".