"اللي ما يعرفش يقول عدس".. وراء كل مثل قصة وحكاية
الجمعة، 29 ديسمبر 2017 02:00 م
المصريون دائمًا ما يبدعون في استخدام الأشياء، فمن يعتقد أن أدوات التوكيد فقط بالنحو، التي تكون بتكرار الكلمة أكثر من مرة في الجملة لتأكيد المعنى وإبرازه «فاته» الكثير، نحن دائمًا لدينا ما هو جديد فنجح المصري بإدخال أداة جديدة للتأكيد ألا وهي «الأمثال الشعبية» المتوغلة خلال أي حديث جانبي مع اثنين من الأصدقاء، الأقارب، أو الجيران.
وترصد «صوت الأمة» جميع القصص وراء هذه الأمثال الشعبية، وفي السطور التالية نتناول أولى قصة إحداهما الذي حاز على شهرة واسعة، وهو «اللي ما يعرفش يقول عدس» التي رددها الكثيرون على ألسنتهم، ولكن قليلون هم من لديهم علم في أى مناسبة أو حدث، انطلق من خلالها هذا المثل.
وروى هذا المثل حادثة ظلموا فيها «شوال» من العدس، وهو يعبر دائمًا عن حالة عدم الفهم، فيوصف من «لا يعرف» بأنه يتحدث بأي شيء غير صحيح، وجاء أصله من خلال تاجر كان يبيع في دكانه العدس والفول والبقوليات، وله سمعه طيبة بين أهله وجيرانه، وله نشاط تجاري على مدى واسع.
وكان هذا التاجر له زوجة يحبها حبًا جمًا، ويثق فيها ثقة ليس لها حدود، وفي أحد الأيام طرأ له عمل خارج البلاد، فاضطر على إثره الذهاب للاتفاق على شحنة جديدة من العدس والفول والبقوليات، ولكن حين عودته قد شاهد ما لم يستطع تحمله، حيث وجد زوجته في أحضان شاب يعمل لديه بالدكان الخاص به، فانتفض لما رأه وأخذ يجري وراء الشاب الذي لاذ بالفرار بمجرد رؤيته للزوج، فتعثر في شوال العدس فوقع الشوال بكل ما فيه.
وعندما رأى الناس في الحي الذي يقع به منزله والدكان الخاص به، شوال العدس يفترش الأرض بأكملها، بجانب جرى التاجر مهرولًا خلف الشاب، فاعتقد الجميع أنه مجرد لص حاول سرقة بعض العدس من المحل وهرب، وأن التاجر يجري خلفه لعقابه على ما فعل، وتوجهوا باللوم إليه لما بدر منه بهذا التصرف، وقالوا له: «كل هذا الجري من أجل شوال عدس؟ أما في قلبك رحمة و لا تسامح؟»، فرد التاجر، الذي عجز عن الإفصاح عن الحقيقة المشينة، بالعبارة الشهيرة التي تناقلتها الألسن بعده قائلًا: «اللي ما يعرفش يقول عدس».
إطلاق الأحكام من قبل الناس الذين شاهدوا هذه الواقعة، وعلى شيء لم يعرفوا حقيقته قط، وتداولهم «أي كلام» نحو هذا الموضوع هو ما خلق هذا المثل، وجعل الجميع يتداوله فيما بعد ذلك، معبرة به عن جميع الحالات التي تشابهت مع هذا الحادث.