هنا يرقد التراث.. أسوار باب القاهرة "مخلعة" (صور)
الثلاثاء، 26 ديسمبر 2017 10:30 ص
تتوالي السنين ويذهب عصر ويأتى آخر، وبين هذا وذاك تفني آلاف الأجيال إلا من خلد نفسه بأعماله، فمنهم من خلد نفسه بالبطولات والإنجازات الحربية، ومنهم من اتخذ العمارة وسيلة لترك بصمته "أنه مر من هنا"، وهكذا عبرت الشعوب عن نفسها على مر العصور.
من أكثر ما يحتذي به في بصمات المعمار كان العصر الفاطمي، لكن هناك شيء على قدر الأهمية في مرحلة التوثيق، ألا وهو أن تأتى جميع الشعوب من بعد، تعرف قيمة هذا الفن وتبذل قصارى جهدها في الحفاظ عليه، وهو ما لم يحدث بالنسبة لأهم معالم المعمار في هذا العصر "سور القاهرة".
بين أكوام "القمامة" يوجد السور
"سور القاهرة" قديمًا كان يحيط جميع أنحاء المحافظة ومن ضمنها قلعة صلاح الدين، وكان بجانبه طريق سكة حديد، تنقل والى مصر "محمد على" إلى المقابر آن ذاك، وحتي وقتنا هذا مازالت "الفلنكات" الخاصة بها متواجدة بجانب السور، وتعتليها هي الأخرى أكوام "القمامة" بجانب السور الذي لا يمكن اعتباره في حال أفضل عنها.
"أيمن" أحد أقدم سكان المنطقة، قال لصوت الأمة: " عندما تولى محمد على باشا الحكم، قام بعمل تجديدات بالقلعة، وكانت جميع هذه الرقعة المجاورة لها تسمي بـ"حرم القلعة"، أما حاليًا فقد تم شق هذا الطريق وإعادة تشكيله مره أخري، وبنيت مباني أخري في أماكن التراث، كما قطعها العديد من طرق المواصلات.
وأكد آخر من سكان الحي، في حديثه لصوت الأمة، أن "هذا الباب ضاعت معالمه تمامًا، كما تم هدم جزء كبير من السور والشرافات، التى كانت تعلوه، بجانب جزء كبير من السلالم التى كانت توصل إلى أعلى السور الشمالى وبرج المقطم، وعند شق طريق صلاح سالم سنة 1955م، فتح الباب الحالى الذى من خلاله يتم الدخول إلى القلعة من جهة صلاح سالم".
سور القاهرة بناه "جوهر الصقلي"، وطور وجدده "بدر الدين الجمالى"، أحد قادة الجيش فى الدولة الفاطمية، كي يصبح حصنًا منيعًا وقت الحروب، وفى عام 572 هـ قام صلاح الدين الأيوبى باستكماله وإعادة بنائه من الحجر المنحوت، ولم يكن الوحيد فاحتضنت القاهرة ما يزيد عن العشرين بابًا منها من بناها الفاطميون ومنها من بناها خلفاؤهم.
من بين جميع هذه الأبواب، ثمة 3 أبواب فقط، هي التي علقت أسمائها بأذهاننا وهي أبواب "الفتوح والنصر وزويلة"، ولعل كان السبب في ذلك يرجع إلى استمرار بقائها حتى اليوم على عكس أبواب أخرى اندثر أثرها ولم يبق منها شيء سوى أسمائها التي انتقلت في الغالب إلى الأحياء التي احتضنتها.