من نوبل للشيشة الفرق مش كبير.. منزل نجيب محفوظ راعي كيف المصريين (فيديو وصور)
الأربعاء، 06 ديسمبر 2017 10:00 صتصوير : صلاح الرشيدى
في منتصف إحدى الحواري المصرية القديمة، وبالتحديد في درب قرمز بمنطقة الجمالية، بناية تحتل قديمة منتصف الطريق، أبواب البناية -تحمل عبق مصر- مكونة من دلفتين وشراعة زجاجية، وتتصل بأحجار البناء القديمة، التي كانت تستخدم في بناء القلاع والبنايات الأثرية.
سلالم متهالك، وأبواب تكسوها الشقوق، وحوائط محطمة، تحمل معها آلام التاريخ الذي مر عليها، عمرها تجاوز المائة، إلا أنها لا تعامل معاملة المعالم الأثرية على الرغم من قيمتها العالية.. أنه منزل نجيب محفوظ الموجود بمنطقة درب قرمز في الجمالية، الذي تحول إلى ورشة لصناعة "لي الشيشة".
"نجيب محفوظ"، الروائي المصري الشهير والحاصل على جائزة نوبل في الأدب، والذي يعتبره العالم منارة للعلم، أصبح مسكنه، بدلا من مزارا سياحيا يتوافد عليه عشاق الكاتب المصري، والمهتمين بالأدب، مصنعا لإنتاج "لي الشيشة"، ليتحول "منزل أسطورة الأدب المصري"، إلى بيت هتم بكيف المصريين.
"أسطورة الأدب المصري"، بدأ مسيرته في الكتابة، مطلع الأربعينيات، واستمر قلمه في الإبداع حتى عام 2004، وكان عشق مصر قد سيطر على قلم الروائي المبدع "نجيب محفوظ"، فقد دارت أحداث جميع رواياته في مصر، وتظهر فيها سيمة متكررة هي الحارة التي تعادل العالم.
ومن أشهر أعماله: "الثلاثية وأولاد حارتناو" -التي مُنعت من النشر في مصر منذ صدورها وحتى وقتٍ قريب- ويُصنف أدبه أدباً واقعياً، كما يعد أكثر أديبٍ عربي حولت أعماله إلى السينما والتلفزيون.
"محفوظ" وُلد في حي الجمالية بالقاهرة. والده كان موظفًا لم يقرأ كتابًا في حياته بعد القرآن غير حديث عيسى بن هشام لأن كاتبه المويلحي كان صديقاً له، وفاطمة مصطفى قشيشة، ابنة الشيخ مصطفى قشيشة من علماء الأزهر.
وكان نجيب محفوظ أصغر إخوته، ولأن الفرق بينه وبين أقرب إخوته سنًا إليه كان عشر سنواتٍ فقد عومل كأنه طفلٌ وحيد. وكان عمره 7 أعوامٍ حين قامت ثورة (1919) التي أثرت فيه وتذكرها فيما بعد في بين القصرين أول أجزاء ثلاثيته.
التحق بجامعة القاهرة في (1930) وحصل على ليسانس الفلسفة، شرع بعدها في إعداد رسالة الماجستير عن الجمال في الفلسفة الإسلامية ثم غير رأيه وقرر التركيز على الأدب. وانضم إلى السلك الحكومي ليعمل سكرتيراً برلمانياً في وزارة الأوقاف (1938 - 1945)، ثم مديراً لمؤسسة القرض الحسن في الوزارة حتى 1954. وعمل بعدها مديراً لمكتب وزير الإرشاد، ثم انتقل إلى وزارة الثقافة مديراً للرقابة على المصنفات الفنية. وفي 1960 عمل مديراً عاماً لمؤسسة دعم السينما، ثم مستشاراً للمؤسسة العامة للسينما والإذاعة والتلفزيون. آخر منصبٍ حكومي شغله كان رئيس مجلس إدارة المؤسسة العامة للسينما (1966 - 1971)، وتقاعد بعده ليصبح أحد كتاب مؤسسة الأهرام.
تزوج نجيب محفوظ في فترة توقفه عن الكتابة بعد ثورة (1952) من السيدة عطية الله إبراهيم، وأخفى خبر زواجه عمن حوله لعشر سنوات متعللاً عن عدم زواجه بانشغاله برعاية أمه وأخته الأرملة وأطفالها.