طه حسين ونجيب محفوظ وفرج فوده.. معركة التفكير والتكفير
الثلاثاء، 28 نوفمبر 2017 01:21 م
تسببت فتاوى " تكفير" صدرت عن متشددين في اوقات مختلفة في استهداف عدد كبير من المثقفين والمفكرين، والمنتمين لطوائف ومذاهب مختلفة، كان أبرزهم استهداف عميد الأدب العربي طه حسين.
فتاوى التكفير تسبب أيضا في استشهاد 305 شخصا من المصلين في مسجد الروضة ببئر العبد الجمعة الماضية على أيدى متشددين يرون أن التصوف بدعه وكل من يتبع هذا الفصيل كافر حسب فتاوى قياداتهم.
طه حسين والشعر الجاهلي
تاريخ التكفير الطويل بين المتشددين والمفكرين، ويرجع إلى العصورالاسلامية الأولى، والتي كفر فيها بعض الفلاسفة والعلماء وكان أشهرهم" ابن رشد وابن سينا "
وفي العصر الحديث كانت الواقعة الشهيرة بين الدكتور طه حسين وبعض المتشددين والتي وقعت عام 1926م ، عندما أصدر طه حسين كتابه "في الشعر الجاهلي"، و الذي أكد فيه أنه الشعر الجاهلي كتب في عصر صدر الاسلام، وهو ما أحدث ضجة كبيرة وقتها، ورفعت دعوى قضائية ضده أمرت النيابة بسحب الكتاب من منافذ البيع وأوقفت توزيعه.
واحتدمت الأزمة مع طه حسين حينما تقدم الشيخ أبو الفضل الجيزاوي ببلاغ ضد عميد الأدب العربي وكتابه "في الشعر الجاهلي" وكانت التهمة هي التعدي على دين الدولة، ولم يكفرطه حسين، لكنه اتهمه بالتعدي على الدين، مما أدى إلى فتح باب التكفير بعد ذلك من المتشددين.
فرج فوده وتكفيره ثم قتلة
لم يقتصر الأمرعلى طه حسين فقط، بل كان تكفير بعض المتشددين للمفكر الراحل فرج فودة، سببا أدى إلى اغتياله في نهاية الأمر، باعتباره كافرا كما أفتى بعض المتشددين.
وبدأ مشهد التدبير لاغتيال فودة بنشر جريدة "النور" لسان حال الجماعة الاسلامية مقالا كفرت فيه فودة، بسبب كتاباته التى كانت تتبنى وجهة النظر العلمانية، وهى فصل الدين عن السياسة، مما أدى إلى اغتياله على يد الجماعات الإسلامية عام 1992.
وفي الوقت الذي قتل فيه شابان لا يعرفان القراءة أو الكتابة فرج فودة بسبب محاولة الجماعة الإسلامية تكفيره تطوع الشيخ محمد الغزالي، للشهادة في قضية مقتل المفكر الراحل، واستمرت شهادته لمدة نصف ساعة، وقال فيها: إن فرج فودة بما قاله وفعله كان في حكم المُرتد، والمرتد مهدور الدم، وولي الأمر هو المسئول عن تطبيق الحد، وأن التهمة التي ينبغي أن يحاسب عليها الشباب الواقفين في القفص ليست هي القتل، وإنما هي التعدي على السلطة في تطبيق الحد.
نصر حامد أبو زيد والتفريق بينه وبين زوجته
نفس الأمر تكررمع الدكتورنصرحامد أبو زيد حينما اتهمه الدكتور عبد الصبور شاهين بالتجديف بسبب رسالة علمية أعدها، ثم طالب بعد المتشددين بتفريقه عن زوجتة بإعتباره مرتدا وخارجا عن الإسلام، ومن ثم لا يجوز له أن يكون متزوجا من مسلمة.
وأثارت كتب الدكتورأبو زيد حفيظة المتشددين في أوائل تسعينيات القرن العشرين، وتحديدا عام 1993م، حينما تقدم بمؤلفاته في نفس العام لنيل درجة الأستاذية في علوم القرآن، وهي "مفهوم النص" إلا أن اللجنة المشكلة لمنح درجة الأستاذية في علوم القرآن برئاسة شاهين لم تكن محايدة إتجاه وإعتبرت كتابه "نقد الفكر الديني" تجريحا في الفكر والدين معا، مما أثار قضية حسبة حركها محام ضد الوزير، جعلت القضاء يفصل لصالح المحامي، ويقضي بالتفريق بين أبو زيد وزوجه.
نجيب محفوظ
وكفر متشددون نجيب محفوظ بسبب رواية "أولاد حارتنا "، حيث اتهموه بالإلحاد والزندقة، حتى أن الشيخ عمر عبد الرحمن الاب الروحي للجماعات الاسلامية المتشددة بعد نشر رواية سلمان رشدي "آيات شيطانية" قال : أما من ناحية الحكم الإسلامي فسلمان رشدي صاحب آيات شيطانية ومثله نجيب محفوظ مؤلف "أولاد حارتنا" مرتدان، وكل من يتكلم عن الإسلام بسوء فلابد أن يقتل، ولو قتلنا نجيب محفوظ ما كان قد ظهر سلمان رشدي.
وتعالت موجة التحريض ضد محفوظ باعتبار الرواية تتضمن كفرا صريحا، وأن شخصيات الرواية ترمز إلى الأنبياء، الأمر الذي انتهى إلى محاولة إغتيال صاحب نوبل بدعوى كفره.