الفيشاوي والسكرية ونجيب محفوظ.. مقاهي صاحب نوبل في القاهرة الفاطمية (صور)
الجمعة، 17 نوفمبر 2017 08:23 م
هنا في خان الخليلي أقدم سوق تجاري في الشرق بناه الشريف الخليلي من مدينة الخليل الفلسطينية منذ حوالي 600 عام وفي قصر الملكة شوق التي بنت هذا القصر لتعيش فيه فنسبت المنطقة لها وفي ذقاق المدق والجمالية والسكرية مشي أبطال نجيب محفوظ السيد عبد الجواد وحميدة ورفاعة وسعيد مهران جميعهم عاشوا هنا وبقلمة الساحر جعلنا نعيش معهم في مسودات رواياته وهو يشرب القهوة علي الفيشاوي فتضيع الخيوط منه ليذهب الي منزلة في بيت القاضي وينزل يتمشي في السكرية ويجلس علي مقهاه هناك
وإذا كان المثل الشعبي يقول: إن "الرجل تدب مكان ماتحب"، فإن أول دبة على أرض الخان لابد أن تكون في مقهى الفيشاوي، الذي يزيد عمره عن مائتي عام، وهو من أقدم مقاهي القاهرة، وكان الكاتب الكبير نجيب محفوظ من أشهر رواده في فترة الستينات من القرن العشرين
مقهي الفيشاوي 220 عام من الزمان
مقهى الفيشاوي هو أحد مقاهي القاهرة الشهيرة ويقع بحي الأزهر ويعد من أقدم مقاهي القاهرة، حيث يرجع تاريخ إنشائه إلى عام 1797 ويقع المقهى في أحد الأزقة الضيقة المجاورة لمسجد الإمام الحسين بمنطقة الأزهر، في قلب القاهرة الفاطمية، بمنطقة خان الخليلي. ويرتاده المصريين والسياح العرب والأجانب من كل الجنسيات الذين يبهرهم جو المقهى الشرقي الخالص، بموائده الخشبية المشغولة، ومقاعده الأشبه بالأرائك العربية الوثيرة، والمرايا المعلقة على جوانبه ذات الأطر
ويقول الحاج أكرم الفيشاوي أنه الجيل السابع من أل الفيشاوي والمقهي بدأ ببوفيه صغير أنشأه الحاج فهمي علي الفيشاوي عام 1797 في قلب خان الخليلي ليجلس فيه رواد خان "الخليلي" من المصريين والسياح، واستطاع أن يشتري المتاجر المجاورة له، ويحولها إلى مقهى كبير ذي ثلاث حجرات.
أولى غرف المقهى غرفة "البسفور" وهي مبطنة بالخشب المطعم بالأبنوس، وهي مليئة بالتحف والكنب العربي المكسو بالجلد الطوبي، وأدواتها من الفضة والكريستال والصيني، وكانت مخصصة للملك فاروق، آخر ملوك أسرة محمد علي، في رمضان، وكبار ضيوف مصر من العرب والأجانب.
وثاني الغرف أطلق عليها "التحفة" وهي إسم على مسمى، وهي مزينة بالصدف والخشب المزركش والعاج والأرابيسك والكنب المكسو بالجلد الأخضر وهي خاصة بالفنانين.
أما أغرب الحجرات فهي حجرة "القافية" وكانت الأحياء الشعبية في النصف الأول من القرن العشرين تتبارى كل خميس من شهر رمضان في القافية، عن طريق شخص يمثلها من سماته خفة الظل وسرعة البديهة وطلاقة اللسان والسخرية، فكان يبدأ ثم يرد عليه زعيم آخر يمثل حيا آخر، ويستمران في المنازلة الكلامية حتى يسكت أحدهما الآخر.
من أشهر رواد المقهى جمال الدين الأفغاني والشيخ محمد عبده ، وعمرو موسى أمين عام جامعة الدول العربية الذي اصطحب معه عددا من وزراء الخارجية العرب.
كما قامت إحدى المحطات التلفزيونية الفرنسية بالتسجيل مع الدكتور بطرس غالي الأمين العام الأسبق للأمم المتحدة بالمقهى كما يحرص العالم المصري الحائز على جائزة نوبل الدكتور أحمد زويل على زيارة المقهى كلما كان في القاهرة لتناول الشاي الأخضر
الشاي الاخضر والاحمر في الفيشاوي
يشتهر المقهى بالشاي الذي يقدمه، سواء الأسود منه أو الأخضر، حيث يقدم في إبريق معدني صغير، تفوح منه رائحة النعناع، على مائدة معدنية صغيرة، كما تقدم فيه النارجيلة (الشيشة) بنكهات مختلفة
مقهي نجيب محفوظ القديم والحديث
بين بيت القاضي وحارة "قرمز" عاش نجيب محفوظ طفولته لعب هنا في عند باب الحارة الذي مازال واقف شاهد علي تاريخ الفاطميين ونشأة نجيب والمنزل مازال قائما ولكن تغير سكانه وأحوالة وأصبح يبكي علي من هجروه
حارة قرمز
في المقهي المتواجد في منزل نجيب محفوظ إستقبلنا شيخ كبير وقال ان نجيب محفوظ عاش في حارة قرمز حتي انهي المرحلة الابتدائية ثم انتقل هو وأسرته ألي منزل اخر في منطقة قصر الشوق ثم السكرية والمقهي مازل يحتفظ بتواجد " الاريكة " الخشبية القديمة بدلا من المقاعد الحديثة وفي نهايتة " نصبه " شاي يعمل عليها رجل ستيني وقف ينظر الي الفراغ فلايوجد زبائن علي القهوة سوي رجل واحد
وعندما تترك العصر القديم وتبعد عن بيت القاضي وحارة قرمز التي عاش فيها نجيب محفوظ طفلا و في زقاق الباديستان الذي يمتد من مسجد سيدنا الحسين وحتي شارع المعز يقع مقهي نجيب محفوظ الحديث والذي بني وصمم علي الطراز الاسلامي احتفائة بصاحب نوبل الاديب " نجيب محفوظ " والذ ي حضر افتتاحة عام 1989 وحفرإسمه علي أحد أبوابة الخشبية
وقد أقيم المقهي مكان مقهي بلدي كان يواجه محل سجاد كان يجلس عليه نجيب محفوظ في بعض الأحيان وراعي مصمم المكان الطراز المعماري الذي تقع فيه المقهي من شغل أرابيسك ومصابيح نحاسية مشغولة يدوي وكراسي علي الطراز العربي الاصيل
وفي المقهي بند شرقي يعزف أجمل المقطوعات الموسيقية القديمة لسيد دوريش وأم كلثوم ويقوم بتقديم ألذ المأكولات المصرية مثل الكشري والممبار والمشويات
ويرتاد المكان عديد من المثقفين والسياسين المصريين والعرب الي جانب روادة من الاجانب والسياح العرب والمصريين
السكرية بين عصرين
وعلي بعد أمتار من زقاق الباديستان تقع قهوة السكرية بجانب ورش الارابيسك والفضة والنحاس في مكان هاديء تجد لافتة مكتوبة بالأحمر علي خلفية سوداء "السكرية"
وعلي منيو مزخرف بعمارات الخان ومسجد الحسين تجد تاريخ السكرية الذي بناه أحد عائلات منطقة السكرية في خان الخليلي عام 1945 تستقبلك بديكور عربي أصيل وبرائحة العود جلس عليها نجيب محفوظ وسيد مكاوي "وحسن أربيسك "صلاح السعدني ومحمد هنيدي وغيرهم من الفنانين وبسبب بعد المقهي النسبي عن سوق الخان لا يرتادها إلامن يعرفها ويعرف تاريخها
بدأها الحاج غيث السكري ببوفية صغير لعمل القهوة للصنايعية في ورش الفضة والذهب والارابيسك ثم تطورت حتي اصبحت مقهي كبير في أحد أزقة الخان