وزير الأوقاف يشدد على أهمية الإعلام في تجديد الخطاب الديني
الجمعة، 10 نوفمبر 2017 09:49 صكتبت منال القاضي
أكد الدكتور محمد مختار جمعة وزير الأوقاف ضرورة وجود رؤية للنقاش نحو إعلام ديني رشيد، يبرز فيه أهمية الرسالة الاعلامية في تجديد الخطاب الديني.
وقال جمعة، في مقال له نشر على الصفحة الرسمية لوزارة الأوقاف، إن الإعلام صناعة وفن ورسالة، ولا ينكر دوره وأهميته إلا مغيب عن الواقع، وقد سلك الإعلام في العقود والسنوات الأخيرة دروبًا ومسالك عديدة، وصارت الدول العظمى تتخذ منه أكبر سلاح بتار في تأديب خصومها، فقد أخذت التكتلات الإعلامية تشق غمار الكون وعباب محيطاته الواسعة شأن الشركات متعددة الجنسيات عابرة الحدود والقارات في محاولة السيطرة وبسط النفوذ في عالم لا مكان فيه لغير الأقوياء والنافذين.
وتابع الوزير :إذا كان لكل شيء قيمه وضوابطه ومواثيق شرفه فإن الإعلام الديني يجب أن يكون في المقدمة من ذلك كله , لطبيعته الخاصة , ولكونه أحد أهم المكونات الثقافية للمجتمع , ولكونه أحد أهم عوامل التواصل في الخطاب الديني من جهة الانتشار على أقل تقدير.
وأشار مختار جمعة إلى التدقيق في كيفية البحث عن خطاب ديني رشيد ومن أجل ذلك فلا بد أن نهيئ مناخًا إعلاميًّا رشيدًا للخطاب الديني، وأول ركائز هذا الخطاب هو اختيار الشخصية التي ستقوم بتقديم الخطاب الديني ، بحيث تكون شخصية مثقفة ملمة بأساسيات الخطاب الديني ، معروفة بوسطيتها واتزانها دون إفراط أو تفريط , لأن مقدم أي عمل مهما كانت مهنيته فإن ملامح شخصيته وتكوينه الثقافي سيكون أحد أهم المؤثرات في توجيه الخطاب أو توجيه الضيوف أو إدارة الحوار أو طريقة طرح الأسئلة والتعقيب على المناقشات , وكلما كان المقدم موضع تقدير غير محسوب على أي اتجاه من اتجاهات الإفراط أو التفريط كلما استطاع أن يجمع الناس حول فكرته بعيدًا عن الاستقطاب والاستقطاب المضاد.
وأكد الوزير في مقالة على ضرورة التدقيق في اختبار الضيوف، ولابد أن تضع فيها عدة ملاحظات : أولها وهو الخطأ الأفدح الذي يتمثل في استضافة أناس غير متخصصين ،ولا علاقة لهم بالشأن الديني من الدخلاء الذين يقحمون أنفسهم بلا مؤهلات على عالم الدعوة والفتوى , على أن ثمة فرقا بين من يعبر عن رأيه الشخصي وبين من يسوق نفسه على أنه أحد علماء الدين , وإن كان أكثر هؤلاء الدخلاء لا يعنيه سوى الظهور أمام أتباعه حتى لو علم مسبقًا أنه سيتعرض لكشف حقيقته أو لشيء من الحرج , لأن كل ما يعنيه هو وضع قدمه في هذه المنطقة وإثبات أن رأيه مما يستمع إليه في عالم الفتوى والدعوة , وأنه يقف على مسافة مقابلة أو موازية لأهل العلم الحقيقيين , وهو ما يعطيه مساحة أوسع لدى المخدوعين فيه أو التابعين له أو المنتفعين من تأييده .
وتابع: الخطأ الثاني هو عندما يكون الحديث في صورة الاتجاه المعاكس فإن المواجهة في كثير من الأحوال لا تكون بين الغلو والاعتدال , ولا بين التفريط والاعتدال , إنما تكون بين أقصى الغلو وأقصى التفريط , مما يعطي أنموذجًا سيئًا للمتحدثين باسم الفكر الديني ويزيد كل طرف من طرفي النقيض تمسكًا بقناعاته بأصحابه , هروبًا من الذهاب إلى أقصى الطرف الآخر المناقض لأيدلوجياتهم , وفي هذا يجب أن يكون الوسط والاعتدال حاضرًا في أي مناقشة موضوعية , وأن ننأى عن استضافة الأطراف الشاذة المنفرة , سواء من أقصى اليمين أو من أقصى الشمال.
واستطرد: الخطأ الثالث هو مبادرة بعض الصحف أو المواقع إلى نشر بعض الآراء والفتاوى الشاذة لبعض المحسوبين على بعض التيارات المتطرفة ، وربما بحسن نية لكشفهم , غير أن التحليل النفسي يؤكد أن بعض هذه الشخصيات ربما تعمد إلى الإثارة لتكون حاضرة على الساحة لا أكثر ولا أقل , حتى لو كان وجودها على سبيل هجائها أو النيل منها , لأنها تريد أن تكون موجودة فحسب بغض النظر عن طريق وجودها , ولو أننا أهملنا هذه الظواهر لماتت من تلقاء نفسها ولما تجرأ أمثالها على هذه الشذوذ .