تجنيد الميديا.. خطة داعش لخداع الرأي العام
الأربعاء، 12 أبريل 2017 07:29 م
ما بين الواقع والخيال تبقى الفيديوهات الإجرامية التي يبثها تنظيم داعش من آن لآخر مسار للجدل على عكس ما تتمنى العقول المفكرة التي تحاول استغلال الميديا، والجرافيك لخلق حالة من الإبهار وبث الرعب في نفوس من يشاهدون تلك الفيديوهات، حيث أثارت العديد من الفيديوهات التي تم بثها في السنوات الماضية حالة من الجدل.
يتمثل هذا الجدل في التقنية وطريقة التصوير، ومنها مشهد حرق الطيار الأردني معاذ الكساسبة، حيث أكد مصمم الخدع البصرية حسام الدالي، في تصريحات صحفية عن أبرز الخدع البصرية الذي استخدمها داعش في فيديو حرق الكساسبة، مستندا لتحليل فني بحت هدفه إيضاح التقنية المستخدمة من قبل التنظيم في إنتاج الفيديو، ومرجحا استخدام 5 كاميرات لتصوير المشهد والاستعانة بمخرج سينمائي متمكن.
بدأ الخبير بشرح المقاطع التي ظهر بها خلل وخدع بصرية واضحة، بالتصوير البطيء، مشيرا إلى وجود شىء غير منطقي عند تغيير سرعة الفيديو لحظة إطلاق الشعلة، وظهور لهيب النار والدخان كان غير طبيعي في حركة، وأكد أنه مصطنع، معبرا عن استغرابه من أن سرعة النيران قلت عند الوصول للقفص رغم أنها مشبعة بالمواد البترولية.
وأوضح مصمم الخدع، أن هناك مادة تستخدم في الأعمال السينمائية تعمل على عزل النار عن الجلد، لافتا إلى أن النار غير حقيقتها، حيث توجد عيوب واضحة ظهرت في كل الزوايا، ومشيرا إلى أن انتقال حركة اليد من مكان لآخر لايمكن أن يحدث لحظة التفحم.
واعتبر أن الموجود بالقفص كانت دمية تستخدم في الأفلام السينمائية، مستدلا على ذلك بعدم تصوير الوجه بعد حرقه حتى لا تتبين الحقيقة، ومؤكدا صعوبة تحرك الجثة المتفحمة بتلك المرونة وهو يسقط في اللحظات الأخيرة، حيث عرض مشهد توضيحي مماثل للكشف عن كيفية تنفيذ مثل هذه الخدع.
وفي نهاية الفيديو، قال الدالي إن هذا الفيديو ليس دليلا أن الشهيد الطيار معاذ الكساسبة لم يمت، فقط حللت الفيديو من الناحية التقنية البحتة، والأسباب التي جعلت داعش تنفذ الفيديو بهذا الشكل فقط لإرهاب الشعب العربي، وتصويرهم بأنهم جبابرة.
فيما قال الناقد السينمائي طارق الشناوي في تصريحات خاصة لــ «صوت الأمة»، إن الفيديو الذي تم بثه من قبل داعش في شمال سيناء يظهر قنص لبعض الجنود، يمثل مدى مهارتهم في استخدام الميديا، للوصول لأكبر قدر ممكن لتزييف الفيديوهات، مشيرا إلى أن علم الكمبيوتروالجرافيك من الممكن أن يتم من خلاله اختلاق المشهد، وهو مايشير إلى قدرتهم على تجنيد الميديا كجزء من آلة الإرهاب.
وأضاف الشناوي، أن تنظيم القاعدة و أسامة بن لادن، أول من استخدموا الميديا من خلال بث فيديوهات والتسجيلات الصوتية، مشيرا إلى أن قتل الأقباط المصريين في ليبيا وما تخلله من مشاهد تعتمد على الإبهار والجرافيك بقدر كبير من خلال مشاهد الدم التي امتزجت بماء البحر، لإعطاء إيحاء بمدى القوة وبث حالة من الرعب من خلال إظهار مدى ضخامة أجسام المقاتلين.
في السياق ذاته، قال مدير التصوير السينمائي سامح سليم في تصريحات خاصة، إن الفيديو الذي تم بثه من قبل داعش فقير جدا، باستثناء مجموعة من المشاهد تم صناعتها من خلال الجرافيك، حيث يبدأ من خلال مشهد دعائي يحاول استعراض مهارة التصوير من خلال مشهد جرافيك يعكس لصورة الجنود على شاشة التلسكوب، ويتم تصوير المشاهد من خلال كاميرا على مسافة بعيدة، ويتم تركيب درجات تليسكوب البندقية من خلال الجرافيك، مشيرا إلى أن المشاهد التي تم تصويرها حقيقية، لكنها تعتمد على حالة من الإبهار.