من التخطيط إلى التنفيذ.. «داعش» يحاول استنساخ تجربته في مصر بتفجيري طنطا والإسكندرية
الثلاثاء، 11 أبريل 2017 05:51 مكتب - محمد حجاج
عمليتان ارهابيتان متزامنتان فى التوقيت تقريبًا، وهو أسلوب أتبعه كثيرًا تنظيم «أنصار بيت المقدس» في سيناء المُبايع لتنظيم داعش الإرهابى، ولعل أشهر تلك العمليات، هي محاولة التنظيم فرض سيطرته على مدينة الشيخ زويد، في يوليو 2015، حيث نفذ ما يقرب من 12 عملية تزامنية، في مناطق متفرقة، تبدأ من جنوب العريش وتنتهي في حيز مدينة رفح، وكذلك عملية الهجوم على الكتيبة «101» التي تزامن معها 11 هجوم على أكمنه ثابتة، لكن لأول مرة، تنفذ هذه الاستراتيجية فى منطقة الدلتا" الغربية" – كنيسة مارجرجس- ، والأخر فى احدى المدن الساحلية " الإسكندرية" – كنيسة البطرسية-.
تكتيك داعش فى عمليتى طنطا والغربية، يشير إلى عدد من النقاط التي توضح حقائق جذرية، أولى هذه الحقائق أن هدف التنظيم الحقيقي من العملية، كان استهداف «البابا تواضروس»، في تطور نوعي بعدما كان يستهدف قوات الأمن والجيش، حيث انتقل من محور محاربة مؤسسات الدولة الأمنية الذي وصل لإغتيال النائب العام، ما يؤكد على أن التنظيم يسعى لتحويل بوصلته من محاربة الدولة التي لم تؤتي ثمارها المرجوه، إلى محاربة المجتمع متمثلًا في القيادات الروحية والدينية، بعدما أعلن أن الأقباط هدف مشروع حسب معتقداته المتطرفه، تلك الاستراتيجية توضح أن الهدف الحالي للتنظيم هو تفكيك المجتمع، بضرب قواعده من خلال اللعب على وتر الطائفية والمذهبية والاعراق، مثلما فعل في سوريا والعراق، وهو أمر من شأنه خلق تربة خصبة تمكنه من الانتشار والتوسع الجغرافي، في رغبة منه لأستنتساخ تجربته في سوريا والعراق، التي نجح فى التوغل فيهما من خلال استهداف وحدة المجتمع، من خلال ما يُعرف في أدبيات التنظيمات إصطلاحًا بـ«إدارة التوحش».
ويعزز هذه الفرضية ما قاله مختار عوض، الباحث في برنامج التطرف بجامعة واشنطن، إن تنظيم «داعش» في العراق والشام او ما يُعرف بـ"داعش،" يحاول تطبيق استراتيجيته التي نجحت في العراق وسوريا، واستخدامها في مصر.
وأوضح عوض في تصريحات لموقع شبكة CNN الإخبارية أن "استهداف المسيحيين أحد أسهل الطرق لإثارة عدم الاستقرار، وعلى مدى سنوات حاول داعش التوسع والوصول إلى قلب الأراضي المصرية، والآن هو يحاول نسخ استراتيجيته التي نجح بتنفيذها في كل من العراق وسوريا في مصر، فالتنظيم يحاول الضرب بهدف إثارة الخوف، ومن وجهة نظري لا اعتقد أنهم سينجحون في ذلك بمصر."
حقيقة أخرى تتجلى في لجوء التنظيم للذئاب المنفردة، والتي يبدأ التنظيم في الاعتماد عليها حينما احبط الأمن اكبر تجمع، ومقر للتنظيم فى القليوبية، خلية " عرب شركس"، التى كانت تحمل المئات من اطنان المتفجرات، وهرب وقتها هشام عشماوى، القائد العسكرى للتنظيم وبعدها انشق عنه.
كانت استخدام التنظيم لتكتيك الإجهاز و"المغافلة"، وهو تنفيذ عمليتان فى آن واحد، كل منها فى محافظة اخرى، وهو اسلوب متبع فى دول العراق والشام، من خلال جذب قوات الأمن والأنظار الى منطقة وتفجير اخرى، ورغم ان هدف التنظيم الأكبر كان فى الاسكندرية لزيارة البابا، الا انه تم افشال العملية بنسبة 70% من قبل قوات تأمين الكنيسة فوقع الانفجار خارجا، بخلاف طنطا.
لماذا "الذئاب المنفردة"، وكيف يتواصل معها التنظيم، فالذئب المنفردة، هى عبارة عن شخص ، او عدة اشخاص لا يزيد عددهم عن الخمسة افراد، لا يتبعون تنظيم بشكل مباشر، ويتلقون تعليماتهم المباشرة من خلال الانترنت، بعد ان يقدم الولاء للتنظيم، ويكون عمله فى المنزل فى الغالب، وكذلك تدريبه اما فى مراكز " الجيم " العادية، أو فى المنزل، ويتعامل مع الناس بشكل عادى، ولا يظهر تدينه او التزامه فى الصلاة.
تدريبه على التفجير يتم من خلال الفيديوهات الموجودة على الانترنت بكثرة، فمجرد أن تقوم بالبحث فى موقع الفيديوهات المشهور "كيف تصنع قنبلة"، يخرج إليك عشرات ال الفيديوهات التى تعلمك كيف تصنع القنبلة اليدوية، وكذلك المتفجرات الضخمة، والأحزمة الناسفة، وحتى يتعمل الذئب عملية التصنيع والتدريب، من خلال المواد البدائية، يعلن استعداده للتنظيم الذى يحدد له موعد عملية ويقوم بتنفيذها على الفور، ويقوم بتصوير نفسه فيديو، ويقوم بارساله للتنظيم للاعلان عن مسئوليته عن العملية فور حدوثها.