عمدة لندن السابق: من فضلكم صوتوا لصالح الخروج لأن الفرصة لن تكرر
الإثنين، 20 يونيو 2016 04:58 ص
قال عمدة لندن السابق وأحد أبرز قيادات معسكر خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، بوريس جونسون، إن "الناس عادة ما يشتكون من عمليات التصويت هذه الأيام، قائلين إنها لا تُحدث أي اختلاف."
وأضاف جونسون –في مقال نشرته التلغراف- "حسنا، أيا كان رأيكم في حملة الاستفتاء هذه، فإننا بصدد لحظة تاريخية لاتخاذ قرار مصيري يوم الخميس المقبل؛ إذ بأيدينا نحن الناخبين أن نحوّل الترتيبات الديمقراطية الراهنة في بريطانيا إلى المسار الأفضل – بأيدينا تغيير مسار التاريخ الأوروبي بالكامل – وإذا ما صوتنا لصالح الخروج، فإنني أعتقد أن التغيير سيكون إيجابيا بدرجة كبرى."
وتساءل جونسون "ماذا يقدّم معسكر البقاء من وعود؟ لا شيء.. لا تغيير، لا تحسن، لا إصلاح، لا شيء غير الاستمرار الرتيب والمزري في تآكل الديمقراطية البرلمانية في هذا البلد... وإذا ما صوتنا لصالح البقاء، سنظل مقيدين في مؤخرة عربة يقودها شخص لا يجيد الإنجليزية ويسير في اتجاه لا نريد السير فيه."
وحذر جونسون قائلا "إذا ما صوتت بريطانيا لصالح البقاء في الاتحاد الأوروبي، عندئذ سنستمر في كوننا موضوعا لنظام يتزايد ابتعادا عن الديمقراطية هو الآن مسئول عن نسبة 60 بالمائة من تشريعات البرلمان البريطاني – وهي ظاهرة تسهم بشكل كبير في تعزيز وجهة نظر الناخبين البريطانيين القائلة بعدم جدوى عمليات التصويت وسيادة الشعور بأننا نحن البريطانيين لم نعد نمتلك تقرير مصيرنا بأيدينا."
وأضاف جونسون "إذا نحن صوتنا لصالح البقاء، فإننا بذلك لا نحرك ساكنا لانتقاد النخبة في بروكسل والتي فرضت اليورو على القارة الأوروبية، ورمت بجيل كامل من صغار الشباب على الهامش، والتي لا تلقي بالا لما تسببت فيه أيديولوجيتها المفلسة من بؤس وتعاسة."
وتابع جونسون محذرا من مغبة التصويت لصالح البقاء، "سنبقى سجناء نظام تجاري لن يسمح لهذا البلد – صاحب أكبر خامس اقتصاد على وجه الأرض- أن يتفاوض مع أمريكا أو الصين أو الهند أو أي اقتصاد يتنامى في العالم؛ لأن امتياز التفاوض هو حق حصري محفوظ لكهنة المفوضية الأوروبية التي لا يمثل بريطانيا بين عدد أعضائها الضخم سوى نسبة 6ر3 بالمائة فقط."
ومضى قائلا "إذا ما قررنا البقاء في الاتحاد الأوروبي، فإننا نخاطر بنفوذنا وثقلنا العالمي؛ حيث يُقصينا الاتحاد عن مقعدنا في محافل الهيئات الدولية: من صندوق النقد الدولي والأمم المتحدة ومنظمة التجارة العالمية وحتى في هيئة إدارة المصايد في شمال شرق الأطلنطي، والتي تحدد مصير الأسماك في أجزاء كبيرة من مياه المملكة المتحدة – أيسلندا لها مقعد؛ والنرويج لها مقعد؛ وجزر الفارو لها مقعد، لكن المملكة المتحدة تكون ممثلة عبر المفوضية الأوروبية."
واستطرد بوريس قائلا "نحن لسنا أكثر قوة، أو أكثر نفوذا ببقائنا جالسين على طاولة بروكسل – انظروا إلى النتائج المثيرة للشفقة التي تمخضت عن عملية إعادة التفاوض التي تمت في وقت سابق من العام الجاري، لقد ضاع صوتنا في خضم الأصوات... ومن الوهم أن نظن أن التصويت لصالح البقاء هو اختيار للوضع الراهن؛ إن الوضع الراهن ليس معروضا للاختيار... إذا ما بقينا في الاتحاد الأوروبي، فسندخل طوعا أو كرها في المحاولة اليائسة للإبقاء على دول اليورور جنبا إلى جنب، عبر بناء حكومة اقتصادية لأوروبا."
وقال جونسون "لقد رأينا آنفًا كيف يمكن أن يتم إجبارنا على إنقاذ الدول المدينة؛ كما شاهدنا – في غياب السيطرة على الحدود- كيف يدفع اليأس في أوروبا الجنوبية أعدادًا ضخمة من البشر إلى الهجرة على نحو لا يبدو أنه سيتضاءل... وإذا ما صوتنا لصالح البقاء، عندئذ أخشى أن تستمر قافلة المهاجرين الأوروبيين في حثّ المسير إلى بريطانيا؛ وعندما أتصور دوران كؤوس الشمبانيا في بروكسل غداة تصويت البريطانيين لصالح البقاء في الاتحاد، فإنني أهمّ بالبكاء – علينا ألا ندع ذلك يحدث."
وخاطب جونسون الناخبين قائلا "فلتفكروا فيما يمكننا تحقيقه إذا ما صوتنا لصالح الخروج من الاتحاد الأوروبي: يمكننا استعادة السيطرة على مبالغ ضخمة من الأموال – 6ر10 مليار جنيها استرليني كل عام- وأن ننفقها على أولوياتنا؛ يمكننا استعادة السيطرة على حدودنا، وأن نقيم نظاما شبيها بالنظام الاسترالي الخاص بالهجرة (القائم على اختيار الراغبين في دخول البلاد من المهاجرين على أساس عدد النقاط التي يحصلون عليها في عدد من المحاور كالتعليم والعمر والخبرة وغيرها)، وهو نظام عادل سواء للقادمين من أوروبا أو غيرها."
وأضاف جونسون في سياق سرْد حسنات الخروج من الاتحاد "سيكون بإمكاننا إبرام صفقات تجارة عالمية قادرة على خلق نحو 300 ألف وظيفة إضافية بحسب توقعات المفوضية الأوروبية ذاتها.. وفوق كل ذلك، سنستعيد السيطرة على قدرتنا على تمرير قوانين ووضع معدلات ضريبية تصب في صالح اقتصاد المملكة المتحدة.. سيكون بإمكاننا إعادة توجيه بوصلة اقتصاد المملكة صوب العالم كله، بدلا من حبْس أنفسنا في الاتحاد الأوروبي الذي لم يعد يمثل أكثر من نسبة 15 بالمائة من إجمالي الناتج المحلي العالمي."
وتساءل جونسون "لماذا لا نفعل ذلك (نصوت لصالح الخروج)؟ ومتى في تاريخ هذا البلد أخطأنا بالإيمان بحكم أنفسنا لأنفسنا؟ وبينما تستمر حملة الاستفتاء، تتزايد هيستريا معسكر البقاء في تهديداته وتحذيراته، على نحو فضّ عنه الناخبين إلا القليل منهم."
ورأى جونسون أن "الناس يمكنهم أن يشعروا بالدوافع الحقيقية وراء تجارة الخوف (التي ينتهجها معسكر البقاء)... ليست هذه الدوافع هي المثالية أو النزعة الدولية، وإنما هي ثلة من نخبة سياسيين وبيروقراطيين يتمترسون مدافعين عن مصالحهم الخاصة."
واستطرد جونسون "لقد بات معسكر البقاء يحاول مستميتا أن يتهم الداعين إلى الخروج من الاتحاد بالوقوف ضد روح بريطانيا العصرية؛ ضد الانفتاح والتسامح... ما هذا الهراء – وأي أهانة يحملها هذا الاتهام لأشخاص من كافة الأعراق والأحزاب والأعمار والمعتقدات لم يريدوا غير استعادة بلدهم للديمقراطية السليبة."
وتحدث جونسون عن زملائه في معسكر الخروج قائلا "إننا نحن من نريد إعادة السلطة للشعب البريطاني .. إننا نحن من نريد الوقوف ضد المصالح الخاصة والنظام النخبوي الذي لن يعترف أبدا بأخطائه... هذا هو سر إيماننا بالديمقراطية – لأنها أفضل الطرق التي عرفتها البشرية لتصحيح أخطاء الحكام؛ وإننا لمجانين إذا ما تخلينا عنها."
وأضاف جونسون "الآن حان وقت الإيمان بأنفسنا، وبما تستطيع بريطانيا فعله، وأن نتذكر أننا دائما ما نفعل الأفضل عندما نؤمن بأنفسنا... بالطبع يمكننا الاستمرار في تزويد أوروبا بالقيادة والدعم – ولكن على أن يتم ذلك على مستوى (حكومي دولي)، خارج نظام الاتحاد الأوروبي (فوق الوطني)."
واختتم جونسون قائلا للناخبين: "آمل أن تصوتوا لصالح الخروج، واستعادة السيطرة على مصير هذا البلد العظيم؛ وإذا ما صوتنا لصالح الخروج، فإن عمليات التصويت المستقبلية ستصبح ذات قيمة أكبر.. . هذه الفرصة لن تسنح مرة أخرى في حياتنا، وأنا أصلي من أجل ألا نفوّتها."