جذور الصراع والتنافس في الجنوب الليبي.. لمن الغلبة؟ (دراسة)

الخميس، 01 يونيو 2017 03:08 م
جذور الصراع والتنافس في الجنوب الليبي.. لمن الغلبة؟ (دراسة)
الطيران الليبي - أرشيفية
محمد الشرقاوي

على مدار الأسبوع الجاري، يشهد الجنوب الليبي تحركات عسكرية مكثفة، واشتباكات بين قوات الجيش الليببي بقيادة المشير خليفة حفتر، وكتائب مصراتة مدعومة بميليشيات سرايا الدفاع عن بنغازي الموالية لتنظيم القاعدة الإرهابي؛ بعد اقتحام الكتائب لقاعدة «براك الشاطئ» الجوية، بهدف طرد قوات الجيش منها، أسفرت الاشتباكات عن مقتل نحو 141 شخصًا بينهم مدنيين، وهو ما اعتبرته منظمات دولية مجزرة دموية.

في دراسة لمركز المستقبل للدراسات المتقدمة، عن جذور الصراع والتنافس في الجنوب الليبي، قال إن المواجهات العسكرية في الجنوب تعود إلى أواخر العام الماضي 2016، حينما حاول «اللواء 12» من الجيش الليبي السيطرة على «بوابة قويرة المال» المدخل الشمالي لمدينة سبها، وقاعدتي «تمنهنت» و«براك الشاطئ الجوية» التي استُخدمت من قبل قوات مصراتة لنقل الأسلحة والذخائر إلى منطقة الهلال النفطي خلال المعارك ضد قوات حفتر بين عامي 2014 و2016 للسيطرة على المنطقة، ونجح اللواء 12 خلال هذه الاشتباكات في السيطرة على قاعدة «براك الشاطئ».

وتابع المركز البحثي: «انتهت الاشتباكات بعد تدخل عددٍ من عمداء مجالس البلديات والمجالس الاجتماعية وأعيان وحكماء منطقة الجنوب، ووساطتهم بين اللواء 12 والقوة الثالثة، لكنها تجددت مرة أخرى في 20 مارس الماضي، عقب إعلان القيادة العامة لقوات الجيش الليبي بقيادة حفتر إطلاق عملية «الرمال المتحركة» لتحرير منطقة الجنوب بالكامل من الميليشيات الإرهابية، في إشارة للقوة الثالثة التابعة لمدينة مصراتة، وسرايا الدفاع عن بنغازي التي تلقى دعمًا من مصراتة ومفتي الدم الصادق الغرياني بالعاصمة طرابلس، والتي انتقلت في أواخر عام 2016 للتمركز في المنطقة الجنوبية، وذلك عقب شنها هجومًا على منطقة الهلال النفطي في مطلع شهر مارس 2017 وسيطرتها على ميناءَيْ رأس لا نوف والسدرة النفطيين، قبل أن تنجح قوات حفتر في استعادتهما، وتحرك اللواء 12 الموالي لحفتر مدعومًا بقوات من الجيش الليبي وبدعم جوي للسيطرة على قاعدة «تمنهنت» الجوية، المعقل الرئيسي للكتائب.

وأضاف المركز، اشتدت المواجهات العسكرية واتسع نطاقها عقب تكليف العقيد المهدي البرغثي المفوض بوزارة الدفاع في حكومة الوفاق الوطني في 5 أبريل 2017، بالدفاع عن قاعدة تمنهنت الجوية، واعتراض وتدمير الطائرات المغيرة على القاعدة، وحماية أرواح أفراد الوحدات العسكرية المتمركزة بالقاعدة والمكلفين بحمايتها، بمعاونة ست جهات عسكرية، منها: رئاسة الأركان العامة، وإدارة العمليات بالجيش الليبي التابع لحكومة الوفاق، وقاعدة طرابلس الجوية، والكلية الجوية في مصراتة.

وفي 9 أبريل 2017، أعلن الناطق باسم وزارة الدفاع في حكومة الوفاق الوطني العميد محمد الغصري، إطلاق عملية «الأمل الموعود» بالمنطقة الجنوبية، والتي تم تغيير اسمها فيما بعد إلى «غضب الصحراء»، للسيطرة على المواقع التي تتمركز فيها قوات الجيش الليبي وعناصر تنظيم داعش على حد وصفه، وهو ما قابله العقيد أحمد المسماري، المتحدث باسم القيادة العامة للجيش الليبي، بإعلان انطلاق العمليات العسكرية البرية الفعلية للسيطرة على قاعدة تمنهنت الجوية بمشاركة القوات الجوية.

يقول المركز البحثي إن الصراع المسلح في الجنوب الليبي يحمل أبعادًا قبلية، حيث يقاتل أبناء قبائل «القذاذفة» و«التبو» و«المقارحة» بجانب الجيش الليبي بقيادة المشير حفتر، في حين يقاتل أبناء قبائل «أولاد سليمان» و«الطوارق» بجانب كتائب مصراتة، فضلًا عن الصراع التقليدي بين هذه القبائل حول منافذ التهريب عبر حدود ليبيا الجنوبية مع كلٍّ من تشاد والنيجر والجزائر.

تعد السيطرة على منطقة الجنوب الليبي بالنسبة لقوات الجيش الليبي المتمركزة في المنطقة الشرقية والمسيطرة على منطقة الهلال النفطي، أمرًا هامًّا لتأمين مناطق تمركزها، خاصة في منطقة الهلال النفطي، للحيلولة دون شن الميليشيات الموالية لمصراتة وسرايا الدفاع عن بنغازي هجمات جديدة ضد منطقة الهلال النفطي لاستعادتها، خاصة وأن الهجوم الأخير على منطقة الهلال النفطي جاء انطلاقًا من الجنوب وبدعم من القوات المتمركزة في قاعدتي «براك الشاطئ» و«تمنهنت».

وعلى الجانب الآخر، ترغب كتائب مصراتة والميليشيات المتحالفة معها تسعى إلى إغلاق كافة الطرق أمام قوات الجيش الليبي ومنعه من دخول العاصمة طرابلس، خاصة وأن العقيد المتحدث باسم الجيش، هدد أكثر من مرة باجتياح طرابلس، فضلًا عن تمكن قوات مصراتة والميليشيات المتحالفة معها من تطويق قوات حفتر المتواجدة بمنطقة الهلال النفطي من الجنوب من خلال سيطرتها على المنطقة الجنوبية بجانب الغرب.

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق