شعوب العالم تنتفض ضد جرائم الاحتلال.. ومطالبات دولية بإقرار هدنة إنسانية

الإثنين، 30 أكتوبر 2023 03:00 م
شعوب العالم تنتفض ضد جرائم الاحتلال.. ومطالبات دولية بإقرار هدنة إنسانية

تصعيد غير مسبوق فى قصف غزة، ونتائج مدمرة بقتل أطفال ومدنين عزل وقصف مستشفيات وقطع للمياه والكهرباء والانترنت، نتائج تخالف الأهداف الإنسانية، التى انعقدت القمم الدولية مؤخرًا من أجلها، الأمر الذى يستدعى ضرورة «هدنة إنسانية»، دعا إليها الأمين العام للأمم المتحدة، دعوة دعمت المطالبات العربية، وشاركه الرأى دولًا غربية، من أجل السماح بدخول وتوزيع المساعدات الإنسانية.
 
ودعت الجمعية العامة للأمم المتحدة بأغلبية ساحقة إلى هدنة إنسانية فورية ودائمة ومستدامة بين إسرائيل والفصائل الفلسطينة، وطالبت بوصول المساعدات دون عوائق إلى قطاع غزة المحاصر. وقال المبعوث الفلسطينى لدى الأمم المتحدة رياض منصور للصحفيين: «هذه الحرب يجب أن تتوقف، والمذبحة ضد شعبنا يجب أن تتوقف، ويجب أن تبدأ المساعدات الإنسانية فى دخول قطاع غزة».
 
وهذه هى المرة الأولى التى تتوصل فيها الأمم المتحدة إلى وجهة نظر جماعية بشأن أزمة الشرق الأوسط، بعد فشل أربع محاولات للتوصل إلى موقف مشترك بشأن مجلس الأمن الدولى الأصغر المؤلف من 15 عضوا بسبب استخدام حق النقض من قبل روسيا أو الولايات المتحدة. وأقرت دول مثل فرنسا وهولندا وإسبانيا والبرتغال وإيرلندا،  دعوات الأمم المتحدة للهدنة لأسباب إنسانية.
 
جوزيب بوريل: قطاع غزة معزول عن العالم بما يخالف الانسانية الدولية
 
كما طالب الممثل الأعلى للسياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبى، جوزيب بوريل، بتوفير مساعدات إضافية، وبشكل أسرع، إلى غزة، مشيرًا إلى أن التكتل القارى يدرس الدعوة إلى هدنة إنسانية فى القطاع الذى يتعرض لقصف إسرائيلى مكثف. وقال بوريل عبر موقع «إكس»، إن غزة مقطوعة تمامًا عن العالم ومعزولة فيما يتواصل القصف المركز عليها، حيث قتل عدد هائل من المدنيين بمن فيهم أطفال، وهذا مخالف للقانون الإنسانى الدولي.
 
وأضاف: «ثمة حاجة ملحة إلى هدنة فى الأعمال الحربية للسماح بوصول المساعدات الإنسانية». وأكمل بوريل، أن شاحنات المساعدات التى تمكنت من الدخول إلى قطاع غزة حتى الآن غير كافية، ولابد من إدخال الوقود لانتاج الكهرباء وتشغيل محطات تحلية المياه، ورأى أنهما العنصران الأساسيان لإنقاذ المدنيين فى غزة فى استمرار الحرب الدائرة بين الفصائل الفلسطينية وإسرائيل.
 
وعرض بوريل على قادة الاتحاد الأوروبى فى قمتهم الخميس الماضى طلب «الهدنة الانسانية» التى دعا إليها الأمين العام أنطونيو جوتيريش قائلًا:"شخصيا، أرى أن هدنة إنسانية هى ضرورية للسماح بدخول وتوزيع المساعدات الانسانية، نظرا إلى أن نصف سكان غزة نزحوا من منازلهم".

حجم المساعدات التي تدخل غزة 4% مما يحتاجوه 
 
وكان مكتب الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية، قد ذكر أن حجم البضائع التى دخلت غزة عبر معبر رفح،  يعادل نحو 4% فقط من المتوسط اليومى للواردات التى كانت تدخل القطاع قبل الأزمة، ولا يمثل سوى جزء ضئيل مما هو مطلوب فى ظل نفاد مخزونات الأغذية والمياه والأدوية والوقود. وحذر الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش، بأن الوضع فى قطاع غزة يتدهور بسرعة، داعيًا مجددًا إلى وقف إطلاق نار لوضع حد لـكابوس إراقة الدماء.
 
وقال جوتيريش أن الوضع فى غزة يزداد يأسًا ساعة بعد ساعة، مبديًا أسفه لـ تكثيف إسرائيل عملياتها العسكرية بدل إعلان هدنة إنسانية مدعومة من الأسرة الدولية فى ظل حاجة ماسة إليها.
 
جوتيريش: العالم يشهد كارثة إنسانية 
 
وأضاف جوتيريش: العالم يشهد كارثة إنسانية تقع تحت أنظارنا وأكثر من مليونى شخص محرومون من مقومات الحياة الأساسية من طعام وماء وملجأ وعناية طبية من غير أن يكون لديهم مكان آمن يذهبون إليه، فيما يتعرضون لقصف متواصل، وأحض كل الذين يتولون مسؤوليات على التراجع عن حافة الهاوية.
 
وقال جوتيريش: «أجدد دعوتى إلى وقف إطلاق نار إنسانى فورى وإطلاق سراح جميع الرهائن بدون شروط وتسليم مساعدة إنسانية متواصلة على نطاق يلبى حاجات سكان غزة، وعلينا أن نتكاتف لوقف هذا الكابوس لشعب غزة وإسرائيل وكل الذين طالهم عبر العالم». كما تتزايد الدعوات للسماح بإيصال مساعدات إنسانية إلى المدنيين فى غزة الذين يتعرضون لقصف متواصل يشنه الجيش الإسرائيلى ردا على هجوم حماس فى 7 أكتوبر.
 
وفى ظل تزايد الأزمة الإنسانية، حذرت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) من انهيار «النظام العام» مع انتشار الفوضى بعد نهب مستودعات ومراكز لتوزيع المساعدات الغذائية تابعة لها. كما أدانت فرنسا «أعمال العنف غير المقبولة» التى يرتكبها المستوطنون ضد الفلسطينيين فى الضفة الغربية، وقالت خارجيتها فى بيان أن الاعتداءات «آخذة فى التزايد، وهى غير مقبولة ويجب أن تتوقف».
 
مظاهرات عالمية لدعم فلسطين وطلب الهدنة 
 
وعلى الجانب الشعبى أيضًا خرج الملايين حول العالم فى تظاهرات ضخمة دعما وتأييدا للفلسطينيين، الذين سقط منهم آلاف القتلى، مطالبين أيضًا بالهدنة الإنسانية. و تظاهر الآلاف فى لندن وباريس ونيويورك تأييدا للفلسطينيين وللمطالبة بوقف فورى لإطلاق النار.
 
ففى لندن انطلق المتظاهرون من ضفاف نهر التايمز نحو ساحة البرلمان، على مسافة غير بعيدة من ساعة بيغ بن، بحسب ما ذكرت فرانس برس. وتم حشد أكثر من 1000 شرطى لتأمين التظاهرة التى نظمت بينما تواصل إسرائيل قصف قطاع غزة بعد ليلة من الضربات الكثيفة، ولوح العديد من المتظاهرين بالأعلام الفلسطينية ورددوا شعارات من بينها «من النهر إلى البحر، فلسطين ستتحرر»، وهو شعار تقول بعض المنظمات اليهودية إنها «معادية للسامية» وتدعو إلى تدمير إسرائيل.
 
كما حملوا لافتات كتب عليها «فلسطين حرة» و«غزة، أوقفوا المذبحة»، بينما أطلق بعض المتظاهرين الألعاب النارية. فيما قالت المنتجة التلفزيونية دانى نادرى  لوكالة فرانس برس أن «الهدنة الإنسانية ليست كافية، يجب أن يكون هناك وقف كامل لإطلاق النار. لقد حان الوقت للقيام بشيء بدلا من المزيد من التصعيد». ويدعم رئيس الوزراء المحافظ ريشى سوناك وزعيم حزب العمال المعارض كير ستارمر هدنات للسماح بإيصال المساعدات الإنسانية إلى قطاع غز، لكن فى الوقت الحالى الدعوة إلى وقف لإطلاق النار مؤجلة.
 
وفى باريس، شارك آلاف الأشخاص فى تظاهرة السبت دعما للشعب الفلسطينى، رغم صدور قرار حظر أمنى أيده القضاء، وفق مراسلى وكالة فرانس برس. ومنعت قوة كبيرة من الشرطة موكب المتظاهرين من السير من ساحة دو شاتليه فى وسط العاصمة الفرنسية. وهتف المتظاهرون «غزة، غزة، باريس معك» و«إنها الإنسانية التى تقتل، أطفال غزة، أطفال فلسطين» و«إسرائيل قاتلة»، ومن بين المتظاهرين نواب توشحوا كوفيات وأعلام فلسطينية، بينهم النائب عن الخُضر أوريليان تاتشى والنائب عن حزب فرنسا الأبية اليسارى الراديكالى جيروم لوغافر.
 
وفى زيوريخ، بلغ عدد المتظاهرين نحو 7 آلاف بحسب الشرطة، وكان هناك ألفا متظاهر فى لوزان، و1800 فى جنيف، وأكثر من ألف فى برن. وعلى الجانب الآخر من المحيط الأطلسى، نزل آلاف المتظاهرين المؤيدين للفلسطينيين إلى بروكلين، أكبر منطقة فى نيويورك. ووصل الحشد الذى انطلق من متحف بروكلين، إلى جسر بروكلين الشهير الذى يربط هذه المنطقة بجزيرة مانهاتن والذى اضطرت الشرطة إلى إغلاقه أمام حركة المرور بسبب الازدحام.
 
كما شهدت مدن أوروبية عدة مظاهرات مؤيدة للفلسطينيين، مثل مدينة بيلباو فى إقليم الباسك فى إسبانيا، وكذلك الحال فى عدد من البلدان، مثل تركيا والأردن إندونيسيا وماليزيا.

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق