تسريب «وثائق سرية» بشأن الدعم الأمريكي لأوكرانيا

السبت، 08 أبريل 2023 09:50 ص
تسريب «وثائق سرية» بشأن الدعم الأمريكي لأوكرانيا
جو بايدن

تحاول وزارة الدفاع الأمريكية «البنتاجون» تحديد مصدر تسريب وثائق سرية، تكشف عن استراتيجية الولايات المتحدة وحلف شمال الأطلسي (الناتو) بشأن دعم أوكرانيا استعداداً للهجوم المرتقب على القوات الروسية، فيما اعتبرت أوكرانيا تسريب الوثائق «عملية تضليل روسية» لزرع الشك في هجومها المضاد.
 
وكشف البنتاجون أنه بدأ التحقيق في مصدر هذه الوثائق، التي نُشرت على حسابات في تويتر وتلجرام الأسبوع الماضي، حسب ما ذكرت صحيفة «نيويورك تايمز».
 
ونقلت الصحيفة عن خبراء قولهم إن الوثائق تبدو صحيحة، لكن أدخلت تعديلات على بعضها لعكس صورة أفضل عن الوضع الروسي؛ ولا سيما من خلال التقليل من حجم الخسائر بين القوات الروسية.
 
وتقدر الوثائق أن عدد الخسائر البشرية وسط الجيش الروسي تقدر بـ16 ألف و17 ألف جندي، فيما تقول الولايات المتحدة علناً إن خسائر الجيش الروسي البشرية تبلغ نحو 200 ألف بين قتيل وجريح.
 
وذكرت الصحيفة أن مسؤولين في إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن حاولوا حذف هذه الوثائق السرية، لكنهم لم ينجحوا سوى مساء الخميس، فيما لا تزال العديد من الحسابات تعيد نشرها.
 
وقالت الناطقة باسم البنتاجون: «نحن على اطلاع على المعلومات الصحافية بشأن رسائل نشرت على وسائل التواصل الاجتماعي، والوزارة تبحث في المسألة».
 
بدوره، قال مستشار الرئيس الأوكراني ميخائيلو بودولياك الجمعة، لـ«رويترز» إن الوثائق العسكرية الأميركية المسربة «تبدو كعملية تضليل معلوماتي روسية» تهدف إلى زرع الشكوك في الهجوم الأوكراني المضاد.
 
وأضاف أن روسيا تحاول استعادة زمام المبادرة في غزوها لأوكرانيا، وأن كثيراً مما ورد في تلك الوثائق «معلومات خيالية».
 
وتتضمن هذه الوثائق العائدة لمطلع مارس، الوتيرة التي تستخدم فيها القوات الأوكرانية ذخائر قاذفات الصواريخ من طراز "هيمارس"، والجدول الزمني لتسليم الأسلحة والتدريبات التي يوفرها الغرب للجيش الأوكراني.
 
وجاء في هذه التسريبات أن كييف بصدد تشكيل 12 لواءً جديداً، من بينها تسعة تدربها الولايات المتحدة، وتجهزها على ما ذكرت "نيويورك تايمز".
 
ولا تقدم الوثائق خطط معركة محددة، مثل كيف ومتى وأين تنوي أوكرانيا شن هجومها، والذي يقول المسؤولون الأميركيون إنه من المحتمل أن ينفذ في الشهر المقبل أو بعده.
 
ونظراً لأن الوثائق عمرها خمسة أسابيع، فإنها تقدم لمحة للرؤية الأميركية والأوكرانية، اعتباراً من 1 مارس، لما قد يحتاجه الجيش الأوكراني لهذا الهجوم.
 
ويمكن أن تساعد هذه الوثائق في إعطاء لمحة والعديد من الأدلة للروس، إذ أنها تذكر مثلاً معدل الإنفاق على نظام "هيمارس"، والذي يمكن أن يستهدف من مسافة بعيدة، أهدافاً مثل مخازن الذخيرة والبنية التحتية وتجمعات القوات.
 
ولم تعلن وزارة الدفاع الأميركية علناً عن سرعة استخدام القوات الأوكرانية لذخائر «هيمارس»، ولكن الوثائق تذكر ذلك.
 
وقال محللون للصحيفة، إن بعض أجزاء هذه الوثائق تبدو حقيقية، وستوفر لروسيا معلومات قيمة، مثل الجداول الزمنية لتسليم الأسلحة، وأعداد التعزيزات العسكرية الأوكرانية، وتفاصيل عسكرية أخرى.
 
وذكرت «نيويورك تايمز» أن الأوكرانيين لم يكونوا في بادئ الأمر مستعدين لمشاركة خططهم العملياتية مع الولايات المتحدة، خوفاً من تسليط الضوء على نقاط ضعفهم وبالتالي دفع واشنطن إلى وقف الدعم العسكري المستمر، ولكن التعاون بين الطرفين أصبح قوياً منذ الخريف الماضي.
 
ولكن تسريب مثل هذا النوع من المعلومات الاستخباراتية على وسائل التواصل الاجتماعي، وجعلها متاحة حول العالم، سيؤثر بالتأكيد على تبادل المعلومات بين أوكرانيا والولايات المتحدة، وفق «نيويورك تايمز».
 

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق