نرصد خطوات صناعة الأنسولين في أكبر مصنع لإنتاجه بالعالم

الأحد، 06 سبتمبر 2015 07:32 م
نرصد خطوات صناعة الأنسولين  في أكبر مصنع لإنتاجه بالعالم

شخص يموت كل 6 ثواني في العالم نتيجة مضاعفات إصابته بمرض السكري، تلك هي احصاءات الإتحاد الدولي للسكري حول معدلات الإصابة في تقريره السنوي

داخل مدينة كالوندبورج التي تقع بالقرب من العاصمة الدنماركية كوبنهاجن، يوجد أكبر مصنع لإنتاج الأنسولين البشري في العالم، والذي ينتج نصف الإنتاج العالمي ويُعالج 24 مليون مريض يومياً حول العالم.

وقعت الحكومة المصرية إتفاقية مع الدنمارك العام الماضي، بموجبها يتم إنشاء أول مصنع لإنتاج الأنسولين المصري محلى الصنع بحلول 2018، وإفتتاح خط للتغليف والتعبئة العام الجاري، لتوفير 25 مليون عبوة أنسولين بحلول 2020، وبالفعل بدأت الشركة المصرية للمصل واللقاح «فاكسيرا»، بإرسال بعثات من موظفيها إلى كوبنهاجن للتدريب على أعمال التعبئة والتغليف.

«صوت الأمة» قامت بجولة داخل المصنع العالمي، للتعرف على طريقة سير العمل داخله، ورؤية معايير الجودة المستخدمة في عملية التصنيع، وقبيل الجولة التي رافقنا فيها الدكتور «مايكل هالجرين»، مدير الموقع، قدم شرحاً نظرياً عن كيفية تصنيع الأنسولين البشري الذي يبدأ بعملية تحفيز الخميرة على النمو داخل صهاريج كبيرة، تمهيداً لنقلها لمرحلة الاسترداد وعزل المواد النشطة التى تُنتج منها، ثم يتم إسترداد الجزيئات من السائل المصفي وتحويلها لـ«كريستالات» رمادية اللون يتم تجفيفها ثم تصفيتها لاستخراج المادة الخام صافية.

عملية التصنيع لها شقان، الأول خاص بالإنتاج والثاني بالتعبئة وتصنيع الأقلام، في مدخل المصنع يوجد جهاز كبير لغسل وتعقيم العبوات التي يتم وضع الأنسولين المجهز داخلها، ويقوم الجهاز بغسل العبوة من خلال ضخ هواء وماء داخلها ثم رشها بطبقة من السيليكون لتسهيل حركة المكبس داخل العبوة.

بعد ذلك يتم إدخال العلبة لمكان آخر للتجفيف فى درجة حرارة 325 درجة مئوية لمدة نصف ساعة لإزالة بقايا السوائل من داخل العبوة، ويتم ملؤها بالأنسولين، وبعد ملئ العبوة يتم وضع غطاء عليها لسدها تمام.

وبجوار جهاز تعبئة الأنسولين يوجد خط إنتاج وتعبئة لجميع مكونات أقلام الدواء، حيث يتم إنتاج مئات الآلاف منها يومياً، والتي يتم وضع لواصق ببيانات الدواء عليها، ثم يتم نقل الأنسولين المعبأ التي تصل فترة صلاحيته إلى 30 شهراً، في تخزين تحت درجة حرارة من 2- 8 درجات مئوية، من خلال مركبة موجهة أتوماتيك AGB ، تقوم بنقل المنتج المعبأ إلى المستودع من خلال حاسب يضبط خط سير المركبة، وتصل درجة حرارة المستوع التي يحفظ فيها الأنسولين قبل نقله إلى 4 درجات مئوية.

عملية نقل الأنسولين من مرحلة التعبئة للتخزين تتم من خلال مركبات صغيرة الحجم، تتحرك بانسيابية داخل المصنع، وهذه المركبات متصلة بكمبيوتر، يحدد لها مسار الذهاب والعودة حتى لا يحدث اصطدام بينها، وهذه المركبات تعمل من خلال بطاريات، فعندما تقترب البطارية على النفاذ تتجه المركبة مباشرة لإعادة الشحن، بعد إبلاغ الكمبيوتر بحاجتها لإعادة الشحن.

ويوجد فى مقدمة المركبة «حساسات»، لتلافي الحوادث وعدم الاصطدام بأي شىء خلال مرور أي شخص بجوارها بشكل مفاجئ.

ويقول الدكتور «مايكل هالجرين»، مدير الموقع، إن إستخدام الأجهزة والمعدات الإلكترونية ساهم بشكل كبير، في تقليل التكلفة وعدد العنصر البشري.

مشيراً إلى أن هناك نوعاً من الأنسولين طويل المفعول، يسمى «ترسيبا»، سيتم توريده لمصر خلال الفترة المقبلة.

وأشار الدكتور «لارس ربين»، الرئيس التنفيذي للشركة المالكة للمصنع، إلى أنه حريص على توافر الاشتراطات البيئية ووضعها فى دائرة الاهتمام، حيث إن جميع الطاقة الكهربائية التى يستخدمها المصنع يتم توليدها من خلال «طواحين الهواء» وتم تخصيص قسم بالمصنع للشؤون البيئية بهدف تقليل إستهلاك الكهرباء بنسبة 37% وتخفيض انبعاثات ثاني أكسيد الكربون بدرجة كبيرة جداً.

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق