موجة حر عالمية غير مسبوقة.. عشرات الجثث في دلهي خلال يومين ويوليو الأكثر خطرا على الدول

 

سجلت درجات الحرارة ارتفاعاً شديداً في خمس قارات هذا الأسبوع، مع تحطيم 1400 رقم قياسي جديد، مما يعكس مدى تأثير الاحتباس الحراري العالمي الناتج عن الأنشطة البشرية وجعل هذه الظاهرة الكارثية أمراً شائعاً.

 

تأثير الحرارة القاتلة في دلهي والعالم

ذكرت صحيفة "واشنطن بوست" أنه تم اكتشاف عشرات الجثث في دلهي خلال فترة يومين فقط هذا الأسبوع، حيث لم يخفف غروب الشمس من الحرارة والرطوبة الخانقة. وفي سياق مشابه، توفي سياح في عدد من الدول جراء ارتفاع درجات الحرارة إلى مستويات قياسية لم تشهدها من قبل.

 

تأكيد علمي على تغير المناخ

يؤكد العلماء أن ارتفاع درجات الحرارة الذي اجتاح خمس قارات في الأيام الأخيرة يشير إلى أن الاحتباس الحراري العالمي، الذي تسببت فيه الأنشطة البشرية، قد رفع خط الأساس لدرجات الحرارة الطبيعية، مما جعل الكوارث التي لم تكن لتخطر على البال سابقاً أمراً شائعاً.

 

التوقعات المستقبلية لموجة الحر

على الرغم من التوقعات السابقة بأن موجة الحرارة العالمية التي استمرت لمدة عام قد تبدأ في التضاؤل قريباً، إلا أن الأيام السبعة الماضية شهدت ارتفاعاً شديداً في درجات الحرارة، حيث عانى مليارات الأشخاص من الحر الشديد. وقد حطمت هذه الظاهرة أكثر من ألف رقم قياسي لدرجات الحرارة حول العالم، بما في ذلك في الولايات المتحدة، حيث عانى عشرات الملايين من الناس في جميع أنحاء الغرب الأوسط والساحل الشرقي من واحدة من أسوأ موجات الحر في بداية الموسم.

 

تصريحات العلماء والتحذيرات

قال مايكل وينر، عالم المناخ في مختبر لورانس بيركلي الوطني: "يجب أن يكون من الواضح أن تغير المناخ الخطير قد حل علينا بالفعل. سيموت الناس بسبب الاحتباس الحراري العالمي في هذا اليوم بالذات".

 

وأضاف الباحثون أن ارتفاع درجات الحرارة هذا الأسبوع بعد تلاشي ظاهرة النينو، التي عادة ما تعزز درجات الحرارة العالية، يظهر بوضوح كيف تسببت الغازات المسببة للاحتباس الحراري في رفع درجة حرارة الكوكب. ومع بداية صيف 2024، هناك علامات مشؤومة على أن المزيد من الظروف الحارقة قد لا تزال في الأفق.

 

التوقعات الشهرية والتحذيرات المستقبلية

أكد زيك هاوسفاذر، عالم المناخ، أن شهر يونيو من المؤكد أنه سيسجل متوسط درجة حرارة عالمي شهريًا للمرة الثالثة عشرة على التوالي. وأضاف أن الشهر المقبل قد يشهد اقتراب الكوكب من أعلى متوسطات عالمية تم قياسها على الإطلاق أو يتجاوزها.

 

وقال مايكل ماكفادن، كبير العلماء في الإدارة الوطنية للمحيطات والغلاف الجوي: "لقد سجلنا أعلى تركيزات للغازات المسببة للاحتباس الحراري في آخر 3 ملايين عام. يحبس ثاني أكسيد الكربون الحرارة، لذا فإن درجة حرارة الكوكب ترتفع. إنها فيزياء بسيطة حقًا".

 

تداعيات عالمية واستجابة دولية

هذا الارتفاع في درجات الحرارة يسلط الضوء على الحاجة الملحة لاتخاذ إجراءات دولية منسقة لمواجهة التغير المناخي. يجب على الدول العمل معًا لتقليل انبعاثات الغازات الدفيئة، وتبني سياسات مستدامة تهدف إلى حماية الكوكب.

 

إن التصدي لتغير المناخ ليس خياراً، بل هو ضرورة حتمية لضمان مستقبل آمن للأجيال القادمة. ومع استمرار ارتفاع درجات الحرارة وتحطيم الأرقام القياسية، يجب أن ندرك أن الحلول الفعالة والمستدامة هي السبيل الوحيد لمواجهة هذا التحدي العالمي.