عودة «الدولة الدينية».. المبدعون والكتاب خلف القضبان.. ناجي مدان بـ«خدش الحياء».. أحكام ضد ناعوت وبحيري بتهمة إزدراء الأديان.. يوسف: الأحكام تعسفية.. والإسلامبولي: انتهاك للدستور والقانون

الأحد، 21 فبراير 2016 03:08 م
عودة «الدولة الدينية».. المبدعون والكتاب خلف القضبان.. ناجي مدان بـ«خدش الحياء».. أحكام ضد ناعوت وبحيري بتهمة إزدراء الأديان.. يوسف: الأحكام تعسفية.. والإسلامبولي: انتهاك للدستور والقانون
الكاتب والروائى أحمد ناجي
إسراء فتحي

حرية التعبير والرأي في المجتمعات، هي القيمة الحقيقية التي تضيف بعدا إنسانيا إليها وكما يقاد الأفراد تتكون المجتمعات فبالحرية ترتقي الحضارات ويزداد عطاء المبدعين والمفكرين في كل المجالات الحيوية من علمية وحركية وفنية، ولكن أصبح الآن المبدع أو المفكر خائفا، بعدما عادت «الدولة الدينية»، وأصبح شعار المرحلة «حبس المبدعين»، ما يجعل المفكر أو المبدع، يفكر ألف مرة قبل أن يقول أو يفعل أي شيء، حتى لا تصادر أفكاره وأعماله أو يسائل قانونيا.

أحمد ناجى

حكم على الكاتب والروائى أحمد ناجي، بالحبس لمدة عامين، وتغريم طارق الطاهر، رئيس تحرير جريدة «أخبار الأدب»، بـ10 آلاف جنيه لاتهامهما «بنشر مواد أدبية تخدش الحياء العام وتنال من قيم المجتمع»، وهو ما يفتح الباب لرصد بعض القضايا المماثلة التي صدرت فيها أحكام خلال الفترة الأخيرة، منها على سبيل المثال.

فاطمة ناعوت

حكم عليها بالحبس لـ3 سنوات وغرامة 20 ألف جنيه، بتهمة جريمة ازدراء الإسلام والسخرية من شريعة إسلامية وهي "الأضحية"، من خلال تدوينة لها على موقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك" قائلة: "بعد برهة تُساق ملايين الكائنات البريئة لأهوال ‏مذبحة يرتكبها الإنسان منذ عشرة قرون ونصف ويكررها كل عام وهو يبتسم، كائنات لا حول لها ولا قوة ‏تدفع كل عام أرواحها وتُنحر أعناقها وتُهرق دماؤها دون جريرة ولا ذنب ثمنًا لهذا الكابوس القدسي‎"‎‏.

إسلام بحيري

حكم عليه بالحبس لـ5 سنوات، لاتهامه بازدراء الاديان، وبعدها تم تخفيف الحكم لعام واحد
وترجع الواقعة عندما تقدم محام ببلاغ لمحاكمة إسلام بحيري مقدم برنامج "مع إسلام"، والذي كان يذاع على فضائية "القاهرة والناس"، يتهمه فيه بالتشكيك في ثوابت الدين والإساءة للصحابة، وكبار الفقهاء، والأئمة الأربعة، والتطاول على السنة النبوية، وذلك بعد مخاطبة المنطقة الحرة بهيئة الاستثمار للمطالبة بوقف بث البرنامج.

وذكرت أوراق القضية أن مقيم الدعوى فوجئ بقيام إسلام بحيري، من خلال البرنامج الذي يقدمه على قناة "القاهرة والناس" تحت اسم "مع إسلام بحيرى"، بشن هجمة شرسة على علماء الأمة الإسلامية الأجلاء، وأصح كتب السنة النبوية المطهرة " صحيح البخاري " وكتب السلف الصالح، وطعن في علماء الأمة الإسلامية.

إسلام جاويش

عندما اقتحم الأمن شركة أيجيشبشن نتورك لتكنولوجيا المعلومات بابراج الشرطة بمدينة نصر الذي يعمل به رسام الكاركاتير إسلام جاويش صاحب صفحة الورقة على موقع التواصل الاجتماعي فيس بوك وقاموا بإلقاء القبض عليه واصطحابه إلى قسم أول مدينة نصر بتهمة رسم كاريكاتيرات ضد النظام الحالي.

ولذا فتصبح القضية عامة، والاتهامات تتوالد في تسلسل غريب، وغموض على نحو واسع في تلك الاتهامات.

وقال الشاعر والناقد شعبان يوسف، تعليقًا على الحكم بحبس الكاتب أحمد ناجي، لطالما رفعنا شعارا يقول احترام القضاء، ونحن بالفعل نحترم القضاء العادل، الذي يحترم الدستور، ويحترم حرية الكلمة والتعبير والإبداع والتفكير والاعتقاد، طالما أن هذا القضاء يحترم المواطنين وعقولهم، ولا يستجيب لنزوات بعض المتطرفين سياسيا أو دينيا أو أخلاقيا

وأضاف يوسف: «نجد أنفسنا يوما بعد يوم أمام محاكم وجلسات استماع وأحكام تعسفية، وذلك جراء اتهامات مثل "ازدراء الأديان" و"خدش الحياء"، لتلد لنا أجنّة اتهامات مثل ارتفاع الصوت في المركبات العامة، أو "ارتداء قمصان نصف كم وفي تصريحات لــ"صوت الأمة" قال إن الحكم بالحبس كما وصفه "زفت" وانتهاكات للحريات.

من جانبه قال الفقيه الدستوري عصام الإسلامبولي، إن قرار المحكمة بحبس أحمد ناجي الصحفي بجريدة أخبار الأدب، بسبب نشره مادة كتابية احتوت على ألفاظ خادشة للحياء، يعد مخالفة واضحة للدستور والقانون.

وأشار الإسلامبولي الى أن الدستور ينص على عدم توقيع عقوبات سالبة للحرية بسبب أعمال أدبية وفكرية، في أكثر من موضع، لافتا إلى أن أحمد ناجي عليه التقدم باستئناف، وأن يطعن على الحكم لتفنيد ماجاء به، استنادا إلى مخالفة القرار للقانون والدستور.

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق