ضحية تروي ..حكايات الموت والاغتصاب علي حدود كوريا الشمالية

الخميس، 08 أكتوبر 2015 09:10 م
ضحية تروي ..حكايات الموت والاغتصاب  علي حدود كوريا الشمالية

جوع وخوف واضطهاد... كانت في مقدمة أسباب امرأة من كوريا الشمالية وابنتها للهرب والمخاطرة بحياتهما من أجل الحصول على حياة حرة كريمة .

اجتياز الحدود في كوريا الشمالية ليس بالأمر الهين.. باختصار إنها خطوة ثمنها الموت، ومع ذلك لم تكترث يونمي بارك ووالدتها لتداعيات الهرب، طالما أن الهدف الحصول على الحرية .

تجربة هروب مروعة من كوريا الشمالية إلى جارتها الجنوبية عبر الصين ومنغوليا، تخللها اغتصاب ومعاناة ورعب، ترويها الشابة الكورية الشمالية وتنقلها في كتابها الجديد تحت عنوان «من أجل العيش»، وفقا لصحيفة الاندبندت البريطانية .

تعيش يونمي بارك حاليا في نيويورك، وكانت تبلغ 13 عاما من العمر، عندما هربت وأمها عام 2007 من كوريا الشمالية .

تشير الشابة إلى أن «التراجع الكبير لكوريا الشمالية بدأ عام 1990، عندما تفكك الاتحاد السوفييتي وانخفض دعم موسكو لكوريا الشمالي» .

وتواصل سرد مأساة العائلة في تلك الفترة إذ اضطروا إلى أكل الجراد وحشرات اليعسوب للبقاء على قيد الحياة، لأن الطعام كان نادرا في كوريا الشمالية في فترة التسعينيات .

وتوفي عدد كبير من المواطنين بسبب الجوع أو المرض خلال مجاعة تصفها يونمي بأنها كانت الأسوأ في تاريخ البلاد حيث تضوّر المواطنون جوعا في ظل ديكتاتورية كيم جونغ ايل .

وكافحت عائلة بارك الظروف التي عايشتها في كوريا الشمالية حيث يُجبر المرء على الإبلاغ عن أي شخص يقول شيئا خاطئا ، وكبرت بارك واعتادت على رؤية أكوام الجثث في الشوارع .

تفاصيل الهرب

غيّر اعتقال والد بارك الموازين في العائلة، فدفعت الحادثة بالوالدة إلى إقناع مهرب لإيصالها وابنتها إلى الصين في رحلة تتطلب عبور نهر يالو، واجتياز عناصر حرس الحدود .

الوصول إلى الصين لم يكن مفروش بالورد حيث دوريات للأمن في كل مكان. الحرس على جانبي الطريق متأهبون لإطلاق النار على أي شخص يحاول عبور الحدود، وفقا لصحيفة التلغراف البريطانية .

تقول بارك: «لم يكن لدينا أدنى فكرة عما يمكن أن يحدث لاحقا، لكن دفعنا يأسنا إلى الإصرار على إكمال المسيرة نحو الصين لعل هناك فرصة للبقاء على قيد الحياة» .

وتضيف: «أصرّ المهرب الكوري الشمالي على أن نجتاز الحدود ذات ليلة حالكة باردة من 31 مارس 2007، فقد دفع لبعض الحراس مقابل التغاضي عن مرورنا، لكنه لم يستطع رشو جميع الجنود في المنطقة، لذلك كان علينا أن نكون حذرين للغاية .

وتتابع: «كنت خائفة لدرجة الشعور بشلل في أعضائي.. اجتزنا النهر الذي يكسوه الجليد وعندما وصلنا إلى اليابسة، ركضنا دون توقف بعيدا عن أنظار الحراس» .

المعاناة

بعد الوصول إلى الصين، أقدم المهرب على اغتصاب والدتها، وأجبرهما على البقاء في منزله لمدة عامين. وتقول بارك إنه اغتصبها هي الأخرى مرارا وتكرارا، وتصف تلك الوقائع بـ الكابوس ، إذ أن أمورا بهذا السوء لا تحدث إلا في الكوابيس .

وفي نهاية المطاف، سمح المهرب لبارك ووالدتها بالمغادرة، وتمكنتا من الوصول إلى منغوليا ومنها إلى كوريا الجنوبية، بمساعدة جمعية مسيحية .

وحاليا، تنفّذ بارك البالغة من العمر 21 عاما جولات حول العالم لرفع الوعي حول الأوضاع في كوريا الشمالية، بحسب قولها .

وقد أضحت ناشطة رفيعة المستوى في هذا المضمار، وحصدت كلمتها في مؤتمر القمة العالمي للشباب عام 2014 أكثر من مليون مشاهدة على موقع يوتيوب .

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق