شركات التكنولوجيا العملاقة تدفع الغرب نحو الصين.. هل يسيطرون على مخاوفهم؟
الإثنين، 18 أكتوبر 2021 02:20 م
يبحث صناع السياسات في الدول الأوروبية، تطبيق سياسات الصين، في التعامل مع شركات التكنولوجيا الكبيرة مع دخولها بشكل أعمق فى الأسواق المالية.
ومجلة بولتيكو الأمريكية، قالت في تقرير لها، إنه من غير المعتاد أن ينظر الغرب إلى بكين لإيجاد حلول سياسية، لا سيما منذ توترات العلاقات الدبلوماسية بين الطرفين لخلافات تتعل بحقوق الإنسان والتجار والتوسع العسكري لبكين فى بحر الصين الجنوبي.
وأوضحت أن الأزمة النقدية التى تلوح فى الأفق على يد شركات التكنولوجيا الكبرى قد جعلت هذه الدول الغربية رفقاء، مشيرة إلى أن هناك قلق متزايد في الدوائر الاقتصادية حول خطط عملاقة التكنولوجيا بشأن القطاع المالى منذ أن أعلن فيس بوك عن مشروع مشترك قبل عامين مع إطلاق 25 شركة أخرى عملة افتراضية تسمى ديم.
ويتشارك صناع القرار فى أحد المخاوف الرئيسية، وهو الحجم، فشركة فيس بوك لديها نحو ثلاثة مليار مستخدم حول العالم، وستكون العملة الافتراضية ديم متاحة في نهاية المطاف لهم جميعاً، مما يقضى على الخدمة الأساسية الرئيسية التى يقدمها أى بنك مركزى للمجتمع، وهى الأموال.
ومن بين التخوفات، فقدان السيطرة على إمدادات الأموال، وذلك من شأنه أن يضعف قدرة صناع القرار على سحب الاقتصاد بعيداً عن النيران، ويجعلهم غير قادرين على مساعدة المواطنين الذين يضعون أموالهم فى العملة الافتراضية لو أصبحوا مفلسين. كما تشير الصحيفة أيضاً إلى مخاطر إساءة استخدم السوق.
وحذر رئيس بنك التسويات الدولية، أوجستن كارستينز، في مؤتمر الأسبوع الماضي، وبإشارة إلى فيسبوك وديم بالإسم، من أن الشبكات الكبيرة لشركات التكنولجيا الكبرى يمكن أن تؤد إلى تكيف سريع وواسع النطاق، وهو ما سيؤدى بشكل أكبر إلى تركيز قوة السوق فى عدد قليل، ويهدد الاستقرار المالى والمنافسة العادلة وحكم البيانات.
وترى الصحيفة الأمريكية، أن الصين متقدمة على الغرب من خلال تدخلها بالفعل للتخفيف من المخاطر، حيث طورت بكين دليلاً للتدقيق في شركات التكنولوجيا العملاقة الخاصة بها مثل على بابا وتنسنت، واللتين ابتلعتا نحو 94% من المدفوعات الإلكترونية الصينية.
وأضافت: قد أدى نموهما الهائل خلال عدد قليل من السنوات إلى إجبار السلطات الصينية على التدخل فى محاول لوقف المنافسة غير العادلة نظرا لوصول الشركتين إلى بيانات المستهلك ووضعها التنظيمية المخفف الذى ليس بإمكان البنوك سوى أن تحلم به. وانتهت هذه الأيام الآن، وأصبح شعار الصين لعمالقة التكنولوجيا لدينا هو " نفس العمل.. نفس القواعد".
ونقلت الصحيفة تصريحات محافظ بنك الشعب الصينى يى جانج، والتي أشار فيها إلى أن شركات التكنولوجيا الكبرى مطلوب منها تأسيس شركة قابضة مالية وجلب كل الفروع المشاركة فى الأنشطة المالية تحت المظلة، موضحاً أن هذا من شأنه أن يساعد في فصل العمل المالي عن خدمات التكنولوجيا، وبشكل ما يحد من الصلة المباشرة بباقى أعمالها.
وتابع: "إنه للمضى قدما فى ذلك، سيطلبون من الشركة القابضة لمالية توحيد ميزانيتها العمومية وتعزيز اللوائح التنظيمية الاحترازية، موضحا ضرورة إجراء الأعمال المالية من قبل كيانات مرخصة".
وقدمت الصين القواعد الجديدة للإقراض الإلكتروني، التي قلبت خطط شركة أنت المالكة لعلى بابا لجمه 37 مليار دولار في بورصة شنغهاى وهونج جونج، وقدمت السلطات الصينية منذ هذا الوقت مزيد من القيود على المدفوعات ووضعت قواعد لمنع شركات التكنولوجيا الكبر من تطوير هيمنة مالية.
واختتمت الصحيفة: "بينما لا تزال دول مجموعة السبع تبحث خياراتها التنظيمية. لكن فى قمة وزراء مالية المجموعة ومحافظى البنوك المركزية أكدوا أنه لا يمكن أن يكون عملة عالمية إلكترونية مستقرة قبل أن يكونوا مستعدين لها".