توقف نعش المتوفي.. ماذا يقول الدين عن الظاهرة الغريبة؟
الأربعاء، 08 سبتمبر 2021 12:30 م
أهالي قرية حاجر بني سليمان التابعة لمركز بني سويف كانوا قد تدولوا قصة وصفوها بـ"النعش الطاير"، أثناء تشييع جثمان شيخ معهد أزهري بالمعاش.
زعم الأهالي أن "النعش رفض التوجه إلى المقبرة المخصصة لدفنه، وتوجه بحامليه إلى مكان مجاور لمقام عمه في أطراف المقابر، وتوقفت الجنازة هناك، فتم حفر مقبرة له".
وفي احدى الدول العربية كتب أحدهم على موقع التواصل الإجتامعي " فيس بوك":" حدثت ظاهرة عندنا وهي أن ميتاً كان يحمل على النعش ولكن النعش أصبح يجري لوحده، وأخذ يدور في جميع البلد، ولم يتمكن أحدُ من توقفه حتى شاء الله وأركبوه السيارة للذهاب إلى المقابر، ما تفسير هذه الظاهرة؟ هل كرامة من أولياء الله؟ أم خوف من الجليل؟ أم ليس لها علاقة بالعمل؟
يقول الدكتور مبروك عطية، الداعية الإسلامى، الأستاذ بجامعة الأزهر الشريف ردا على سؤال شخص قال توفيت والدتى وكانت جنازتها جميلة حيث كان وجهها بشوشا وكذلك كان الكفن يسير بسرعة فما حقيقة سرعة الكفن؟" إن سرعة الميت أثناء تشييع جنازة، لا أساس لها من الصحة وهذه أقوال لاتعد حقيقة فى الشرع.
وأضاف عطية،أن السبب فى سرعة الكفن أثناء الجنازة، هو أن الميت بعد موته يعتبر من السواكن، والساكن حسب قواعد الديناميكا لايتحرك إلا بفعل قوى خارجية وإذا كانت عنيفة يكون سريعا وبالتالى فإن سرعته تكون من المشيعين.
وتؤكد فتاوى أن الشخص بعد موته لا يخاطب الأحياء وهو على نعشه بأن يقفوا في مكان معين ويقولوا ذكرا معينا ثم يأمرهم بالسير؛ لأن هذه صفة الأحياء ولم نعلم لهذا أصلا يدل عليه .
وورد سؤال للشيخ عطية صقر رئيس لجنة الإفتاء بالأزهر الراحل مفاده" هل صحيح أن الجنازة إذا كان سيرها سريعا كانت صالحة وإذا كان بطيئا كانت غير صالحة؟
فقال الشيخ عطية صقر رجمة الله عليهروى البخارى ومسلم عن أبى سعيد الخدرى أن النبى صلى الله عليه وسلم قال "إذا وضعت الجنازة واحتملها الرجال على أعناقهم فإن كانت صالحة قالت : قدمونى ، وإن كانت غير صالحة قالت : يا ويلها أين تذهبون بى؟ يسمع صوتها كل شيء ولو يسمع الإنسان لصعق "وروى البخارى ومسلم أيضا أن النبى صلى الله عليه وسلم قال عند موت سعد بن معاذ "اهتز عرش الرحمن لموت معاذ" وروى الترمذى عن أنس رضى اللَّه عنه قال : لما حملت جنازة سعد بن معاذ قال المنافقون : ما أخف جنازته - وذلك لحكمه فى بنى قريظة - فبلغ ذلك النبى صلى الله عليه وسلم فقال :"إن الملائكة كانت تحمله .
وذكر ابن الأثير فى كتابه "أسد الغابة" عن سعد بن أبى وقاص عن النبى صلى الله عليه وسلم قال "لقد نزل من الملائكة فى جنازة سعد بن معاذ سبعون ألفا ما وطئوا الأرض من قبل ، وبحق أعطاه اللّه ذلك .
تدل هذه الأحاديث على أن الجنازة إذا كانت صالحة تطلب من حملتها من الناس أن يسرعوا بها لتتنعم بما أعده اللَّه لها ، وإن لم يسمعوا صوتها، وعلى أن هناك من يسمعها، كما تدل على أن الملائكة تشارك فى حمل جنازة بعض الخواص من المسلمين أو على الأقل أن حملها للجنازة ممكن لا يوجد نص يمنعه ، والعقل لا يحيل ذلك ، فإن فى العالم قوى خفية وللأرواح أحوالا غريبة ، مع الإيمان بأن اللَّه على كل شىء قدير .
بعد هذا نقول : إسراع النعش وإبطاؤه أو وقوفه أو طيرانه فوق الرءوس أمور تناقل الناس أخبارها كثيرا ، بعضهم سمع وبعضهم رأى ، وأكثر المعلقين عليها يقولون : إن ذلك من فعل الحاملين للجنازة ، وقد يكون ذلك التعليق صحيحا ، لكن تحدث أناس موثوق بحديثهم أن الإسراع أو الإبطاء ، قد يكون اضطرابا لا دخل فيه لأحد من الحاملين لها . ونحن بدورنا نقول :
يتابع الشيخ عطية صقر :"إن الأمر فى حد ذاته ممكن ، وليس هناك نص يمنعه ، وإن كان حديث الترمذى فى شأن سعد بن معاذ يرجحه ، وهو على كل حال ليس عقيدة نحاسب عليها ، وإنما الذى نحاسب عليه من العقائد هو ما يكون دليله قطعى الثبوت والدلالة ، وموضوع السؤال ليس من هذا القبيل".
يختتم فتواه قائلا:"وعلينا أن نعتقد أن عمل الإنسان هو ميزان تقديره عند اللَّه ، كما نحذر من يحملون الجنازة من اصطناع أمور يظهرون بها كرامة ميتهم ، فكرامته فى عمله ، واللّه وحده هو الذى يتولى ذلك".