الدين vs النيران.. هل تطفئ التكبيرات الحرائق؟
الأربعاء، 11 أغسطس 2021 11:34 ص
اندلعت الحرائق في معظم دول العالم، في الوقت الذى يزداد فيه الطقس سخونة بسبب الاحتباس الحراري فعلى سبيل المثال فقد ارتفع عدد ضحايا حرائق الغابات التى اندلعت، فى ولاية تيزى وزو شرق الجزائر العاصمة، إلى 16 شخصاً، كما اندلعت 4 حرائق أخرى فى جيجل شرقى البلاد.
وراحت النيران تسري عبر غابات 13 ولاية أخرى أهمها فى جيجل والبويرة وسطيف وخنشلة وقالمة وبجاية،كما لم تتوقف النيران عند الجزائر فقط فذات الأمر يتكرر شبه يوميا في اليونان وروسيا وغيرها من البلدان فهذه الحرائق مستعره في جنوب القارة العجوز منذ الشهر الماضي.
ورجع البعض انتشار الحرائق هذا العام بهذا الحجم المهول هذا العالم إلى الجفاف ودرجات الحرارة المرتفعة في زيادة حدة هذه الحرائق خاصة في الغابات فيما يرى علماء البيئة علماء أن حرائق الغابات قد يكون لها بعض النتائج الإيجابية إيجابي حيث عمل على تجدد النباتات، وهو ما يعزز التنوع البيولوجي في هذه المناطق.
وفى ذروة انتشار هذه الحرائق انتشرت دعوات على وسائل التوصل الإجتماعي بضروة رفع التكبيرات حتى تنطفئ هذه النيران استنادا إلى حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم الذى يقول "إذا رأيتم الحريق فكبروا، فإن التكبير يطفئه" "رواه ابن السني في عمل اليوم والليلة"، فما صحة هذاالحيث؟
حسمت دار الافتاء المصرية هذا الأمر حيث كانت قد نشرت على صفحتها الرسمية على "فيس بوك" منشورا جاء فيه: "إذا رأيتم الحريق فكبروا فإن التكبير يطفئه"، واتبعتها بدعاء: "اللهم الطف بعبادك يا لطيف"، وارفقت المنشور بوسم إيتاي البارود.
وتابعت الصفحة بالقول قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إِذَا رأيْتُمُ الحَرِيقَ فَكَبِّرُوا فَإِنَّ التَّكْبِيرَ يُطْفئُهُ". أخرجه ابن السني في "عمل اليوم والليلة"، وذلك في ردها على سوال أحد المعلقين على صفحة الدار عن صاحب المقولة هذه المقولة.
وعن أبي اليسر رضي الله عنه قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "الَّلهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنَ التَّرَدِّي وَالهَدمِ وَالغَرَقِ وَالحَرِيقِ، وَأَعُوذُ بِكَ أَن يَتَخَبَّطَنِي الشَّيطَانُ عِندَ المَوتِ، وَأَعُوذُ بِكَ أَن أَمُوتَ فِي سَبِيلِكَ مُدبِرًا، وَأَعُوذُ بِكَ أَن أَمُوتَ لَدِيغًا» رواه النسائي (5531) والحاكم في المستدرك (1/713) وقال: صحيح الإسناد ولم يخرجاه، وقال الحافظ ابن حجر في "بذل الماعون" (199: ثابت).
يقول ابن القيم في "زاد المعاد" في شرحه لحديث إذا رأيتم الحريق فكبروا، فإن التكبير يطفئه : لما كان الحريق سببه النار، وهي مادة الشيطان التي خلق منها، وكان فيه من الفساد العام ما يناسب الشيطان بمادته وفعله، كان للشيطان إعانة عليه وتنفيذ له؛ فالنار والشيطان كل منهما يريد العلو في الأرض والفساد، وكبرياء الرب -عز وجل- تقمع الشيطان وفعله، ولهذا كان تكبير الله -عز وجل- له أثر في إطفاء الحريق، فإن كبرياء الله -عز وجل- لا يقوم لها شيء، فإذا كبر المسلم ربه أثر تكبيره في خمود النار وخمود الشيطان، التي هي مادته، فيطفئ الحريق، وقد جربنا نحن وغيرنا هذا فوجدناه كذلك.