محمود عوض.. أسرار من خزينة أحد أولياء الكتابة المبدعين

الثلاثاء، 31 أغسطس 2021 04:30 م
محمود عوض.. أسرار من خزينة أحد أولياء الكتابة المبدعين
محمود عوض الذي لايعرفة أحد
كتبت: إيمان محجوب

تمر هذه الأيام ذكرى وفاة الكاتب الصحفي محمود عوض أحد أعمدة الصحافة الكبار وولي من أولياء الكتابة الصالحين المبدعين، في فترة الستينات والسبعينات، فهو رائد من رواد كتابة السير، ومن أشهر أعماله « أم كلتوم الذي لا يعرفها أحد»، و« وعبد الوهاب الذي لا يعرفه أحد» حيث كان تناول الجوانب الانسانية في حياة قامتين فنيتين أثروا في العالم العربي.
 
1630412803415
 
 كان محمود عوض مهتما بالقضايا السياسية فألف كتاب «العربي الجريح» و«اليوم السابع والحرب المستحيلة» والتي استوحى منها الكاتب الصحفي خالد صلاح ومجموعة مؤسسي جريدة اليوم السابع الاسم لتصبح علامة مميزة في تاريخ الصحافة الرقمية والتي تضم قاعة كبيرة باسم الكاتب العبقري محمود عوض، الذي لقبه إحسان عبد القدوس «بعندليب الصحافة»  لأسلوبه الرشيق المتميز، وإنحيازه لهموم الوطن والمواطن. 
 
95640.2019-09-19.1568886085~2
 
ومن أعماله السياسية أيضا كتاب «السلام عليكم»،وفيه يطرح محمود عوض الأسئلة الكبرى للفحص والمراجعة: أي نوع من السلام؟ والتناقض قاطع بين "السلام الإسرائيلي" و "السلام العربي"وألف محمود عوض أيضا كتابا عن هزيمة عام 1967 بعنوان "ممنوع من التداول" وكتابا بعنوان "متمردون لوجه الله"
 
images (89)

وكان لصحيفة«اليوم السابع » قصة أخرى في حياة الكاتب محمود عوض الذي كان يعيش بمفرده في أخر أيامه وكان له عمود ثابت بها ينشر أسبوعيا، ما جعل الجريدة تتصل به أكثر من مرة ولم تتلق رداً مما جعلهم يشعرون بالقلق عليه، وأرسلت الجريدة من يطمئن عليه فى بيته ولكنه لم يجيب،فاتصلوا بشقيقه الذى حضر على الفور وأحضروا الشرطة، واكتشفوا وفاته من يومين.
 
ولد محمود عوض في28 ديسمبر 1942 بمدينة طلخا بالدقهلية كان محبا للقراءة منذ الصغر، التحق بكلية الحقوق، وبعد تخرجه رفض العمل بالنيابة العامة مفضلا الاشتغال بالصحافة، وبعد 8 أعوام أصبح نائبا لرئيس تحرير الأخبار، وهو لم يكمل عامه الثلاثين بعد.
 
 
090830133726_mawad_body226
 
 ظهرت بارعته في الكتابة عندما تأخر أنيس منصور عن إرسال مقاله اليومى، الذي ينشر في الصفحة الأخيرة من «أخبار اليوم»، وقرر الكاتب إحسان عبد القدوس - وهو رئيس تحرير آنذاك - تكليف محمود عوض بكتابة الصفحة الأخيرة وحده، لثقة عبد القدوس في الشاب الواعد، فكتب مقالا رائعا عن أم كلثوم أثار حفيظة وغيظ الكثيرين من أقرانه، فصار أنيس منصور يرسل مقاله قبل موعده بـ 3 أيام، وأوكل إليه إحسان كتابة صفحة أسبوعية في «أخبار اليوم» بعنوان «شخصيات»، يحاور فيها رموز الفكر والسياسةوالفن في مصر، بطريقته الخاصة .
 
images (88)
 
وكتب محمود عوض لبعض الصحف العربية مثل «الحياة» اللندنية و«القبس» الكويتية، حتى ترأس تحرير جريدة «الأحرار» الحزبية عام 1986، ونجح في رفع أرقام توزيعها من 3 آلاف نسخة إلى 160 ألفاً خلال 3 أشهر ، لكن حزب الاحرار لم يحتمل استقلال عوض عن الحسابات السياسية، ليقرر بعدها محمود عوض فرض عزلة ذاتية على نفسه.
 
 
انضم  لمجلس نقابة الصحفيين مقدما أنشطة وجوائز لتحفيز الصحفيين ، ورغم استمرار منعه من الكتابة وإصدار إبراهيم سعدة قرارا استثنائيا بإحالته إلى المعاش فور وصوله سن الستين، إذ كانت القاعدة آنذاك مد الخدمة حتى سن 65 عاماً ليعيش وحيدا مع المرض حتي لقي ربه في مثل هذه الايام 28 أغسطس 2009 لتواري الصحافة المصرية أحد اوليائها للصالحين في التراب.

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق