دينا الحسيني تكتب: سيد قطب كبيرهم الذي علمهم الإرهاب .. 55 عاماً على إعدام مفتي الدم والخراب
الأحد، 29 أغسطس 2021 08:42 م
لم تتعلم جماعة الإخوان الإرهابية من دروس الماضي، أو تحاول الاستفادة من التجارب التي مروا بها، ومرت بها الأمة قاطبة منذ أن تم تنفيذ حكم الإعدام في سيد قطب مرشدهم، ما يعكس إصراراً معلناً وليس خفياً على انتهاج أفكاره الدموية.
الجماعة التي تحيي اليوم ذكرى إعدام سيد قطب وتصر على نعته بـ “الشهيد"، لازالت تستدعي أفكاره الدموية، من مجاهل التاريخ لتعيد توظيفها في الوقت الراهن، بتقديمها في صورة مبادئ وإرشادات، وتجاهلت تلك الجماعة أن سيد قطب يعد رأس الفتنة والإرهاب وأول من نظر للعمليات الإرهابية والعنف الممنهج، بأفكاره السامة، التي كان قد طرحها في كتابه الملغم "معالم في الطريق، وهو الكتاب الأبرز الذي تتخذه الجماعة الإرهابية مرجعاً لها، لتبرير عملياتها الخسيسة.
"معالم في الطريق "كتاب سيد قطب، والذي يُعد دستور التكفيريين، قال فيه:" إن المجتمع المسلم حالياً مجتمع جاهل"، وفي كتابه بعنوان " في ظلال القرأن" قال صراحة: "أن المسلمين الأن لا يجاهدون وذلك لأن المسلمين اليوم لا يوجدون"، إذ يرى قطب من وجهة نظره أن بيوت مصر غير مسلمين حتى ولو نطقوا "لا إله إلا الله محمد رسول الله" وبالتبعية مساجد مصر مساجد جاهلية وهذا يفسر لماذا نفذت الجماعة الإرهابية بعد فض اعتصامي رابعة والنهضة عملياتهم الخسيسة التي طالت المصلين في المساجد وكان الحادث الأشهر تفجير "مسجد الروضة "، وبالتالي المواطن العادي في الشارع والضباط والحكام كفار من وجهة نظر أبناء سيد قطب إلا من انضم إليهم بخلاف ذلك الدماء المباحة.
التنظيم السري عند جماعة الإخوان وحسن البنا كان هو نواة الفكر التكفيري لدى سيد قطب، إذ يعتبر سيد قطب هو المرجع الرئيسي لكل الجماعات التكفيرية المتواجدة حاليا بداية من "الإخوان وداعش والقاعدة"، وكل العمليات التي نفذتها الجماعة الإرهابية إبان ثورة 30 يونية 2013 من الحشد لاعتصامين مسلحين برابعة العدوية والنهضة، مرورا باغتيال شخصيات مدنية وعسكرية وأمنية، وصولا بتفجير الكنائس وذرع عبوت ناسفة في الشوارع والطرقات.
سيد قطب كانت له خطة معلنة أقر من خلالها :" رد الاعتداء على الحركة الإسلامية تقوم على شل حركة الدولة المصرية، وتدمير منشآتها وبنيتها التحتية واغتيال قادتها ونسف محطات الكهرباء، وبمراجعة ما حدث من 30 يونيو، وحتى الأن نجد أن الجماعة الإرهابية طبقت أفكار قطب، وكان هدفهم الأول والأخير خلال الاعتصامين المسلحين برابعة والنهضة هو إثبات فشل النظام وعدم قدرته على الإدارة ، ومن هنا خرجوا بمظاهرات وأطلقوا الشائعات خاصة فيما يخص عمليتي فض اعتصام رابعة والنهضة من قبل الأجهزة الأمنية وخاصة أنها تمت تحت مراقبة دولية إلا أنهم روجوا شائعات عن سقوط شهداء من صفوفهم برصاص الأمن على خلاف الحقيقة، وهكذا احتكمت الجماعة الإرهابية لخطة رد الاعتداء على الحركة الإسلامية التي أقرها قطب خلال تعاملهم مع الدولة المصرية إبان الثورة الشعبية التي أطاحت بحكم محمد مرسي العياط وجماعته الإرهابية.
الجماعة الإرهابية الملوثة ايديها بدماء الأبرياء تحرص طول الوقت على عدم الاعتراف بارتكاب الجرائم ولا زالت تتنصل من جرائمهم الخسيسة بحق المصريين بعد 30 يونيو، وصاروا على نهج كبيرهم الذي علمهم العنف " سيد قطب والي اعترف على نفسه في كتاب "لماذا أعدموني" رصد خلاله تأسيس التنظيم وفكرة ضرب القناطر الخيرية وإغراق القاهرة وخلافه"، ومع ذلك فإن الإخوان تصر أن سيد قطب كان بريئًا، وكأن أفعال الإخوان حتى لو إجرامية فهي من وجهة نظرهم أفعال بطولية ولا تستحق الاعتذار، إن عدم اعتراف الجماعة الإرهابية بالخطأ يعد مبدأ عاما وعقيدة ثابتة لديها، بدليل أنها لا تعترف بأن كل من يعدم من جماعة الإخوان قاتل، بل تنعيه في كل مناسبة بالشهيد، وتدعي على النظام بإعدامه ظلماً كما ادعت على النظام بعد إعدام سيد قطب، أنهم قاموا بقتله، وفي التخطيط لاغتيال جمال عبد الناصر، واغتيال النقراشي، واغتيال الخازندار، رأى الإخوان أنهم يقومون بعمل بطولي لا جريمة.