اضحك مع طالبان.. يقطعون يد السارق.. ويزرعون ويتاجرون في الأفيون

الخميس، 19 أغسطس 2021 07:00 ص
اضحك مع طالبان.. يقطعون يد السارق.. ويزرعون ويتاجرون في الأفيون
رضا عوض

- طالبان تنتج 84% من الإنتاج العالمي للأفيون

كيف يفكر أعضاء تنظيم طالبان ؟ هل يسعي التنظيم لتطبيق الشريعة الإسلامية كما يدعي؟ إذا كان يطبق الشريعة ويقطع يد السارق.. كيف يزرع ويتاجر في مادة الافيون المخدرة ... أسئلة كثيرة بدأت تدور في الأذهان حول تنظيم طالبان بعد أن أعلنت سيطرته التامة علي أفغانستان عقب هروب الرئيس الأفغاني أشرف غني ودخول عناصر طالبان القصر الرئاسي، حيث بدأ يطفو علي السطح سيطرة حركة طالبان علي تجارة المخدرات " الأفيون والحشيش " في العالم، حتي أن تقريرا دوليا رصد أن حركة طالبان تنتج 84% من الإنتاج العالمي من الأفيون، حيث تتنافس حركة طالبان على أرباح المخدرات والسلطة.

وقد شهدت السنوات الثلاث الماضية أعلى مستويات إنتاج الأفيون في أفغانستان، وفقا لمكتب الأمم المتحدة المعني بالمخدرات والجريمة، وحتى مع تفشي جائحة "كوفيد-19"، ارتفعت زراعة الخشخاش بنسبة 37% العام الماضي، حسبما أفاد المكتب في مايو، حيث قدر مكتب الأمم المتحدة المعني بالمخدرات والجريمة الاقتصاد الأفيوني غير المشروع الإجمالي لأفغانستان في ذلك العام بما يصل إلى 6.6 مليار دولار.

من جانبه قال سيزار غودس رئيس مكتب الأمم المتحدة لمكافحة المخدرات والجريمة في كابول لوكالة "رويترز": "طالبان تعتمد على تجارة الأفيون الأفغانية كأحد مصادر دخلها الرئيسية، فالمزيد من الإنتاج يجلب المخدرات بسعر أرخص وأكثر جاذبية، وبالتالي سهولة الوصول إليها على نطاق أوسع".

ووفقًا لتقرير أصدرته الأمم المتحدة في شهر يونيو الماضي، مستندة لبعض التقارير الاستخباراتية للدول الأعضاء، فإن معظم أموال طالبان تأتي من أنشطة إجرامية مثل إنتاج الأفيون، وتهريب المخدرات.

وكشف أخر مسح أجراه مكتب الأمم المتحدة المعني بالمخدرات والجريمة في عام 2020 ، كانت هناك زيادة بنسبة 37% في مساحة الأراضي المخصصة لزراعة الخشخاش، وقد ارتبط هذا بمجموعة من العوامل بما في ذلك عدم الاستقرار السياسي والصراع، والجفاف المدمر، والفيضانات الموسمية العالية، وانخفاض التمويل الدولي وفرص العمل.

ومن المرجح أن يستمر هذا لأن الدوافع الهيكلية لاقتصاد الأفيون، الصراع المسلح وسوء الحكم وانتشار الفقر، كلها تتحرك في اتجاه سلبي.

ويوفر اقتصاد الأفيون شريان حياة مهما للأفغان في كل من الريف والمدن الحدودية، الذين كانوا يعيشون بالفعل في أزمة إنسانية، ويأتي تصاعد الصراع في الوقت الذي أدى فيه الجفاف الشديد إلى ارتفاع أسعار المواد الغذائية، ونزح حوالي 360 ألف شخص منذ بداية العام استجابةً لجميع المشاكل في البلاد.

ويشعر بعض مسئولي الأمم المتحدة والولايات المتحدة بالقلق من أن انزلاق أفغانستان إلى الفوضى يخلق ظروفا لزيادة إنتاج الأفيون غير المشروع.

المشكلة أن طالبان لن تستطيع التخلي عن زراعة وتجارة الأفيون ، خاصة وأن أفغانستان أحد افقر دول العالم والتي تعتمد بشكل أساسي علي الضرائب والمخدرات كوسيلة للدخل السنوي لها، حيث تحصل حركة طالبان عائداتها بشكل أساسي من الأنشطة الإجرامية، بدءا بزراعة الخشخاش الذي يستخرج منه الأفيون ثم الهيروين وبالتالي من تهريب المخدرات ، علاوة علي ابتزاز شركات محلية وفديات تحصل عليها بعد عمليات خطف.

وعلى الرغم من مليارات الدولارات التي أنفقها المجتمع الدولي على مر السنوات للقضاء على زراعة الخشخاش، تنتج أفغانستان أكثر من 80% من الأفيون في العالم. وهناك مئات آلاف الوظائف التي تعتمد على هذه الزراعة في هذا البلد الذي تستشري فيه البطالة بعد 40 عاما من الصراع.

وكشف كتاب "طالبان أفغانستان.. مستقبل الحركة وآفاق الدولة" تأليف الدكتور أحمد موفق زيدان، فإن عناصر من مقاتلى حركة طالبان، يقومون بزراعة وتجارة الأفيون فى أفغانستان، بل أنهم كانوا يبيعونه للقوات الأمريكية المتواجدة هناك، وهو الأمر نفسه الذى فعلته الحركة مع القوات السوفيتية سابقا.
 
ويوضح الكتاب أن عناصر طالبان كانت قد تحولت من أمراء حرب إلى أمراء مخدرات، لإدارة تجارة تدر عليهم مئات الملايين من الدولارات، موضحا أن الأفيون يسمى بالنفط الأفغانى.

الغريب أن مع هذا الإجرام الذي تمارسه حركة طالبان بممارستها لتجارة المخدرات بأنواعها " الأفيون والحشيش " تدعي إصرارها علي تطبيق الشريعة الإسلامية بقطع يد السارق وهو ما سبق ونفذته مع الشاب الذي عرف باسم غلام فاروق، والذي تم القبض عليه في منطقة نائية بولاية هيرات غربي البلاد، والتي يسيطر عليها المتمردون الذين سيطروا على أحياء حضرية متعددة في أجزاء مختلفة من البلاد في السنوات الأخيرة، حيث قام أعضاء الحركة بتنفيذ حد قطع اليد والقدم بحق الشاب في أحد الأماكن العامة في المناطق الواقعة تحت سيطرتهم .

 

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق