سيطرت على أفغانستان مجددًا.. كيف بدأت طالبان.. وما دور الملا عمر في تأسيس الحركة؟

سيطرت حركة طالبان الأفغانية التى يقودها الملا هيبة الله أخوند زاده، ويرأس الملا عبد الغني برادر، جناحها السياسي على معظم أفغانستان عقب هروب المسئولين السابقين وعلى رأسهم الرئيس أشرف غني من البلاد تاركا للحركة مقاليد السلطة لتعود إليها الحركة مجددا.

في العام 1994 ظهرت طالبان لأول مرة في أفغانستان عقب الحرب السوفيتية، فقد ترك السوفيت البلاد تعج في الفوضى ليبرز اسم الملا محمد عمر والذى أعلن رغبته في القضاء على ما أسماه "مظاهر الفساد الأخلاقي" وعودة الأمن والاستقرار إلى البلاد،  ليبايعه طلبة المدارس الدينية أميرًا لهم.

 ويعد الملا محمد عمر المولود في أفغانستان عام 1958 والذى جمع حوله مجموعة من طلبة المدارس الدينية مطلع التسعينيات ويطلق عليه لقب "أمير المؤمنين"، الأب الروحي للحركة والتى نشأت في مدارس قرآنية في باكستان المجاورة.

وعودة إلى تاريخ 1994، والذى يعد حدث فارق في تاريخ الحركة والتى سرعان ما سيطرت طالبان على مدينة قندهار (جنوب)، عاصمة المملكة البشتونية السابقة وعقب ذلك استطاعت الحركة أن تسيطر على العاصمة كابول ليجرى طرد الرئيس برهان الدين رباني ويعلنوا إعدام الرئيس الشيوعي السابق محمد نجيب الله.

عقب سيطرة الحركة على الحكم طبقوا الشريعة الإسلامية من وجهة نظرهم، مما دعا المجتمع الدولي للتنديد بممارسات الحركة والتى كانت تقطع أيدي السارقين وتعدم القتلة و ترجم الزانيات بالحجارة، كما حرموا الموسيقى ومشاهدة التليفزيون وهدموا تماثيل بوذا العملاقة فى منطقة باميان.

لعب الملا محمد عمر دورًا كبيرًا في احتضان تنظيم القاعدة ونُقل مقر السلطة إلى قندهار حيث أقام الملا في منزل بناه زعيم تنظيم القاعدة أسامة بن لادن، لتتحول البلاد إلى قبلة لغلاة التطرف وينشأ على أراضيها معسكرات تدريب بأوامر الملا عمر نفسه.

 

وجاءت هجمات 11 سبتمبر2001 على منشآت أمريكية وهى العمليات الإرهابية التي نفّذها تنظيم القاعدة على الأراضي الأمريكية، لترفض طالبان تسليم أسامة بن لادن لتشن واشنطن و حلف شمال الأطلسي هجمات عسكرية شرسة على افغانستان ليفر قادة الحركة إلى جنوب وشرق أفغانستان.

رصدت أمريكا 10 ملايين دولار مقابل معلومات تؤدي للقبض على الملا عمر إلا أنه في 2013، جرى إعلان وفاته ليؤكد مسؤول حكومي أفغاني لوكالة الأنباء الألمانية إن الملا عمر توفي منذ عامين في باكستان بعد مرضه، لافتا إلى أن لديه تأكيدات من السلطات الباكستانية ومصادر من طالبان بأنه توفي قبل عامين في باكستان جراء إصابته بمرض.

رحل الملا عمر في ظروف غامضة  ليخلفه في قيادة الحركة الملا أختر منصور إلا أنه جرى قتله في باكستان في العام 2016.

يذكر أن المتحدث باسم حركة طالبان، ذبيح الله مجاهد،والذى كان قد جرى تعيينه في يناير 2007، ظهر لأول مرة بشكل رسمي في مؤتمر صحفى قائلا إن : أفغانستان تمكنت بعد مقاومة شديدة من طرد المحتلين".

تابع: "أصدرنا عفوا عن كل من وقف ضدنا، ولا نريد استمرار الحرب، بل نسعى لإزالة كل أسبابها، واعتبارا من اليوم نعلن انتهاء عداءنا مع كل من وقف ضدنا في أفغانستان".