تنصيب "رئيسي".. أزمات في وجه الرئيس الإيراني الجديد وتعهدات بالحل
الثلاثاء، 03 أغسطس 2021 10:57 ص
نصب المرشد الأعلى في إيران آية الله علي خامنئي، اليوم الثلاثاء، الرئيس الجديد إبراهيم رئيسي، بعد فوزه بانتخابات يونيو، في مراسم بثها التلفزيون الرسمي بشكل مباشر.
وأقيمت اليوم، مراسم مصادقة المرشد الأعلى للثورة الإيرانية، على تولي رئيسي المنصب، مع الالتزام بالبروتوكولات الصحية بسبب تفشي فيروس كورونا.
وقدم وزير الداخلية عبد الرضا رحماني فضلي تقريراً عن الانتخابات الرئاسية في دورتها الثالثة عشرة، وبعد ذلك تم قراءة نص مرسوم الموافقة على حكم تولي الرئيس المنتخب.
وبحسب المادة 110 من الدستور الإيراني، فإن المصادقة على المرسوم الرئاسي بعد انتخاب الشعب من مسؤوليات المرشد.
اقرأ أيضاً.. رد أمريكي حاسم : على الإيرانيين العودة لطاولة المفاوضات سريعا حول الملف النووي
والخميس المقبل، سيؤدي رئيسي 60 عاماً، اليمين الدستورية أمام مجلس الشورى البرلمان، الذي يهمين عليه المحافظون، في خطوة يتبعها تقديم أسماء مرشحيه للمناصب الوزارية من أجل نيل ثقة النواب على تسميتهم.
وحصل رئيسي في الانتخابات الرئاسية التي جرت في 18 من يونيو الماضي، على قرابة 18 مليون صوت من أصل 28 مليون ناخب، وبلغت نسبة المشاركة في الانتخابات 48.8%، وهي أقل نسبة مشاركة منذ 1979، حيث كان يحق لنحو 59 مليون المشاركة بالانتخابات فيما شارك 28 مليون و600 ألف شخص.
السفينة الإسرائيلية تضع طهران في ورطة
وفي وقت يقترب فيه إبراهيم رئيسي من تولي المنصب رسمياً، ظهرت أزمات عدة وجب على الرئيس الجديد التعامل معها، على رأسها أزمة استهداف السفينة الإسرائيلية أمام سواحل عمان. – أكدت السلطنة أن الحادث وقع خارج مياهها الإقليمية.
وفي 30 يوليو الماضي، تعرضت ناقلة النفط "زودياك ماريتيم"، لهجوم قتل فيه اثنين، وقالت الشركة المشغلة "زودياك ماريتيم" الجمعة، على "تويتر": "علمنا ببالغ الأسى أن الحادث الذي وقع على متن ميرسر ستريت أسفر عن مقتل اثنين من أفراد الطاقم، هما روماني وبريطاني".
وأعلنت وزارة الدفاع البريطانية تعرض سفينة تجارية مملوكة لإسرائيل لهجوم قبالة سلطنة عمان في بحر العرب، وأنها ما زالت تحقق في الهجوم المبلغ عنه.
ومؤخراً توحد موقف 4 دول هي (الولايات المتحدة الأمريكية وبريطانيا وإسرائيل ورومانيا)، حول تحميل إيران مسؤولية ضرب الناقلة، والتلويح بالتحرك تجاه الأمر.
ونفى المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية سعيد خطيب زاده مسؤولية بلاده عن الحادث، مطالباً إسرائيل بـ"وقف مثل هذه الاتهامات التي لا أساس لها".
والإثنين، قال وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن، إن الرد على إيران بشأن الهجوم على ناقلة النفط سيكون جماعياً، وهو أمر أكد عليه رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون، على أن إيران ينبغي أن تتحمل عواقب الهجوم المشين، خاصة أن أحد القتيلين بريطاني.
والأحد، قال رئيس الوزراء الإسرائيلي نفتالي بينيت: "سمعت للتو أن إيران تحاول إعفاء نفسها من المسؤولية عن هذا الحادث من خلال إنكارها"، مضيفاً أن سلوك إيران العدواني خطير ليس فقط على إسرائيل، لكن أيضا على المصالح الدولية وحرية الملاحة والتجارة.
وأردف بينيت: "إسرائيل تتوقع من المجتمع الدولي أن يبعث رسالة إلى إيران مفادها أنها ارتكبت خطأ كبيرا. على أي حال نحن نعرف كيف ننقل الرسالة إلى إيران بطريقتنا الخاصة".
من جهتها، قالت وزارة الخارجية الرومانية إنه في ضوء العناصر التي قدمها شركاؤنا الدوليون، التي تشير إلى هجوم متعمد نسقته إيران، تطالب رومانيا السلطات الإيرانية بتقديم تفسير من دون تأخير.
ملف العقوبات المتفاقم
وقبل أيام، كشفت صحيفة وول ستريت جورنال الأمريكية أن الولايات المتحدة تخطط لشن "حملة عقوبات" ضد إيران للحيلولة دون تمكن طهران من تصنيع الطائرات بدون طيار والصواريخ الموجهة.
وذكرت الصحيفة الأمريكية، أن الأجهزة الأمنية الغربية ترى في قدرات طهران في توجيه ضربات دقيقة باستخدام طائرات بدون طيار وصواريخ موجهة" تهديدا مباشرا للاستقرار في الشرق الأوسط، بالإضافة للمخاوف الأمريكية المرتبطة بالتهديد الذي يشكله برنامج إيران النووي وتطويرها للصواريخ الباليستية، لاسيما التهديد الذي تشكله هذه الأسلحة على مصالح الولايات المتحدة وحلفائها.
وتأتي هذه الخطط الأمريكية في الوقت الذي يقول فيه مسؤولون أمنيون غربيون إنهم يرون أن تنامي هذه القدرات الإيرانية يمثل خطرًا مباشرًا على استقرار الشرق الأوسط أكثر من برامج إيران للتخصيب النووي والصواريخ الباليستية، وفق الصحيفة الأمريكية.
احتجاجات متصاعدة في وجه رئيسي
وبعيداً عن أزمة السفينة، تشهد الساحة الداخلية الإيرانية احتجاجات متصاعدة بسبب تدهور الأوضاع المعيشية، وبالتالي أمام إبراهيم رئيسي تحد جديد لاحتوائها، ومنع تفاقم الأوضاع.
وقبل أسبوعين، اندلعت احتجاجات في العديد من المدن الواقعة بجنوب غرب إيران بسبب نقص المياه المستمر، تضمنت شعارات سياسية ضد النظام الإسلامي.
وحاولت الشرطة الإيرانية فض التظاهرات بالقوة الأمر الذي أسفر عن سقوط نحو 10 وفيات، بينهم طفل، في صفوف المتظاهرين والمتفرجين بعد لجوء الشرطة لاستخدام الذخيرة الحية لقمع المظاهرات، وفق منظمة العفو الدولية.
وتصاعدت تلك الاحتجاجات، مع دخول فئات جديدة ومدن أخرى، فأمس الاثنين، شهدت العاصمة الإيرانية طهران، إلى جانب مدن شيراز وهمدان وكرمانشاه ومهشد وباسوج، تجمعات احتجاجية لأطباء وعاملين في القطاع الصحي، أمام مقار أعمالهم، تضامنا مع المتظاهرين من مختلف القطاعات الأخرى الذين يخرجون في احتجاجات منذ أكثر من أسبوعين، خاصة في خوزستان.
1-1454847
وبدأت التظاهرات تنديداً بقطع المياه عن المحافظة وتحويلها نحو منطقة أصفهان. تجاوزت تجمعات الأطباء في مختلف المدن تجاوزت 60 تجمعا، أكبرها في جامعة العلوم الطبية والخدمات الصحية في العاصمة طهران، أوقفوا العمل في كافة مناحي الخدمات غير الطوارئ إلى جانب تظاهرة صامتة، حيث وقف الأطباء في الشارع قبالة بوابة البرلمان الإيراني، مغطين وجوههم بالكمامات الطبية.
.. اقرأ أيضاًأزمة المياه تشعل إقليم الأحواز في إيران.. احتجاجات متصاعدة وإصابات تتزايد
حريق خوزستان نذير شؤم
واليوم الثلاثاء، اندلع حريق ضخم، في مصنع للبتروكيماويات بمدينة ماهشهر في محافظة خوزستان جنوبي إيران، وهو ما أكدته وكالة أنباء هيئة الإذاعة والتلفزيون الإيرانية.
وقالت الإذاعة الإيرانية إن حريقاً هائلاً نشب بأحد مصانع البتروكيماويات في ميناء الإمام الخميني بمحافظة خوزستان جنوبي البلاد.
وقال فريدون بندري حاكم مدينة ماهشهر التي يقع فيها المصنع: إن "الحريق بدأ في الساعة 6:30 صباحًا في أحد مصانع البتروكيماويات في ميناء الإمام الخميني، وفي الساعة 7:30 صباحًا تم السيطرة عليه من قبل رجال الإطفاء، مضيفاً أنه تم احتواء الحريق الذي اندلع في أحد مصانع البتروكيماويات في المنطقة الاقتصادية الخاصة بعد ساعة.
كما نفى وقوع ضحايا أو إصابات بشرية في صفوف العاملين في المصنع، مشيراً إلى أن السلطات فتحت تحقيقاً لمعرفة أسباب الحريق.
رئيسي يتعهد برفع العقوبات وحل الأزمات
وفي أول تصريحات لرئيسي، تعهد خلال حفل تنصيبه، بالعمل على رفع العقوبات الأمريكية ومكافحة الفساد، فيما أوصاه المرشد علي خامنئي بضرورة الاستماع إلى صوت الشعب.
وقال رئيسي في كلمته أمام حشد كبير من القادة السياسيين والعسكريين في مكتب خامنئي: "سنواجه العقوبات ونعمل على رفعها، إلا أنه بكل تأكيد لن تكون سفرة المواطن مربوطة بأي شيء آخر، ولن نعلق عمل الحكومة على ذلك".
وقال الرئيس الجديد، إنه أعد برنامجاً قصير الأمد لحل المشاكل وإيجاد الحلول لها، معتبراً أنه سيكون العنوان الرئيسي لعمل حكومتي هو تغيير الأوضاع الحالية القائمة في البلاد وسيتحقق ذلك من خلال برنامج تغيير يعتمد على بيان للمرشد علي خامنئي أطلقه قبل عدة سنوات.
وقال في حضور الرئيس المنتهية ولايته حسن روحاني: "لقد شهدنا في الفترة الماضية زيادة العجز في الميزانية وارتفاع التضخم والبطالة، كما شهدنا مشاكل عديدة منها أزمة السكن، وسنعمل على حل هذه المشاكل وتحسين الأوضاع الاقتصادية والمعيشية واحتواء تفشي فيروس كورونا".