كعادة كل صباح يتصفح مؤمن محمود، صاحب شركة استيراد وتصدير كبرى في الشرق الأوسط، مواقع التواصل الاجتماعي وهو يتناول قهوته في مكتبه بالقاهرة، حيث الأجواء هادئة في بداية يوم جديد، إلا من إعلان ظهر فجأة أمامه على تويتر يدعي مروجوه بوجود ما يشبه المزاد العلني لبيع بيانات وأرقام ملايين المستخدمين على موقع التواصل الاجتماعي الجديد «كلوب هاوس».
الأسئلة التي انفجرت في رأس رجل الأعمال مؤمن الخاصة بالخصوصية والبيانات الشخصية، عقب التفكير في الأمر لدقائق، دفعته إلى البحث عن إجابة بمشاركة أصدقائه على تويتر في الأمر، للتحقق مما أسماه فضيحة كبرى.
هذه بالطبع لم تكن مزحة، الإعلان بالفعل كان متداول على نطاق واسع على موقع تويتر، حيث ظهر لآلاف الناس يدعو إلى ما يشبه المزاد العلني لمن يدفع أكثر لبيع أرقام هواتف وبيانات شخصية تم تسريبها لمستخدمين على "كلوب هاوس".
حسنا هذه إذا التفاصيل.. مزاد علني في 4 سبتمبر المقبل تزامنا مع الذكرى الـ23 لتأسيس جوجل، لبيع أرقام هواتف 3.8 مليار شخص في العالم "أغلبها تقريبا في الشرق الأوسط وعلى الأرجح لمصر منها نصيب ليس بقليل"، استحوذ عليها قارصنة من "كلوب هاوس".
ووفقا لما حصلنا عليه، فإن القراصنة نشروا تفاصيل مزاد ما أسموه "فضيحة كلوب هاوس" على شبكة "الويب المظلم"، قبل أن يؤكدوا الأمر بأن أرقام الهواتف التي بحوذتهم تشمل الهواتف المحمولة والخاصة وأرقام رجال أعمال وأصحاب شركات كبرى.
الكارثة الأكبر التي كشف عنها القراصنة والمرجون للمزاد، وفقا لمواقع أجنبية، أن أرقام الهواتف التي حصلوا عليها صحيحة تماما، والدليل أنهم قاموا بمزامنتها بشكل تلقائي مع الحسابات المخترقة بحيث لو أضاف أحد المستخدمين رقم هاتف جديد فيتم تلقائيا تسريب الرقم الجديد في قواعد البيانات السرية في كلوب هاوس.
ويطلب "كلوب هاوس" من المستخدمين الإذن بالوصول إلى أرقام جهات الاتصال إذا أرادوا دخول التطبيق ودعوة الأصدقاء المشتركين، وبات واضحا أن التسريب حصل من خلال هذا الأمر.
ماذا سيحدث؟
تفاصيل ما أطلق عليه خبراء التكنولوجيا حول العالم "الفضيحة الكبرى"، قبل أن يستبعدوا فكرة عدم صحة ادعاء القراصنة وأن الأمر مجرد حرب تكسير عظام بين الشركات المالكة لمواقع التواصل الاجتماعي على أساس أن كلوب هاوس سحب البساط من تحت الباقيين حتى أنهم بدأوا يضيفون ميزات جديدة تعوض الناس عن كلوب هاوس، أعادت إلى الأذهان الفضائح المتكررة خلال الآونة الأخيرة لتسريب بيانات المستخدمين، ولم تسلم منها حتى أكبر الشركات حول العالم مثل فيسبوك، بعدما سرب عدد غير بسيط من معلومات مستخدميه، وأصبحت بياناتهم مشاعة في الإنترنت وللبيع، وبالإمكان شراؤها من قبل أي شخص حول العالم.
وفقا لخبراء التكنولوجيا، أن تسريب بيانات وأرقام للمستخدمين على كلوب هاوس قد يؤثر على خصوصيتهم بالطبع، بل إن هناك مخاطر كبيرة، بداية من من إرسال رسائل مزعجة أو إجراء عملية دمج للأرقام في قاعدة بيانات أخرى مسربة مثل اسم المستخدم وبعض أرقامه السرية وغيرها من المعلومات التي تسرب بشكل متكرر من قبل منصات التواصل الاجتماعي الأخرى.
ومن المعروف أن كلوب هوس يستخدم أرقام الهواتف للتحقق من عدد المرات التي يظهر فيها أصحابها في جهات اتصال الأصحاب الآخرين، فحتى لو لم تكن مهتماً في الأساس بعملية الانضمام للتطبيق، فهو يعرف جيدا اسمك ورقم هاتفك الجوال وعدد أصدقائك على شبكته، وهو ما يُعدّ انتهاكاً للعديد من لوائح حماية البيانات.
ما الحل؟
ونصح الخبراء المختصين في هذا الأمر بأن يجب على المستخدمين في الفترة الحالية عدم توحيد الأرقام السرية في جميع المنصات والحرص على تفعيل خاصية التحقق بخطوتين، التي تقدم حماية أكبر في مواجهة المشكلات التي يحدثها تسريب البيانات.
كلوب هوس في مصر
يعرف جميع مستخدمي كلوب هاوس في مصر أن التطبيق تحول إلى أداة لطرح قضايا إباحية بدون أي سقف في التناول أو الطرح، ما تحب أن تقوله أحد الشباب أو الفتيات ما عليهما سوى إنشاء غرفة وتنفجر النقاشات دون توجيه أو محاذير، كل شيء مباح، ولذلك ظهرت غرف بعناوين إباحية كان أغلبها لجمع أكبر عدد ممكن من المستخدمين.
ويجمع التطبيق عددا كبيرا من الملحدين الذين لايؤمنون بالذات الإلهية، ويسبون الأديان السماوية لاعتراضهم عليها، ونشروا دعوات لمطالبة الدول العربية والإسلامية بالسماح بتجمعات وأحزاب للملحدين.
وبالطبع سيكون التطبيق في مصر فرصة ومتنفسا لأعضاء جماعة الإخوان الهاربين، أبرزهم أيمن نور في غرفة تتعدى 5 آلاف شخص تقريبا، بعدما ضاق عليهم الخناق مؤخرا، فبدأت عمليات الحشد لاستهداف الدولة المصرية ومهاجمة المؤسسات والقيادات السياسية.
لكن لا شك أيضا في أن هناك غرفا في كلوب هاوس يستفيد منها الشباب والمجتمع، وهناك عدد كبير من رجال الأعمال الذين يقدمون النصائح والخبرات والاستشارات المهمة جدا للشباب في المجالات المختلفة لبدء العمل أو التعامل مع سوق العمل، وإقامة المشروعات، إضافة إلى غرف أخرى للنقاش البناء وتقديم مقترحات وأفكار للنهوض بالبلاد في القطاعات المختلفة وإبراز المجهود الكبير الذي تقوم به مؤسسات الدولة والدور البارز في قيادة التنمية ومعدل النمو بشكل ضخم.
وفي أبريل 2020، انطلق تطبيق كلوب هاوس، وتم تنزيله وقتها ما يصل إلى نحو 10 ملايين مرة ولديه حوالي مليوني مستخدم نشط أسبوعيًا، وعلى الرغم من أنه رقم يبدو صغيرا مقارنة بفيسبوك التي تمتلك 2.7 مليار مستخدم نشط وانستجرام مليار مستخدم وتويتر 330 مليون و سناب شات 301 مليون مستخدم، لكنه أحدث ضجيجا كبيرا وزيادة ضخمة في عدد المستخدمين وخاصة عندما أتيج إلى هواتف الأندرويد.
