مصر من أكبر دول أفريقيا تصنيعاً للدواء.. و125 مليار جنيه حجم استثمارات الصناعة في 2021
السبت، 24 يوليو 2021 09:00 م
- التصنيع المحلي 88% من الاحتياجات الدوائية.. و12% تمثل البعد الاستراتيجي للدولة لتحقيق الاكتفاء الذاتي من الأدوية شديدة التعقيد
- تكلفة التصنيع المحلي تتراوح بين 10% و20% من متوسط الأسعار العالمية للمستحضرات الطبية اللازمة لفيروس كورونا
- عام ونصف للانتهاء من أول مصنع لمشتقات البلازما بالعاصمة الإدارية الجديدة بعد القضاء على فيروس C أحد معوقات الصناعة
- بنهاية 2021 الانتهاء من إنشاء مصنع كبير لأدوية الأورام والرئيس يوجه مستساره للشؤون الصحية لمتابعة إجراءات توطين صناعتها
600 ألف جرعة يومياً من لقاح سينوفاك بمصانع فاكسيرا للتطعيم ضد فيروس كورونا
تقرير عن أعمال هيئة الدواء المصرية، في عامها الأول، كان قد استعرضه الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء، والذي أشار إلى أن الهيئة تنفذ مبادرة للاستخدام الآمن للدواء، تحت عنوان «100 مشروع»، ومبادرة أخرى لدعم التصدير، فضلاً عن وضع آلية ذكية لمتابعة وضمان توافر المستحضرات الهامة والاستراتيجية؛ ذلك إلى جانب إتاحة خط ساخن لتقديم خدمات تلقي استفسارات المواطنين عن نواقص الأدوية.
وفي كلمته خلال افتتاح الرئيس عبد الفتاح السيسي، رئيس الجمهورية، مدينة الدواء المصرية، بالخانكة، بمحافظة القليوبية، في 1 أبريل الماضى عرض لحجم استثمارات صناعة الدواء في مصر؛ وذكر أن حجم السوق بلغ قيمة 96 مليار جنيه، في عام 2018، وارتفع إلى 125 مليار جنيه في عام 2021، منها 90 مليار جنيه لشركات ومصانع لقطاع الخاص، و35 مليار لشركات ومصانع القطاع العام؛ كما أكد رئيس مجلس الوزراء الوصول إلى نسبة 88% تصنيع محلي من الاحتياجات الدوائية في مصر، أما نسبة 12% المتبقية، فتمثل البعد الاستراتيجي الذي تعمل عليه الدولة، لتحقيق الاكتفاء الذاتي، من خلال مدينة الدواء بالخانكة، ومشروع تصنيع مشتقات البلازما، باعتبار تلك النسبة تمثل الأدوية شديدة التعقيد وشديدة التقدم، التي ما تزال مصر تستوردها، مثل: أدوية السرطان.
2 مستحضر دوائي و3 مستلزم طبي اعتمدتها «الصحة العالمية» و3 مستلزمات ومستحضرات طبية تحت التقييم
كان الدكتور تامر عصام، رئيس هيئة الدواء المصرية، في كلمته، خلال افتتاح مدينة الدواء، المنوه عنه، أوضح أهمية الإنتاج المحلي، من الأدوية والمستلزمات والمستحضرات الطبية، لافتاً إلى أن 2 مستحضر دوائي و3 مستلزم طبي، اعتمدتها منظمة الصحة العالمية، فضلاً عن 3 مستلزمات ومستحضرات طبية تحت التقييم؛ حيث أن تكلفة التصنيع المحلي تتراوح بين 10% و20% من متوسط الأسعار العالمية للمستحضرات الطبية اللازمة لفيروس كورونا.
الدكتور مصطفى مدبولي، وفي كلمة له، خلال مؤتمر صحفي، في 5 يوليو 2021، بمقر شركة فاكسيرا بالعجوزة للإعلان عن إنتاج مصر للقاح فيروس كورونا «فاكسيرا سينوفاك صنع في مصر»، كان قد ذكر أن 3 مليون جرعة من مختلف اللقاحات في اليوم، هي إجمالي الطاقة الإنتاجية بمصنع فاكسيرا بمدينة 6 أكتوبر، بالاتفاق مع معاهد عالمية بأكثر من دولة؛ واصفاً المصنع بأنه قلعة صناعية، على طريق امتلاك القدرة في مصر، وتنفيذاً لتوجيهات الرئيس عبد الفتاح السيسي بتوفير كافة اللقاحات اللازمة للمواطنين في مصر، وهو ما تجلى في نجاح هيئتي الدواء والشراء الموحد في إدارة أزمة كورونا.
تحديث المستحضرات بتوفير الأدوية الحيوية الرئيسة، ودخول مجال الصناعات المتخصصة والأدوية الموجهة، مثل: البيوتكنولوحي، البيوسيميلار، والأمصال؛ هي من أهداف هيئة الدواء المصرية، وفقاً لما ورد في كلمة الدكتور مهندس، عمرو ممدوح، المدير التنفيذي لمدينة الدواء بالخانكة، وفي افتتاح الرئيس عبد الفتاح السيسي، للمدينة.
مصر تستهلك 160 ألف عبوة سنوياً من المستحضرات البيولوجية بتكلفة 2 مليار جنيه
تطرق تقرير أعمال هيئة الدواء المصرية، المذكور، إلى منح ترخيص استثنائي لأول جهاز تنفس صناعي، بنسبة تصنيع وطني، وصلت 100%، وسبق أن شدد الدكتور مصطفى مدبولي، على توجه الدولة لإنتاج الأدوية المعقدة وشديدة التعقيد، التي تمس الأمن القومي؛ وذكر أن نهاية عام 2022، سيتم الانتهاء من إنشاء أول مصنع متكامل لتجميع البلازما، بالعاصمة الإدارية الجديدة؛ بالإضافة إلى 40 مركزاً لتجميع البلازما، على مستوى الجمهورية، باعتبار مشتقات البلازما تساهم في علاج العديد من الأمراض، مثل: الفشل الكبدي، الأورام، الرعاية الحرجة، المناعة، وسرطان الدم؛ وأدويتها لا تزال مصر تستوردها.
وأوضح الرئيس عبد الفتاح السيسي، أن انتشار فيروس C في مصر، قبل خلوها منه، كان من معوقات إنتاج مشتقات البلازما وأول مصنع بعد عام ونصف؛ لافتاً إلى أن ذلك المشروع كان حلماً يراوده منذ كان وزيراً للدفاع.
وقال الدكتور تامر عصام، في كلمته، المشار إليها، أن الرئيس السيسي، كان قد شدد على أن صناعة المستحضرات البيولوجية ومشتقات البلازما، قضية لا غنى عنها، ولن نحيد عن توطينها في مصر؛ وأضاف «عصام» أن مشتقات البلازما والمستحضرات البيولوجية، هي أعلى وأعقد درجات التقنية في المستحضرات والصناعات الدوائية، ومن شأنها أن تساعد مصر على الوصول إلى مكانتها التي تليق بها في الفترة المقبلة؛ وذلك في ظل التحول الجذري في منظومة التصنيع الدوائي، الذي يشهده عام 2025، حيث خطة مصر تستهدف عام 2024، لتكون جاهزة بقوة وفاعلية لاحتلال مركز ريادي في تصنيع المستحضرات البيولوجية ومشتقات البلازما.
وذكر رئيس هيئة الدواء المصرية، أن مصر تستهلك 160 ألف عبوة سنوياً، من المستحضرات البيولوجية، بتكلفة إجمالية تبلغ 2 مليار جنيه، وهي في تصاعد، في ظل المبادرات الرئاسية التي أطلقها الرئيس عبد الفتاح السيسي، في مجال الرعاية الصحية، والتي نالت رضاء المواطنين؛ وكشف الدكتور تامر عصام، عن 4 مشروعات عملاقة، في هذا المجال، يتم العمل على تنفيذها، بالتعاون مع كبريات الشركات العالمية، لتوطين صناعة المستحضرات البيولوجية ومشتقات البلازما، وتدشينها على التوالي، خلال السنوات، من 2022 حتى 2025، نظراً لما تتطلبه من دراسات وتكنولوجيا؛ مشيراً إلى البدء في إنتاج 3 مستحضرات، منها «أونكسابارين»، بتكلفة إجمالية تقديرية تصل 500 مليون جنيه.
إنتاج بخاخات الصدر والإيروسولز
وفي سياق الإنتاج المحلي في مصر من الأدوية والمستلزمات الطبية، كان الدكتور تامر عصام، رئيس هيئة الدواء المصرية، في كلمته، خلال افتتاح الرئيس عبد الفتاح السيسي، مدينة الدواء، المشار إليها، قد تطرق إلى إنتاج بخاخات الصدر والإيروسولز، حيث لم يكن سوى خط إنتاج وحيد، مملوك لاحدى شركات قطاع الأعمال العام، قدمت لها الهيئة الدعم المادي والفني واللوچيستي، مما ساهم في تطوير وتحديث خط الإنتاج؛ ذلك، بالإضافة إلى خط إنتاج جديد أنشاته احدى الشركات الوطنية المصرية؛ مشيراً إلى خطة الدولة للاكتفاء الذاتي من بخاخات الصدر والإيروسولز.
تكلفة واردات وزارة الصحة من أدوية الأورام 1.8 مليار جنيه سنوياً
وفي ذات الافتتاح، المذكور، أوضح الدكتور مصطفى مدبولي، أن الدولة استهدفت تحقيق الاكتفاء الذاتي من المستحضرات الطبية والدوائية، ومنها: مستحضرات الأورام ومثبطات المناعة، إذ بعد أن كانت الدولة تعتمد على خط إنتاج واحد، حتى عام 2018، فإن العمل جار في إنشاء خط إنتاج جديد؛ وحتى العام المذكور، كانت السوق يعتمد على خط إنتاج واحد، في حين جار العمل على تنفيذ 4 مشروعات قومية، في ذلك المجال.
الدكتور تامر عصام، رئيس هيئة الدواء المصرية، أوضح تطرق إلى المنهجية التي على أساسها، تمت دراسة خطوط الإنتاج ذات الأولوية في الإنشاء، بتوجيهات الرئيس عبد الفتاح السيسي، ودعم رئيس مجلس الوزراء، الدكتور مصطفى مدبولي، فكانت الأولوية لخطوط إنتاج أدوية الأورام ومثبطات المناعة، خاصةً أن تكلفة واردات وزارة الصحة من أدوية الأورام، تصل سنوياً 1.8 مليار جنيه، والتي تمثل من 20% إلى 25%، من سوق أدوية الأورام في مصر؛ منوهاً إلى الانتهاء، بحلول نهاية 2021، من إنشاء مصنع كبير بخطوط الإنتاج من أدوية الأورام، تابع لشركة سيديكو.
وكان الرئيس عبد الفتاح السيسي، خلال افتتاح مدينة الدواء، قد أكد استعداد الدولة لتوفير كل ما يلزم لتوطين صناعة أدوية الأورام في مصر، سواء من خلال شركات قطاع الأعمال العام أو القطاع الخاص، مهما كانت التكنولوجيات المطلوبة؛ وكلف «السيسي» مستشاره للشؤون الصحية والعلاجية، الدكتور محمد عوض تاج الدين، بمتابعة إجراءات توطين صناعة أدوية الأورام لتصل إلى 100% من الاحتياجات.
وأكد رئيس هيئة الدواء المصرية، أمام رئيس الجمهورية، أن خط إنتاج جديد لأدوية مثبطات المناعة، تم الترخيص له وتشغيله، لإنتاج 3 مستحضرات منها.
تصنيع المضادات الحيوية الحديثةوفي مجال تصنيع المضادات الحيوية الحديثة، تم إنشاء وتشغيل 3 خطوط إنتاج، بعد أن كان السوق يعتمد على الاستيراد، حتى عام 2018؛ فضلاً عن مستحضرات الأنسولين، والتي كان السوق يعتمد على استيرادها، حتى عام 2018، حتى تم توطين صناعته مؤخراً؛ كذلك، مستحضرات الهرمونات، تم إنشاء وتشغيل 3 خطوط إنتاج إضافية، بعد أن كان السوق يعتمد على خط إنتاج واحد، حتى عام 2018.
إنتاج 80 مليون جرعة ارتفاعاً من 40 مليون جرعة لقاح سينوفاك ضد فيروس كورونا خلال 2021
الدكتور مصطفى مدبولي، وخلال المؤتمر الصحفي، في 5 يوليو 2021، قد لفت إلى التعاقد مع كافة الشركات التي تصنع اللقاحات والعمل على تصنيعها محلياً، حتى لا تكون مصر تحت رحمة السوق العالمي؛ مشيراً إلى الاتفاق على إنتاج 80 مليون جرعة ارتفاعاً من 40 مليون جرعة لقاح سينوفاك، ضد فيروس كورونا، بنهاية عام 2021، بالتنسيق بين فاكسيرا والجانب الصيني؛ حيث تستطيع شركة فاكسيرا إنتاج 300 ألف جرعة في الوردية الواحدة، مع إمكانية إنتاج 600 ألف جرعة في اليوم، من خلال ورديتي عمل، بعد إعلان الرئيس عبد الفتاح السيسي، خلال افتتاح قاعدة 3 يوليو البحرية في 3 يوليو 2021، بدء الإنتاج الوطني من اللقاح، حيث تم التفاوض مع الجانب الصيني لزيادة كمية المواد الخام اللازمة لإنتاج 80 مليون جرعة، خلال العام الأول، 2021، خاصةً أن التطعيمات ضد فيروس كورونا قد تكون سنوية.
موافقة مصر للانضمام إلى اتفاقية «AMA» لإنشاء وكالة الدواء الأفريقية
بعد انضمام مصر لوكالة الدواء الأفريقية القارة تعول على مدينة الدواء المصرية؛ وذلك وفقاً لما ذكرته الدكتورة هالة زايد، وزيرة الصحة والسكان، خلال مؤتمر صحفي، الاثنين، 12 يوليو 2021، أعلنت فيه موافقة مصر للانضمام إلى اتفاقية «AMA» لإنشاء وكالة الدواء الأفريقية، بهدف توطين التصنيع المحلي للأدوية واللقاحات بدول القارة الأفريقية؛ وجاء الإعلان بحضور الدكتور ميشيل سيديبيه، مبعوث الاتحاد الأفريقي الخاص بوكالة الدواء الأفريقية، والدكتورة مارجريت أجاما، المسؤولة بمفوضية الاتحاد الإفريقي.
كان الدكتور مهندس، عمرو ممدوح، المدير التنفيذي لمدينة الدواء بالخانكة، وفي افتتاح الرئيس عبد الفتاح السيسي، للمدينة، قد تطرق إلى محور التصدير للصناعات الدوائية والمستحضرات الطبية؛ مؤكداً أن الأولوية الأولى تكون للقارة الأفريقية، خاصةً شرق ووسط القارة، حيث يكون تسجيل الأدوية متبادل بين دولها؛ إلى جانب الدول العربية، الأسهل نسبياً في عملية تسجيل الدواء، مثل أسواق: ليبيا، السودان، العراق، اليمن، ثم دول الخليج العربي.
بدأ العمل على اتفاقية «AMA» لإنشاء وكالة الدواء الأفريقية، خلال ترؤس الرئيس عبد الفتاح السيسي للاتحاد الأفريقي عام 2019، واستطاعت الوكالة، في شهر أغسطس 2019، البدء في التوقيع على الاتفاقية من قبل الكثير من الدول الأفريقية، ومن المقرر إقرارها خلال القمة الأفريقية، في فبراير 2022، من قبل قادة الدول الأفريقية، وتسعى مصر إلى استضافة المقر الرئيسي للوكالة بالقاهرة.
وزيرة الصحة والسكان، أفادت أن اتفاقية وكالة الدواء الأفريقية، تهدف إلى توحيد القوانين والتشريعات الخاصة بتداول وتسجيل وتسعير الأدوية بين الدول الأفريقية، بالإضافة إلى تشجيع الحكومات في الدول الأفريقية على زيادة الاستثمار في مجال تصنيع الدواء، خاصة بعد جائحة فيروس كورونا المستجد، والتي أظهرت مدى أهمية امتلاك الدول للقدرات التصنيعية والتشريعية في مجال الأدوية؛ كما أكدت أن مصر ستعمل من خلال وكالة الدواء الأفريقية كي تصبح صرحاً كبيراً يخدم شعوب القارة، وإمدادها بالأدوية ولقاحات فيروس كورونا، التي يتم إنتاجها محلياً في مصر، بعد تحقيق الاكتفاء المحلي حسب الاتفاقيات الموقعة، حيث تعتبر مصر من أكبر دول أفريقيا تصنيعاً للدواء.