الاسم الحقيق للفنان الكوميدي علي الكسار هو على خليل سالم ، حيث تربى وسط عائلة بسيطة، ولم تتح له الظروف سوى أن يتلقى القليل من التعليم فى أحد كتاتيب الحى، لكنه لم يداوم على الذهاب، فاصطحبه والده ليعمل معه.
ويقول كتاب "أبيض وأسود" للكاتب أشرف بيدس، أنه من شدة فقر أسرته طلبت والدته من أخيها بأن يأخذ الكسار للعمل معه طباخًا، وبالفعل يصبح سفرجيًا ويختلط بالمجتمع النوبى، وهو ما جعله فيما بعد يؤدى دور النوبى فى السينما المصرية بشكل رائع، حيث عرف لغتهم وطباعهم الجميلة.
التحق الكسار بفرقة "الأوبرت الشرقى" التى تقدم رواية "حسن أبو على سرق المعزة"، وتم اختياره لدور خادم نوبى، والذى نجح فى تقديمه بشكل بارع، ولم يكتفي الكسار بهذا الدور ، بل سعي لتطوير الشخصية وهى "عثمان عبد الباسط" التى كانت سببًا فى أن يطلق عليها النقاد لقب "بربرى مصر الوحيد".
استطاع على الكسار أن يكون فرقته الخاصة بمشاركة أمين صدقى، والتى كانت تنافس بشدة فرقة نجيب الريحانى، وحققت الفرقة نجاحًا كبيرًا، حيث تم عرض عروضها فى الشام وعدد من البلدان العربية، وهذا ما شجع الشيخ زكريا أحمد للانضمام للفرقة، لكن الأمور لم تدم طويلا، فينفصل الشريكان ويقرر الكسار تكوين فرقة خاصة، وقدمت عروضًا كثيرة، لكن فى منتصف الأربعينيات يشهد مسرحة تراجعًا بعد عدة أزمات مالية للفرقة التى قدمت أكثر من 160 مسرحية.
أما في السينما، فكانت تجربة الكسار محتلفة ، حيث كانت بدايته فى فيلم قصير مدته 32 دقيقة وهو فيلم "الخالة الأمريكانية" عام 1920م، والأغرب أنه لم يعاود التجربة إلا بعد مرور 15 عاما بعدة أفلام منها "بواب العمارة، غفير الدرك، سلفنى 3 جنيه، عثمان وعلى"، وبلغت أفلامه 38 فيلمًا.
ومع نهاية الأربعينات وظهور جيل جديد من الفنانين الكوميديانات مثل إسماعيل يس وعبد السلام النابلسى وعبد الفتاح القصرى وحسن فايق تراجعت مكانة علي الكسار.
ويقول كتاب "أبيض وأسود"، وهذا ما جعل "الكسار" يرتضى بعد ذلك بالاشتراك فى أدوار ثانوية لا تتفق مع تاريخه ساعدت على تقليص اسمه الكبير الذى كان يعتلى الأفيش وحده، وتعامل الكسار مع النجومية بتواضع شديد وطيبة بالغة، حيث قال :"لابد أن تكون هناك صلة بينى وبين الجمهور فإذا اتضح لى أن نص المكتوب لم يوفق فى إضحاك الناس لا أتردد فى أن أرتجل ما يضحكهم"، حيث كان يعلم أن الفن متعة وتسلية فى الأساس.
لكن كل ذلك من تراجع الطلب عليه وعدم اهتمام المنتجين به له ازدادت حالته النفسية سوءا وسرعان ما أصابه المرض ليدخل مستشفى قصر العينى، ليلفظ أنفاسه الأخيرة يوم 15 يناير 1957م.