انتهت حياتهم بمأساة.. مصير إسماعيل يس والقصري والكسار

يلاحق فنان الكوميديا دائمًا انطباع واحد لدى أغلب الجماهير، وهو أن حياته بعيدًا عن الشاشات والأضواء لا تخلو من المرح، كما هو في أدواره السينمائية الذي يقوم بتأديتها، ولكن على أرض الواقع فهذا ليس أمر صحيح، فهناك العديد من النجوم أضحكوا الجمهور حد البكاء، ولكن لم يصيبهم في حياتهم سوى البكاء فقط.

عبد الفتاح القصري

بصرخات تحمل نبرة الآلم وقف الفنان "عبد الفتاح القصري" أثناء تأديته لدوره على خشبة المسرح أمام فنان الكوميديا"إسماعيل يس" يردد أنه "فقد بصره" ولا يرى أي شئ، ليستقبل الجمهور هذا الأمر بالضحكات والتصفيق في اعتقاد منهم أنه جزء من المسرحية، واستمر الوضع هكذا حتى أدرك إسماعيل يس مأساة صديقه كونها حقيقة وليست مشهدًا وقام بنقله إلى المستشفى، ليتبين أن ارتفاع نسبة السكر هو ما تسبب في ذلك.

وتوالت الصدمات على "القصري" واحدة تلو الأخرى، ليتعرض لصدمة جديدة بتحايل زوجته عليه وسلب جميع أمواله بعد أن أجبرته على تطلقها، كما جعلت منه شاهدًا على زواجها من شاب أفنى الفنان الراحل أكثر من 15 عاما يرعاه وكأنه ابن له، لتختم أفعالها المشينة بتقاسم منزله الخاص معه، وذلك بحبسه في غرفة وحيدًا، وتتمتع هي بباقي المنزل مع زوجها الجديد، وهو ما ترتب عليه أصابته بتصلب في الشرايين وفقدانه للذاكرة.

اشتد المرض على الفنان الراحل"عبد الفتاح القصري" وأصيب بغيبوبة نقل على إثرها إلى المستشفى، حتى لفظ أنفاسه الأخيرة بها في 8 مارس من عام 1964، لتستمر الصدمات وحالات نكران الجميل الذي عانى منها في أخر أيامه، ولا يحضر جنازته سوى عدد قليل من المشيعين لا يتجاوز 6 أفراد.

على الكسار

ظل الفنان "علي الكسار" طيلة مشواره الفني، يمتع الجميع بأدواره السينمائية وعروضه المسرحية، وكان من نجوم الصف الأول في الكوميديا، وفجأة ينقلب الوضع رأسا على عقب ويتجاهل كلًا من المنتجين والمخرجين طلبه في مشاركة أعمال جديدة.

ونتيجة لذلك عانى الكسار من الفقر، وأصبح غير قادر على الإنفاق على أسرته، وتسبب ذلك في سوء حالته النفسية والجسدية وظهور أعراض المرض عليه بصورة واضحة، مما جعل أسرته تسرع بنقله إلى المستشفى، ليلقى حتفه فوق سرير متواضع ولا يوجد حوله سوى أسرته.

إسماعيل يس

يعد الفنان الراحل" إسماعيل يس" أسطورة الكوميديا في عصره، تاريخه في هذا النوع من الفن لا يغفل عليه أحد، كان يتمتع بخفة ظل كبيرة، جنى المنتجون من وراءه العديد من الأموال الطائلة، ليتحول كل ذلك إلى نقيضه، ويتغافل المنتجين والمؤلفين عنه، ليخفت نجمه ويقل معدل أفلامه التي كان يقدمها في السنة.

وتراكمت الضرائب على الفنان الراحل، وحجزت على جميع ممتلكاته، وعانى من الفقر في أخر أيام حياته، حتى اشتد عليه المرض، وتوفي إثر أزمة قلبية حادة.