موسم صيد المتسولين.. مبادرة قرية الدقهلية تفتح ملف «مافيا لله يا محسنين» قبل العيد
الأربعاء، 07 يوليو 2021 02:00 م
أثارت مبادرة "منع دخول المتسولين" التي أطلقها أهالي قرية الطويلة، التابعة لمركز طلخا، بالدقهلية، جدلا واسعا بين أبناء المحافظة، خاصة أن المواطنين علقوا لافتة كبيرة على مدخل القرية حذروا فيها المتسولين من الدخول وتسليمهم إلى الشرطة في حالة المخالفة.
وتهدف مبادرة أبناء قرية الطويلة، إلى منع دخول المتسواين إلى قريتهم، بزعم أن أعمال الخير التي يؤديها الأهالي، تذهب لمستحقيها المعروفين للجميع، بينما الأشخاص الغرباء المتسولين أثاروا عدة مشكلات في البلدة، منها تعدد حالات أختطاف الأطفال، وسرقة دراجات نارية ومواطنين، مما دفع الأهالي إلى إطلاق المبادرة حماية لأرواح وممتلكات المواطنين.
المبادرة لاقت استجابة كبيرة بين أبناء قرية الطويلة، من أجل القضاء على ظاهرة المتسولين، وحماية الأهالي من تكرار حوادث السرقات والخطف، إضافة إلى أنهم لا يرون استحقاق هؤلاء المتسولون لأي من الأموال التي يحصلون عليها، بينما من الأولى أن يدفع الناس الفلوس إلى بيوت الزكاة أو المصارف الشرعية، خاصة أنه تم اكتشاف مجموعات منظمة من المتسولين، يأتون إلى القرية في سيارات، وبعد الانتهاء من جمع حصيلة ما تحصلوا عليه من أموال، يرحلون معا، ليعود غيرهم مرة أخرى بنفس الطريقة، وكأنها ورديات عمل يسلمونها إلى بعضهم، مما يدل على أن التسول ليس مرتبطا بالحاجة، بينما هي مهنة منظمة.
على الجانب الآخر، كانت هناك أراء أخرى ترى أن طرد المتسولين هو نوع من أنواع عدم الرحمة بسؤالهم، إذ أن البعض منهم تدفعهم ظروفهم المعيشية إلى سؤال الناس والتسول، سواء لمرض أو فقر أو تعطل عن العمل، بزعم أن الجمعيات الخيرية وما شابهها سواء بيت الزكاة أو منظمات المجتمع المدني المعنية بسد حاجة الفقراء والتكافل بحالاتهم، لا تملك قائمة كاملة بكل أسماء المحتاجين.
فيما لم يعترض البعض على مبادرة طرد المتسولين، لكنهم في ذات الوقت لم يؤيدوها، وفضلوا الرجوع إلى رأي الدين في مثل هذه المسائل، كونها تتعلق في المقام الأول بنية الصدقة والرحمة، بزعم أن البعض من هؤلاء المتسولين قد يكونوا فعليا في حالة ضيق وحاجة أجبرتهم على التسول وسؤال الناس، سواء كان لفقر شديد أو لمرض أو لغيره من الأسباب.
ومن ناحيته، أوضح محمد علي، أحد أهالى قرية الطويلة، أن السبب في إطلاق مبادرة طرد المتسولين، يرجع إلى تكرار وقوع عدد من السرقات داخل القرية، منذ شهر رمضان الماضي، تنوعت بين سرقة تكاتك ومتوسيكلات، وكذلك محاولة اختطاف طفلة منذ أسبوع تقريبا، الأمر الذي دعى أهالي القرية إلى الاجتماع والاتفاق على تطبيق المبارة، خاصة أن أغلب رجال القرية لا يتواجدون في البلدة صباحا، لارتباطهم بأعمالهم والتي تكون في الغالب خارج حدود القرية، وهي الفترة التي ينشط فيها المتسولين ويترددون على المنازل ويستغلون طيبة السيدات وربات البيوت في القرية، فيقعون فريسة سهلة في أيدى المتسولين، لارتكاب جرائمهم، ومنها ما حدث مؤخرا من سيدة متسولة كانت منتقبة، وحاولت اختطاف طفلة، إلا أن الأخيرة استغاثت بالمارة عندما شعرت بالخوف، فتمكن الأهالي من إنقاذها وملاحقة السيدة.
وأشار إلى أن تفعيل مبادرة طرد المتسولين، يتضمن التواصل مع الأجهزة الأمنية بالقرية، وكذلك تركيب كاميرات مراقبة في شوارع ومداخل القرية، وأيضا التنسيق مع اللجان المسؤلة عن الأعمال الخيرية، لجمع وفحص حالات الفقراء بالقرية، من المستحقين للزكاة والتكافل والمساعدة، بهدف تكليف أشخاص للمتابعة وتلقي بلاغات الأهالي، بجود متسولين لإبلاغ الشرطة، واتخاذ الإجراءات القانونية ضدهم.
في الوقت ذاته، وعلى الرغم من تباين الأراء بشأن مبادرة طرد المتسولين من قرية الطويلة، بمركز أجا، محافظة الدقهلية، إلا أن السؤال الأهم الذي يطرح نفسه في الوقت الحالي، هو "هل تنتفض كل محافظات مصر، للقضاء على ظاهرة مهنة التسول؟، ليس فقط من أجل الحفاظ على المظهر الحضاري للدولة والجمهورية الجديدة، لكن من أجل ضمان وصول المساعدات إلى مستحقيها الفعليين، خاصة من تضافر جهود الدولة في إطلاق عدة مبادرات هامة، منها "حياة كريمة"، و"سكن كريم" و"100 صحة"، بهدف القضاء على الفقر والكشف على المحتاجين وتقديم العلاج لهم بالمجان.