دشن عدد من أهالي قرية "الفرستق" التابعة لمركز بسيون، بمحافظة الغربية، مبادرة لمنع دخول أي شخص غريب عن القرية بقصد التسول، مع التزام الأهالي بعدم دفع أي مبالغ مالية لأي منهم، بعد انتشار تلك الظاهرة السيئة، في المقابل يتم ارسال مساعدات لغير القادرين بشكل مباشر دون تسول.
وشهدت القرية انتشار ظاهرة التسول خلال الفترة الماضية، الأمر الذي دفع أهالي تلك القرية، للتصدي لهذه الظاهرة، والاجتماع فيما بينهم والاتفاق علي منع دخول أي مستول لقريتهم وعدم إعطائهم مبالغ مالية، وحدث المواطنين عبر مكبرات الصوت في المساجد، بعدم التعامل مع أي متسول، وعلق الأهالي بنرات في الشوارع تحث علي عدم التعامل معهم.
نجاح المبادرة في ثان أسبوع
في نفس السياق قال مسعد عبد العاطي محمد، أحد أبناء القرية، ويعمل في مصنع للخزف والفخار، فقال بعد تفعيل مبادرة لا للتسول والمتسولين، قرر أن يبدأ من نفسه من خلال المصنع الذي يعمل فيه، بعدم التعامل مع أي شخص متسول وتوجيه المساعدات المالية للحالات المستحقة، والحالات المرضية، مشيرا إلي أنه تم توجيه المبالغ للصيدليات لصالح الحالات الغير قادرة.
وأضاف أن المتسول كان يتعامل معنا وكأنه هو صاحب المال وعندما يرفض أي شخص إعطاءه أموالا يتوجه لغيره ليعطيه، مبينا المبادرة حققت نجاحا في أسبوعها الثاني وهناك تفاعل من أصحاب المصانع وقررنا تجميع أموالا وإيداعه في الصيدلية لصالح الحالات المرضية.
وأشار إلي أنه بعد تنفيذ المبادرة، بدأت أعداد المتسولين تقل، بعدما عرضنا عليهم مساعدتهم بالطرق الشرعية، مبينا أن المتسول لو غاب أسبوعا يأتي في الأسبوع التالي ويتسول للحصول علي أموال عن الأسبوعين.
وقال أنه ذات مرة طلب منه متسول مساعدة فقدم له جنيهان فرد عليه المتسول بسبه وقذفه، مبينا أنهم يعرضون علي المتسولين العمل بالمصانع باليومية وتوفير معيشة مناسبة لهم، لكنهم يهربون خاصة وأنهم يسلكون طريق التسول لجمع الأموال بسهولة ويحققون مكاسب بدون وجه حق.
وأشار إلي أن هذه المبادرة لاقت تفاعلا كبيراً من الأهالي ورحبوا بها، وتم تعليق بنرات علي مداخل القرية لمنع التعامل مع أي متسول يدخل القرية، مشيرا انه تم الاتفاق علي تخصيص مبالغ مالية وإرسالها للصيدليات لشراء أدوية للحالات المرضية المحتاجة افضل من دفعها لأي متسول.
يقول حمدي أبو جبل من أهالي القرية، إن سبب المبادرة هو انتشار ظاهرة التسول بصورة كبيرة وتخطي الأمر حدوده، وأصبح شيئا لا يطاق، مشيرا إلي أنهم لا يمنعهم شيء أو صدقة ولكن لابد وأن تخرج هذه الصدقات لمن يستحقها فقط.
وأضاف أن التسول أصبح مهنة لعدد كبير من الأشخاص سواء رجال أو سيدات أو شباب، أكثر من أن تكون طلب أو سؤال، مشيرا إلي أنهم رصدوا تحركات المتسولين حيث يقوم المتسولون بتقسيم أنفسهم لمجموعات ولكل مجموعة أيام معينة، تنزل فيها للقرية للتسول.
وأضاف أننا نخاف علي أطفالنا من كثرة وجود أشخاص غرباء في القرية، خوفا عليهم من التعرض للخطف، أو الأذى أو ارتكاب وقائع السرقات، مشيرا إلي أننا كشباب قررنا أن نتصدى لهذه الظاهرة، خاصة وأنها أصبحت مهنة لكثيرين قادرون علي العمل ويسلكون طريق التسول لاستجداء الأهالي للحصول علي أموال كثيرة بدون جهد أو تعب.
وأضاف أنهم قرروا التصدي بكل حسم للظاهرة، مع تحويل المبالغ التي يُخرجها أصحاب المصانع وتوجيهها لعدد من الصيدليات، لصرف العلاج للحالات المرضية الغير قادرة بالمجان، بالإضافة إلي مساعدة غير القادرين من أبناء القرية، فهم أولي بهذه الأموال بدلا من أي شخص متسول يستطيع أن يعمل ويكسب رزقه بالحلال بدلا من التسول في الشوارع.
وأشار إلي أن المتسولون ينزلون علي مدخل القرية مستقلين مركبات التوك توك ويقسمون أنفسهم لمجموعات كل مجموعة تدخل شارع من شوارع القرية، ويستولون ثم يعودون بما تحصلوا عليه من أموال لمكان التجمع ويغيرون ملابسهم ويعودون مرة أخري وهو ما تكرر كثيرا داخل القرية.
وأوضح أن أهالي القرية تفاعلوا مع المبادرة، خاصة وأن المتسولون لم يكتفوا بالذهاب للمصانع بل كانوا يذهبون للمنازل ويزعجون سكانها في أوقات الراحة وأيضا يطرقون الأبواب وأصحابها غير متواجدين بها، مما يمثل خطرا وقد يعرض هذه المنازل للسرقة أو يعرض الأطفال للخطف علي يد هؤلاء الغرباء.
وأوضح أن أغلب المتسولين سيدات في سن الشباب وأيضا شباب ورجال، قادرون علي العمل في أي مصنع وكسب رزقهم بالحلال وعرضنا عليهم العمل في المصانع لكنهم كانوا يتهربون ويطلبون المساعدات المالية فقط.
وتابع أن أهالي القرية عرضوا علي المتسولين ترك صورة البطاقة الشخصية والعنوان بغرض عمل بحث اجتماعي عنهم وتوجيه المساعدات المادية إليهم في منازلهم ولكنهم كانوا يتهربون بحجة أنهم غرباء عن القرية.
وأشار المبادرة حققت نجاحا كبيرا بنسبة 90% ونأمل أن نقضي علي ظاهرة التسول داخل القرية ونمنع أي متسول من دخول قريتنا مرة أخري، ناصحا أهالي القرية بتوجيه المساعدات لأبناء القرية غير القادرين، ومساعدة الغرامات أفضل من دفع أموال لأشخاص متسولين لا يستحقون تلك المساعدات.