"قف للمعلم وفيه التبجيلا.. كاد المعلم أن يكون رسولا".. مقولة ترسخت داخل أجيالاً متتالية للتأكيد على قيمة ومكانة المعلم بين الأمم، فبدونه لن ترتقى الأمم وتصل لمبتغاها، والمشهد الذى سطره المعلمون والعاملون بمدرسة الشهيد محمد كريم أحمد ضيف الثانوية التابعة لإدارة كفر شكر التعليمية بمحافظة القليوبية، رسخ لهذه المقولة بكافة جوانبها، ودليلا على الحب والتأخى فى علاقتهم مع مدير المدرسة الذى تقرر نقله إلى مدرسة أخرى، واعترافاً منهم بأنه لم يكن مديراً لهم على المستوى العملى بل كان أخا وزرع الحب بين الجميع فحصد ما زرع عند تنفيذ قرار النقل.
وتابع "عرفات" في تصريحات صحفية أنه فى اليوم الأول من توليه مهام إدارة المدرسة عمل على زرع الحب والتآخى بين المعلمين بالمدرسة، مشيرا إلى أنه كان أصغر مديرا لمدرسة ثانوية بالقليوبية وهو ابن 47 عاما، وحصل على المركز الأول على مستوى المحافظة بين المديرين المتميزين وكرمه محافظ القليوبية، وحصلت المدرسة التى كان يديرها حينها المنشية الكبرى الثانوية حصلت على كأس المحافظة للمدارس المتميزة فى 2019.
وأشار، إلى أنه خلال فترة توليه إدارة المدرسة تم إجراء صيانة شاملة للمدرسة تحت إشراف هيئة الأبنية التعليمية تكلفت 2 مليون جنيها، بينما لم يكن المديرين السابقين ليقومو بهذه الصيانة، لتصبح مدرسة نموذجية تضاهى المدارس الخاصة بالإدارة التعليمية، ومراجعة البنية الأساسية، إلى جانب إعادة صيانة الرواكد الخشبية التى كانت تتخطى الـ 180 مقعد لتصبح مقاعد من جديد بعد صيانتها بالكامل.
واستطرد، إلا أنه فوجئ يوم الأربعاء 26 مايو الماضى فى الساعة الواحدة ظهرا، بقرار نقل له من إدارة المدرسة، إلى مدرسة أخرى بقرار من هالة عاشور القائم بأعمال مديري الإدارة التعليمية بكفر شكر، إلى مدرسة الصباحى، واصفا إياه بالقرار "التعسفى"، وحضر فى اليوم التالى أخر أيام الامتحانات التجريبية للثانوية العامة، وحصل على قرار إخلاء الطرف، وعقب انتهاء اليوم فوجئ من المعلمين والعاملين بتنظيم الإحتفالية التى انتشرت صورها ومشهدها على مواقع التواصل الاجتماعى.
واختتم، أن المشاعر التى حاوطته خلال حفل الوداع من المهلمين والمعلمات والعاملين بالمدرسة إلى جانب الهدايا التى أحضروها له للتعبير عن حبهم كانت بمثابة كنز بينه وبين زملاؤه بالمدرسة والتأكيد على الحب والتأخى فى الإدارة ومراعاة الجميع وهذا هو ما حصده خلال حفل الوداع.
ومن ناحيته قال محمد فوزى عنانى المنسق الإعلامى لمدرسة الشهيد محمد كريم احمد ضيف الثانوية بأسنيت، أن مشهد حفل وداع سيد عرفات مدير المدرسة السابق كان مشهد تقشعر له الأبدان وسابقة هي الأولى من نوعها لم ولن تتكرر، حيث وقف جميع العاملين بالمدرسة فى سلسلة بشرية مكونة من صفين متوازيين على جانبى الممر المؤدي لبوابة المدرسة، لتحية وداع ليس مديرا بل أخ أكبر، وهذا إن دل فإنه يدل علي ما بذله من جهد خرافى لاستعادة وضع المدرسة ومكانتها لسابق عهدها بعد فترة عصيبة مرت بها.
وأوضح، أن سيد عرفات لم يكن مجرد مدير ورئيس في العمل، ولكن كان قائدا بكل ما تحمله الكلمة من معانى، وكان على مسافة واحدة من الجميع، ووحد الجميع بعد فرقة وجمعهم بعد شتات، موجها كلمة له "إن كنت تركتنا مديراً.. فمازلت الأخ والصديق والقدوة.. وخالص التحية والتقدير لشخصكم الكريم".