هل يدخل الجيش السوري معقل "القاعدة" الأخير في إدلب؟
الثلاثاء، 08 يونيو 2021 02:00 ممحمد الشرقاوي
حالة من التصعيد المتنامي تشهدها محافظة إدلب الواقعة شمال غربي سوريا، منذ مطلع الشهر الجاري، مع تزايد التحشيدات العسكرية، من قبل الجيش العربي السوري من جهة وعناصر تنظيم القاعدة كذلك الأطراف الدولية في الصراع.
واليوم، حشد الجيش السوري مزيداً من القوات في ريف إدلب الجنوبي وريف حلب المجاور، في خطوة ربما تكون تمهيداً لتصعيد كبير في المحافظة، حيث مواقع خطوط التماس مع فصائل المعارضة وقوات سوريا الديمقراطية التي تسيطر على مناطق مجاورة.
وبحسب تقارير سورية، فقد وصلت قوات الجيش معززة بدبابات ومدفعية ثقيلة إلى خطوط التماس ربما للضغط على تركيا وكذلك قوات "قسد" بعد الاحتجاجات التي شهدتها مدينة منبج، وذلك بعد نجاح الرئيس السوري بشار الأسد في الانتخابات الرئاسية التي جرت نهاية الشهر الماضي.
ورصد المرصد السوري لحقوق الإنسان، قصفاً كثيفاً من جانب قوات الجيش السوري لمناطق متفرقة في جبل الزاوية وريف إدلب الجنوبي، وصلت نحو 100 قذيفة أمس الاثنين.
ويسعى الجيش السوري لاستعادة محافظة إدلب المنهوبة، من قبل تنظيم القاعدة وعلى رأسها جبهة النصرة، والفصائل المدعومة خارجياً، وهي آخر معاقل لما تسمى بالمعارضة السورية، التي خسرت على مدار سنوات، مواقعها في وسط وجنوبي البلاد.
ومنذ انحصر تواجد الميليشيات المعارضة للرئيس السوري في إدلب، وتخشى الأطراف الدولية المعنية في الأزمة السورية وقوع "معركة إدلب الكبرى"، حيث ستكون لها تداعيات كبيرة على المنطقة، لذا كانت المحادثات بين روسيا وتركيا كانت تؤدي إلى تفادي هذا الهجوم منذ خضوع إدلب إلى اتفاق "خفض التصعيد" في 2017.
ومنذ الجمعة وصلت تعزيزات عسكرية تركية، إلى خطوط التماس مع قوات الحكومة السورية في منطقة جبل الزاوية بريف إدلب شمالي سوريا، لتدعيم نقاطه المتواجدة في المنطقة.
وتأتي التحركات السورية في وقت تسعى فيه فصائل تنظيم القاعدة والمتحالفة تحت هيئة تحرير الشام، في إطباق سيطرتها على إدلب، وفتح كلية حربية، بهدف تخريج كوادر عسكرية، من مختلف الاختصاصات والرتب.
واعتبر مراقبون تلك الخطوة بتنامي كبير يهدد المنطقة بأكملها، لكونه يعزز من سيطرة الميليشيات وتخريج المتطرفين وبالتالي إطالة أمد الحرب السورية، وتحول إدلب لدويلة لتنظيم القاعدة.
ووفق تقارير سورية، تسيطر هيئة تحرير الشام الإرهابية، على 3,000 كيلومتر مربع فقط من إدلب، وهي مساحة أقل من 7,000 كيلومتر مربع كانوا يسيطرون عليها في أبريل 2019، بعد أن شن الجيش السوري أول هجوم كبير له لاستعادة "إدلب الكبرى".
وفي يناير 2020، حققت قوّات الحكومة السورية تقدّماً جديداً في منطقة خفض التصعيد، يضاف إلى التقدم الملموس الذي حققته بعد استئنافها للعمليات القتالية نوفمبر 2019، جَنُوب شرق إدلب، ما أدّى إلى تغيّر ملحوظ في خارطة النفوذ ضمن المنطقة العازلة.
وتسيطر قوات الجيش السوري، على قرى في ريف حماة الشمالي والغربي وريف إدلب الجنوبي بواقع 114 قرية، أبرزها معرّة النعمان وكفرنبل الاستراتيجيتين بريف إدلب، علماً أنّ مساحة تقدمها خلال شهر يناير 2020 تبلغ 335 كم مربّع لتنهي هجماتها بالسيطرة على الطريق الدَّوْليّ دمشق- حلب بالكامل.