بينما تجرى المفاوضات النوووية الإيرانية فى فيينا والتى بدأت منذ مطلع أبريل 2021 من أجل إحياء الاتفاق النووي، كشفت طهران عن وجود نقاط خلافية وأن الطريق بات طويلا لأجل الوصول للهدف، بعد ان استأنفت السبت الماضى، اللجنة المشتركة للاتفاق النووى الإيرانى، اجتماعها من جديد بمشاركة الوفد الإيرانى وممثلين عن مجموعة 4+1 الدولية وسط حضور أمريكى.
وكشف المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية، سعيد خطيب زادة، اليوم الأربعاء، أن هناك خلافات عدة بين إيران والولايات المتحدة، معتبرا أن بعض المواقف الأمريكية فى العاصمة النمساوية غير مقبولة.
وتعليقا على ما أعلنته أمس مصادر مطلعة لتلفزيون "برس تي في" الحكومي، وجه المتحدث وابلا من الانتقادات، معتبرا أن ما نقلته تلك القناة (التابعة لمؤسسة الإذاعة والتلفزيون الإيرانية" الرسمية) أخبار مزیفة وتحریفات، نافيا وجود أي مصدر مطلع في وزارة الخارجية قدم معلومات مماثلة.
كما شدد على أنه لو "أصرت الولايات المتحدة على إبقاء العقوبات المشددة ضد بلاده، لكانت المحادثات قد توقفت الآن".
وأضاف "هناك بعض الخلافات بين إيران والولايات المتحدة في فيينا، بعض المواقف الأمريكية في العاصمة النمساوية غير مقبولة، ولهذا فإن الوفد الإيراني يجري محادثات بحذر ودقة".
وتابع قائلا: "أما بالنسبة لما زعمته إحدى وسائل الإعلام مرة أخرى من مصادرها المجهولة، فأؤكد أن تلك المزاعم خاطئة".
فى غضون ذلك، قال الرئيس الإيراني، حسن روحاني، إن إيران لن ترضى بأقل من العودة إلى الاتفاق النووي، وينبغي تطبيقه بالكامل.
وأضاف روحاني اليوم الأربعاء: "إيران لن تتخلى عن أي من حقوقها في الاتفاق النووى.. العقوبات الأمريكية على طهران تقترب من فشلها النهائي.. واشنطن باتت تدرك أنه لا خيار أمامها سوى الالتزام بالاتفاق النووي وتطبيق القرار 2231"، لافتا إلى أن الطريق بات معبدا لرفع العقوبات الأمريكية عن طهران.
وتابع روحاني قائلا: "يمكن إنهاء مباحثات فيينا بسرعة في حال قرر الطرف المقابل العودة إلى الاتفاق النووي والالتزام بالقانون.. مباحثات فيينا تسير على الطريق الصحيح، وشعبنا يرى اليوم ثمار صموده ومقاومته في فيينا".
وعلى الجانب الأخر، قال وزير الخارجية الأمريكي، أنتوني بلينكن، إن الطريق ما يزال طويلا أمام التوصل إلى اتفاق مع إيران بشأن البرنامج النووى.
وفي مقابلة أجراها مع صحيفة فاينانشل تايمز، حول توقعاته بشأن تأثير الانتخابات الرئاسية المقبلة فى إيران على مسار التباحث فى فيينا، قال إنه لا يريد الحديث عن احتمالات.
وأضاف وزير الخارجية الأمريكية أنه يعرف من يصنع القرار في إيران معروف، وهو المرشد الأعلى، علي خامنئي.أورد بلينكن، أن المرشد الأعلى هو الذي يحدد مقاربة التفاوض، في إشارة إلى أن الانتخابات لا تلعب دورا كبيرا في إيران.
ووصف المباحثات التي جرت في فيينا لعدة أسابيع بـ"الجادة"، قائلا إن تقدما جرى إحرازه، وهذا القدر من الجدية هو الذي شجع الولايات المتحدة على بذل جهد من أجل العودة إلى الاتفاق النووى.
ياتى هذا بينما بحث الممثل الأعلى للأمن والسياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل مع وزير الخارجية الأمريكى، تطورات المفاوضات الجارية حالياً فى فيينا للتوصل إلى ضمان التنفيذ الكامل والفعلي للاتفاق الموقع بين المجموعة الدولية وإيران بخصوص أنشطتها النووية، وإمكانية عودة الولايات المتحدة إليه بعد أن انسحبت منه أحادياً عام 2018.
والتقى المسؤولان - حسب البيان الصادر من بروكسل ونقلته وكالة (آكى) الإيطالية - على هامش الاجتماع الوزارى للدول السبع الصناعية الكبرى المنعقد حالياً فى لندن.
كما تطرق بوريل إلى علاقات الاتحاد الأوروبي "المتدهورة" مع روسيا، خاصة فيما يتعلق بالحشود العسكرية الروسية على الحدود مع أوكرانيا، وقضية المعارض الروسي اليكسي نافالني، والعقوبات الأخيرة التي فرضتها موسكو على شخصيات أوروبية.