أمين مجمع البحوث الإسلامية في حواره لـ"صوت الأمة": لجان فرعية للفتوى بالمدن والمراكز لحماية المجتمع من الفكر المتطرف وفتاوى التكفيريين
الأحد، 02 مايو 2021 03:00 ص
- ننسق مع دار الإفتاء والاوقاف لتنفيذ رؤية الدولة المصرية في تجديد الخطاب الديني وبيان خطر المغالطات التي تروجها جماعات الإرهاب
كشف الدكتور نظير عياد، أمين عام مجمع البحوث الإسلامية عن خطة المجمع بالتوسع في إنشاء لجان فرعية للفتوى في مختلف المدن والمراكز في أنحاء المحافظات، لحماية المجتمع من الفكر المتطرف، وفتاوى التكفيريين، وتزويد أعضاء اللجان بكل جديد في مجالات الفتوى، لمواجهة الفتاوى الشاذة، ومنع تداول مؤلفات بعض التيارات المتشددة.
وقال عياد في حوار مع "صوت الأمة" أن الأزهر الشريف يقوم بدور كبير للتصدي لفوضى الفتوى، ومحاولات أعداء الوطن في استغلال الدين وحماس الشباب عن طريق الفتاوى الشاذة والمضللة، ومحاولات أدعياء الدين لتصدر المشهد عن طريق تسويق الفتاوى عبر الفضاء الإلكتروني، وتنفيذ الجرائم الإرهابية وضرب استقرار الدولة؛ لافتاً إلى أن مجمع البحث الإسلامية يدعم أعضاء لجان الفتوى بكل جديد في هذا المجال من خلال متابعة المستجدات وبيان الرأي الشرعي فيها بمنهجية علمية تراعى التيسير وترفع الحرج عن الناس لتلبية احتياجات المواطنين في التعرف على رأي الدين في مختلف القضايا والاجابة عن الأسئلة التي تشغل أذهان الناس، وقطع الطريق على أدعياء الدين، كما يعمل المجمع على المتابعة والتقييم المستمر لأداء أعضاء اللجان وتعظيم سبل الاستفادة منها وتشجيع وتحفيز المتميزين، والعمل على تأهيل ودعم غيرهم للارتقاء بالمستوى المهني والعلمي لجميع العاملين في لجان الفتوى، بالإضافة إلى موقع الفتوى على بوابة الأزهر الالكترونية والذي يسهل على الجماهير.
وأكد عياد أن مجمع البحوث الإسلامية يعمل على مسألة تجديد الخطاب الديني من خلال محاور عدة، منها المحور العلمي البحثي الذى يدور حول محاولة حصر القضايا الجدلية وتفكيك الأسس التي يقوم عليها هذا الفكر، بأساليب علمية موثقة بالأدلة المتنوعة والحقائق التاريخية، وهناك محور التحركات الميدانية من خلال القوافل التي تجوب الجمهورية لعرض صحيح الدين وبيان محاسنة، فضلا عن التواصل المستمر مع مختلف مؤسسات الدولة لتكثيف التواصل مع الشباب والاستماع إليهم وتحصينهم من خطر الفكري التكفيري والمضلل، وكذلك هناك محور آخر من خلال اللجان المنبثقة عن المجمع بحيث يمكن من خلالها إصدار نشرات دورية تحدد هذه الأفكار وتناقشها بالأسلوب الأمثل الذي يناسب الحال، هذا بالإضافة إلى التركيز على عنصر الرقابة الأسرية.
وأشار عياد إلى أن المجمع يسير وفق خطة علمية ودعوية من خلال أبحاث وكتب علمية تعمل على النهوض بالخطاب الدعوي، حيث يركز على كل القضايا التي تمس المجتمع بشكل مباشر وأهمها القضايا الفكرية والمجتمعية، حيث تهدد هذه القضايا المجتمع من مختلف الاتجاهات، لذلك فإنها في حاجة إلى مزيد من المعالجات البحثية لها والخروج برؤى ونتائج تسهم في بيان الحقائق وتصحيح المفاهيم المغلوطة ومواجهة الفكر المنحرف والمضلل، وحماية الشباب من كل ما من شأنه أن يلوث عقولهم ويأخذهم بعيدا عن الطريق الأمثل لهم والذي يحقق آمالهم ويلبي احتياجاتهم، كما يعمل المجمع من خلال وعاظه وواعظاته على النهوض بالخطاب الدعوي على أرض الواقع، بتضييق الخناق على الدخلاء في المجال الدعوي سواء المتشدد أو المتسيب، بالإضافة إلى لجان الفتوى المنتشرة في كل مدن ومراكز الجمهورية.
وأشار الدكتور نظير عياد إلى التنسيق بين قطاعات الأزهر الشريف من أجل تكثيف جهود المواجهة الفكرية للأفكار المتطرفة، لتنفيذ رؤية الدولة المصرية في تجديد الخطاب الديني ومواجهة الفكر المتطرف، وبذل مزيد من الجهود اللازمة لمواجهة الأفكار المتطرفة وبيان خطر المغالطات التي تروجها جماعات العنف والإرهاب، فضلاً عن التعاون مع المؤسسات الأخرى وعلى رأسها دار الإفتاء ووزارة الأوقاف، حيث يعمل المجمع على التنسيق التام لتوفير الجهد والوقت وتجنب التكرار فضلًا عن وحدة المعالجة من الهيئات المختلفة عندما تخرج بصورة موحدة يكون لها أثر أكبر ونتائج أوقع.
وتحدث الدكتور نظير عياد عن الضوابط التي حددها مجمع البحوث للحفاظ علي كتب التراث، وقال أن "تراثنا مليء بالكنوز التي قلما تجدها في أي أمة خاصة التراث الإنساني، بالإضافة لاهتمامنا به وحفظه على مدار العصور والأزمنة، وبالتالي لا يمكن التخلي عنه لكن يوجد ضوابط عامة وأسس وقواعد للتعامل معه، وهذه مهمة المتخصصين لذا نعمل على الاهتمام بكتب التراث من خلال تحقيقها وضبطها ومناقشتها، وكذلك رقمنة المخطوطات وترميمها لسهولة اطلاع الباحثين وأخذ منها ما يناسب ويلائم واقعنا المعاصر، وبالأخص تلك الشبهات والأفكار المغلوطة التي تناولها العلماء قديمًا وفندوها، كما أن هناك لجنة من لجان المجمع مختصة باحياء التراث الإسلامي تعمل على تطبيق الاستفادة من التراث الإسلامي".
وشدد عياد على أن التشكيك في الإمام البخاري ليس المقصود به التشكيك في شخصية البخاري وإنما يقصد بها التشكيك في أصح كتاب للسنة النبوية المشرفة، التي هي المصدر الثاني للتشريع الإسلامي، وبالتالي يقصد من وراء هذا التشكيك في السنة النبوية ككل ومن ثم الدعوات التي تطل علينا بين الحين والآخر بتعطيل السنة والأخذ بالقرآن فقط.
ورداً على سؤال حول إن كان مجمع البحوث قادر علي تقديم خريجين مفتيات سيدات على قدر عال من الكفاءة في علم الفتوى بكل أشكالها أم الفتاوى النسائية فقط، قال الدكتور نظير عياد أن المجمع يعقد العديد من الدورات العلمية التي تستهدف مناقشة قضايا المرأة ونظرة المجتمع إليها، وبيان مكانتها وأنها شريك أساسي في بناء الأسرة والمجتمع، وإعداد الأجيال الصالحة، بالإضافة على التركيز على بيان معالم المنهج الأزهري في الوسطية والاعتدال وأهمية احترام المرأة والاعتراف بقدرتها على العطاء والتميز في شتى المجالات، حيث تمثل الواعظات عنصراً دعوياً مهمًا خاصة في هذا التوقيت الذي يعاني فيه المجتمع بمختلف أفراده ومكوناته من تحديات تحتاج إلى إعداد الكوادر النسائية من الواعظات اللاتي يتسمن بسعة الأفق والبعد عن التعصب، وذلك لتبصير الناس بحقيقة هذا الدين، كما عقد المجمع برنامجًا تدريبيًا لواعظات الأزهر الشريف عن "صناعة المفتية"، ويتم حاليا الاستفادة منهن في لجنة الفتوى الرئيسة بالجامع الأزهر.
وتناول الأمين العام لمجمع البحوث الإسلامية دور أكاديمية الأزهر الشريف لتدريب الأئمة والوعاظ وباحثي الفتوى التي يشرف عليها الدكتور حسن الصغير أمين عام هيئة كبار العلماء، وقال أنها تعمل على عقد دورات تدريبية مستمرة في العقيدة والفقه والرد على الشبهات وصناعة الفتوى وغيرها من المجالات المطلوبة لدعم الثقافة والمعرفة لدى الوعاظ والواعظات، حيث تم تدريب أغلب وعاظ وواعظات الأزهر في تلك المجالات المختلفة على مدار الفترة الماضية؛ حيث تستمر تلك الدورات إلكترونيًا على المنصات الإلكترونية منذ اندلاع أزمة كورونا ومراعاة للإجراءات الاحترازية.
وعن آليات اختيار وعاظ الأزهر وكذلك عضو لجنة الفتوى، قال الدكتور نظير عياد أنه يتم اختيار وعاظ وواعظات الأزهر الشريف من خلال عقد عدة اختبارات تحريرية وشفوية ومقابلات شخصية، وذلك لاختيار أفضل العناصر العلمية والدعوية، والتي يمكن تحقيق أكبر استفادة ممكنة من جهودها، حيث يبلغ عدد وعاظ وواعظات الأزهر حوالي 4 آلاف يتم إعدادهم جيدا، بالإضافة إلى العمل على رفع كفاءتهم من خلال الدورات التدريبية المتخصصة والمكتبات العلمية التي تساعدهم على الوقف على مستجدات الأمور. كما أن أعضاء لجان الفتوى يخضعوا لاختبارات تحريرية وشفهية ومقابلات شخصية لاختيار أفضل الكوادر في هذا التخصص، وفي الشهر الجاري يجري المجمع اختبارات في جميع المحافظات لاختيار كوادر لدعم لجان الفتوى المنتشرة في كل مدن الجمهورية.
وأشار الأمين العام لمجمع البحوث الإسلامية أن معهد علوم الإسلامية سيكون له دور كبير في تخريج وعاظ لديهم القدرة العلمية والدعوية على مسايرة الواقع ويمكن توظيف تلك الطاقات في الوعظ خلال الفترة المقبلة.