مجمع البحوث يساند "الصحة" بتأجيل الحمل فى زمن كورونا
السبت، 04 يوليو 2020 07:30 مكتبت إيمان محجوب
كشفت وزارة الصحة عن أسباب دعوتها بضرورة تأجيل الحمل فى زمن كورونا، وقالت إنها تستهدف الحفاظ علي صحة 2,6 مليون طفل مصري يولد سنويا، مشيرة إلى أن الدعوة والنصيحة لأسباب صحية تخص الام والجنين ومن اهمها ضعف المناعة أثناء الحمل ما يجعل السيدات عرضة للإصابة بالمرض أكثر من غيرهن، بالإضافة إلى أن تأثير الأم المصابة بفيروس كورونا على الجنين غير معلوم حتي الآن ولا في ابحاث مفصله في هذا الجانب، كما تسبب الاصابة بفيروس كورونا ارتفاع كبير في درجة الحرارة التي يمكن ان تحدث تشوهات للأجنة بسبب الحمى .
وقال قطاع السكان وتنظيم الأسرة بوزارة الصحة أن تأجيل الحمل لما بعد كورونا بات ضروريا وليس رفاهية، حيث تم اكتشاف مضاعفات للڤيروس، من بينها إمكانية تسببه فى تجلط الدم ما يؤثر على المشيمة التى هى مصدر غذاء الجنين، إلى جانب الأعراض التى يمكن أن يسببها للأم الحامل، ففى الأوقات الطبيعية تقدر عدد المواليد السنوية بـ2.6 مليون طفل وهو ما دفع إلى فكرة التأجيل حرصا على صحتهن وخوفا من تفشى عدوى كورونا بينهن، مؤكدة إن الحمل قد يتسبب فى ضعف المناعة بطريقة غير مباشرة، وبالتالى فإن السيدة الحامل ستكون عرضة للإصابة بفيروس كورونا، لذلك فإن الحل الأمثل حاليا للسيدات هو المحافظة على أنفسهن، من التطورات التى من الممكن أن تحدث للجنين، ولهن فى حالة حدوث حمل وقت تفشي الوباء في البلاد.
وقالت الدكتورة سحر السنباطي رئيس قطاع تنظيم الأسرة والسكان بالوزارة الصحة أن السيدات الحوامل أكثر عرضة للإصابة بالأمراض المعدية والتهابات الجهاز التنفسي مقارنة بغيرهن لضعف الجهاز المناعي لديهن طوال فترة الحمل، مؤكدة أن وزارة الصحة وفرت وسائل تنظيم الأسرة بالعيادات المخصصة لها بالمراكز الصحية في المحافظات، مع توفير اطباء لتقديم المشورة لسيدات التي تريد تأجيل الحمل اثناء فترة تفشي وباء كورونا في البلاد، وبما يتفق مع الإجراءات الاحترازية التي اتخذتها وزارة الصحة لمواجهة فيروس كورونا.
وساند مجمع البحوث الإسلامية وزارة الصحة في دعوتها، وأكدت لجنة الفتوى الرئيسة بالمجمع إن الإسلام شرع النكاح من أجل التكاثر البشري وإبقاء للنسل تحقيقًا لقوله تعالى "إني جاعل في الأرض خليفة"، وقوله صلى الله عليه وسلم "تزوجوا الولود الودود، فإني مكاثر بكم الأمم يوم القيام"، مشيرة إلى أن أهل الذكر والاختصاص في ذلك الامر هم الأطباء، لقوله تعالى "فاسألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون"، ذلك أن الفتوى تحتاج لمعرفة الواقع، ثم تنزيل الحكم الشرعي على هذا الواقع، ومن المعلوم أن الأطباء هم من يرجع إليهم لمعرفة أن الفيروس يؤثر على الأم والجنين أم لا، وبالرجوع إلى أهل الطب وجدنا وجهات نظر مختلفة بما مفاده أن الضرر احتمالي ومشكوك فيه، ولم يصل إلى الظن أو اليقين، ومن ثم فإذا كان الهدف من تأخير الحمل في ظل انتشار فيروس كورونا هو الخوف على المرأة، أو الجنين حين الولادة فلا مانع من ذلك شرعًا، بشروط ثلاثة: الأول: ألا يكون المنع بوسيلة ضارة بدنيا أو نفسيًا، والثاني: أن يكون الهدف تأجيل الحمل حتى تنتهي الجائحة، وليس المنع الكلي للحمل بتعقيم الرجال، أواستئصال رحم المرأة، الثالث: ألا يكون تأجيل الحمل نظرة اجتماعية عامة، بل ينظر فيه كحالات فردية لكل امرأة على حدة حسب ظروفها الصحية، وما إذا كانت تعاني من أمراض مزمنة تزيد من الخطورة عليها حال إصابتها بالفيروس، وبما يقام الأمر مع الحمل.
وأوضحت اللجنة أنه يمكننا الاستدلال لما سبق بما قاله الفقهاء من أن المشقة تجلب التيسير عملًا بقوله تعالى: "وما جعل عليكم في الدين من حرج"، وكذلك قوله صلى الله عليه وسلم "لا ضرر ولا ضرار في الإسلام"، لكن مع تقدير الضرورة والحاجة بقدرها، كما يستدل على مشروعية تأجيل الحمل حالة تأكيد الضرر من الأطباء.
من جانبها أكدت الدكتورة حنان عشري استشاري نساء وتوليد بوحدة طب الاسرة بوزارة الصحة أن الاعراض المصاحبة للمصاب بفيروس كورونا مثل الحمي والسعال المستمر تشكل خطورة كبيرة علي الام والجنين، كما أن الحمل يسبب خطورة بالغة علي السيدات التي يعانين من امراض القلب والضغط والجهاز التنفسي، ويعتبرن من الفئات الأكثر عرضة لمخاطر مرتفعة جدا، وننصح بالبقاء في المنزل والالتزام بالتباعد الجسدي عند التعامل مع اشخاص اخرين ومراجعة الاطباء.
واضافت "حنان عشري" لـ"صوت الامة" أن الحمل لهذه الفئات خطر لان نمو الجنين يضغط على الرئتين والقلب، ويؤثر على الدورة الدموية للأم، وإذ اصيبت الأم بفيروس (كوفيد-19) فإن الموقف يزداد سوءا.
وكشفت العديد من الدراسات التي اجريت علي سيدات اصبن بكوفيد 19 اثناء الحمل في المملكة المتحدة والصين عن وجود علاقة بين الإصابة بفيروس كورونا والولادة المبتسرة، حيث تشير التقارير إلى حدوث ولادات مبتسرة لأمهات عانين بشدة من فيروس كورونا، ويقوم الاطباء بإجراء ولادة مبكرة للسيدات المصابات لتخليص الجنين من الاعراض التي تصيب الام مثل ضيق التنفس، أو بسبب نقص الأكسجين لدى الأم، كما تضمنت بعض الدراسات احتمالية ان ينتقل الفيروس إلى الجنين أثناء الحمل حيث كشفت دراسة أجريت في الصين عن إصابة ثلاثة أطفال من بين 33 طفلا ولدوا لأمهات مصابات بـفيروس كورونا
وتؤكد مؤشرات التعداد والاحصاء في مصر ارتفاع اعداد المواليد رغم تفشي وباء كورونا، حيث ارتفع عدد المواليد في شهر فبراير ومارس لحوالي 167.7 الف نسمه عام 2020 بزيادة. تصل 2.5% عن اعداد المواليد في نفس الشهرين العام الماضي 2019 والتي سجلت 155.4 الف نسمه، كما انخفضت معدلات الوفاة عن العام السابق إذ بلغ عدد الوفيات في مصر خلال شهر أبريل 2020 حوالي 42.1 ألف حالة مقارنة بحوالي 43.3 ألف حالة وفاة خلال نفس الشهر في عام 2019، أي انخفض عدد الوفيات بحوالي 2.8%