حتشبسوت خطفت أنظار الجمهور
هنا الماضي والحاضر والمستقبل.. «صوت الأمة» داخل المتحف القومي للحضارة
السبت، 24 أبريل 2021 11:50 م
- حتشبسوت تخطف الأنظار في أول أيام عرض المومياوات الملكية للجمهور.. مؤثرات بصرية مُبهر للزوار
- تجهيز المومياوات الملكية للعرض استغرق 10 أيام.. ورئيس قسم الترميم بالمتحف: قمنا بصيانة وتجهيز المومياوات بشكل علمي
- المتحف يحتوي على 50 ألف قطعة أثرية نادرة وبه 6 معارض أخرى بخلاف معرض المومياوات الملكية
مطلع الأسبوع الماضي أعلنت وزارة السياحة والآثار افتتاح قاعة المومياوات الملكية بالمتحف القومي للحضارة المصرية بالفسطاط أمام الزوار، بالتزامن مع اليوم العالمي للتراث.. هذا المتحف الذي افتتحه الرئيس عبد الفتاح السيسي مطلع الشهر الجاري بالتزامن مع الحدث العظيم الخاص بنقل المومياوات الملكية من المتحف المصري بميدان التحرير إلى متحف الحضارة.
هذا المتحف الذي يقع بالقرب من حصن بابليون، في قلب مدينة الفسطاط التاريخية بمنطقة مصر القديمة بالقاهرة، هو واحدٌ من أهم وأكبر متاحف الآثار في العالم، اُنشأ خصيصاً لمجمل الحضارة المصرية عبر تاريخها القديم والحديث والمعاصر، ويضم أكثر من 50 ألف قطعة أثرية، تسرد مراحل تطور الحضارة منذ أقدم العصور حتى العصر الحديث.
«صوت الأمة» كانت حاضرة داخل المتحف القومي للحضارة في أول أيام عرض المومياوات الملكية أمام الجمهور، التقطت الصور وحاورت الزوار والمسئولين، فكانت السطور المقبلة.
وقال سيد أبو الفضل، المشرف على القاعة المركزية وقاعة المومياوات الملكية بالمتحف القومى للحضارة المصرية، ، إن العمل خلال الأيام الماضية ومنذ استقبال المومياوات الملكية بالمتحف عقب الموكب يوم 3 أبريل كان يتم على قدم وساق، موضحًا أنه تم وضع كل مومياء فى فاترينة العرض الخاصة بها، وبجوارها التابوت، وبعض الأثاث الجنائزى الذى تم العثور عليه بجوار المومياوات عند اكتشافها، وبعض المومياوات بجوارها شرح وعرض للأشعة التى تمت عليها لتظهر وتحكى بعض الحقائق عن كل ملك من الملوك.
وعن طريقة العرض، قال أبو الفضل، إن الزائر سيشعر بالرهبة والقدسية والخصوصية لأنه يزور مومياوات ملوك مصر العظماء، وتم تهيئة القاعة من حيث التصميم والشكل والإضاءة وغيرها من الأدوات التى تشعره وكأنه فى مقبرة ملكية حقيقية، ولهذا طريقة العرض جديدة ومختلفة عما راه الزائر سابقًا.
والمومياوات الملكية المتاحة للعرض لملوك وملكات مصر القدماء ترجع إلى عصور الأسر 17، 18، 19، 20، من بينها 18 مومياء لملوك و4 مومياوات لملكات، وهم؛ "الملك رمسيس الثانى، رمسيس الثالث، رمسيس الرابع، رمسيس الخامس، رمسيس السادس، رمسيس التاسع، تحتمس الثانى، تحتمس الأول، تحتمس الثالث، تحتمس الرابع، سقنن رع، حتشبسوت، أمنحتب الأول، أمنحتب الثانى، أمنحتب الثالث، أحمس نفرتارى، ميريت آمون، سبتاح، مرنبتاح، الملكة تى، سيتى الأول، سيتى الثانى".
10 أيام صيانة قبل العرض
رئيس قسم الترميم بالمتحف، منال غنام قالت في تصريحات خاصة لـ«صوت الأمة» إنه بعد عشرة أيام من استقبال المتحف القومي للحضارة المصرية بالفسطاط للمومياوات الملكية في موكب مهيب، قام فريق الترميم بفك تغليف عدد من هذه المومياوات وفضها من كبسولة النيتروجين الخاصة بها وتهيئتها لاستقبال بيئة العرض الجديدة لها بالمتحف وذلك وفقاً للأساليب العلمية المتبعة.
وأضافت أنه تم فض وتهيئة عرض مومياوات ملوك كل من سقنن رع، ورمسيس الثاني، والثالث، والرابع والتاسع، وتحتمس الثاني، والثالث، والرابع، وأمنحتب الأول، والثاني، وسيتي الأول، ومرنبتاح، والملكة حتشبسوت، والملكة تي.
صوت الأمة داخل قاعة المومياوات
هيبة الأجداد ستصلك قبل أن تضغط بيمينك أو يسارك على أول متر في حرم المتحف القومي للحضارة، سينتابك شعور تلقائي بأنك في حاجة ماسة لأن تضبط ملبسك وتطمأن على هيئتك بشكل عام، حتى لا تقابلهم وأنت مهلهل المنظر فيحزنهم حالك، إن لم تلتفت يميناً أو يساراً ستجد على مرمى بصرك في الواجهة القاعة المركزية، تريث قبل أن تسأل عن موقع قاعة المومياوات وانظر يميناً ستجد على أقصى اليمين مركز بحثي لعلوم المواد القديمة والترميم، وتحت القاعة المركزية المدخل المؤدي لقاعة المومياوات الملكية، وفي الطريق إلى القاعة.
واستخداماً لتكنولوجيا العصر الحديث، وضعت وزارة الأثار شاشات ليد، يمشي عليها الزوار ويشاهدون أثناء سيرهم تجسيداً ثلاثيا لمقابر البر الغربي في الأقصر، وبعض جداريات وحوائط المقابر الملكية، بينما تعرض صور المومياوات نفسها وتوابيتها في أعلى المدخل، مع عرض موسيقي فرعونية تشويقية، قبيل خطوات من باب القاعة.
أما القاعة العروس (قاعة المومياوات) فتشبه من الداخل، المقابر المصرية القديمة، حتى شواهد الجبال الشاهقة تم تجسيدها أعلى القاعة، ويستطيع الزائر التجول في القاعة باتباع الأسهم على الأرض، بعدما تم تقسيمها إلى حجرات كما كان يتم تقسيم المقابر المصرية القديمة.
قاعة المومياوات الملكية من الداخل، مقسمة إلى قاعات أصغر، كما تم وضع عدد من المومياوات في كل قاعة مع لوحة الشرف وهي لوحة تعريفية كاملة لكل واحدة منها وكذلك بروجيكتور عرض يستعرض تاريخ كل مومياء، مع عرض بعض توابيت المومياوات التي وجدت أثناء اكتشافها.
هذه القاعة لم تكن كذلك حينما كانت المومياوات الملكية تُعرض في المتحف المصري بالتحرير، فهناك اختلافات جوهرية بين القاعتين، أهمها شكل القاعة الجديدة والتي تتميز بمؤثرات سمعية وبصرية وإمكانيات هائلة تعمل على إبهار الزائر للمتحف حيث تم تصميمها على شكل مقابر البر الغربي بالأقصر، لتكون تجسيدا للمقابر الفرعونية التي وجد عليها مومياوات ملوك وملكات قدماء المصريين، بينما كانت قاعة المومياوات الملكية بالمتحف المصري بالتحرير، مجرد غرفة عادية، كان يتم عرض المومياوات الملكية بها، بشكل عادي مثل باقي قطع الآثار الموجودة بالمتحف..
ترنيمة إيزيس
الترنيمة التي أدمنها الشعب المصري بعد لحظات من أدائها في حفل موكب المومياوات، كانت حاضرة في اليوم الأول، فحضرت مغنية الأوبرا المصرية، أميرة سليم في اليوم الأول، وأدت الأنشودة العظيمة أمام الملكة حتشبسوت حيث مرقدها الأخير.
أحد المسؤولين عن المتحف، قال لـ"صوت الأمة" أن قاعة عرض المومياوات في متحف الحضارة صممت خصيصاً لعرض المومياوات من ملوك وملكات مصر الفرعوينة والتي تُهيئ للزائر أجواء منطقة وادي الملوك حيث عُثر على هذه المومياوات الملكية وبشكل يليق بمكانتهم، وتابع: «حالياً يتم عرض 20 مومياء ملكية 18 ملكاً وملكتان من الأسرات السابعة عشر وحتى الأسرة العشرين أهمهم وأشهرهم طبعاً مومياء الملك سقنن رع تاعا الثاني والملك تحتمس الثالث والملكة حتشبسوت الملك رمسيس الثاني والملك رمسيس الثالث.
وأوضح أنه بخلاف معرض المومياوات الملكية، فمن المقرر عرض مقتنيات المتحف في معرض رئيسي دائم عن أهم إنجازات الحضارة المصرية، بالإضافة لـ 6 معارض أخرى عن الحضارة، والنيل، والكتابة، والدولة والمجتمع، والثقافة، والمعتقدات والأفكار، بالإضافة إلى معرض المومياوات الملكية.
شاشات وأفلام وثائقية
بعد خروجك من قاعة المومياوات الملكية ستجد قاعة العرض المؤقت، هذه القاعة التي تم افتتاحها سنة 2017، وتبلغ مساحتها مايُقارب ألف متر مربع بها معرض يحمل عنوان "الحرف والصناعات المصرية عبر العصور".
ستجد بداخلها ٤٢٠ قطعة أثرية مختارة من بعض المتاحف، وعدد من المجسمات، بالإضافة إلى شاشات كبيرة تعرض عدداً من الأفلام الوثائقية التي تتناول تاريخ كل حرفة وتطورها عبر العصور، بجوار قاعة العرض المؤقتة هناك قاعة أخرى ومركز للتعليم والبحث، و معرض متعلق بتطور مدينة القاهرة والذي سيكون بمثابة مكان لمجموعة متنوعة من المناسبات، وعرض الفيديوهات العلمية ثلاثية الأبعاد والمؤتمرات والمحاضرات والأنشطة الثقافية، وسيستهدف الجماهير المحلية والوطنية والدولية.
قاعة العرض المركزي
ولن تطأ قدمك خارج متحف الحضارة بعد انتهاء جولتك، إلا بعدما تمر على قاعة العرض المركزي، والتي تحكى مُلخص عن الحضارة المصرية منذ ما قبل التاريخ وحتى العصر الحديث، ومساحتها 2500 متر مربع، ستشاهد الحضارة المصرية كلها من خلال قطع أثرية ونماذج وشاشات عرض ولوحات جرافيك
وتقع على مساحة 2500 متر مربع، وتقدم عرضًا للحضارة المصرية من خلال قطع أثرية ونماذج، وشاشات عرض "وسائط متعددة" ولوحات جرافيك، عرض أثري كامل للعاصمة المصرية عبر مختلف العصور، صور ونماذج للعواصم المصرية القديمة، بداية من تنيس ومنف وهيكليوبوليس وطيبة ولتجتاوي وخاسوت وأواريس وأخيتاتون وبر و رعمسيستانيس وبوباستيس وسايس، مرورًا بالاسكندرية والفسطاط والعسكر والقطائع، وأخيرًا القاهرة، كل هذا من خلال أجهزة "الوسائط المتعددة"، وعدد من الأفلام الوثائقية.
وهناك معارض أخرى مؤقتة سيتم افتتاحها في الأسابيع القادمة لها علاقة بتطور مدينة القاهرة الحديثة، وسيصبح متحف الحضارة القومي مركزا لاستضافة مجموعة متنوعة من الفعاليات كعروض الأفلام، والمؤتمرات، والمحاضرات، والأنشطة الثقافية، لأنه المتحف القومي للحضارة يستهدف الجماهير المحلية والأجنبية كمؤسسة متكاملة لها دورها المتميز في نشر الوعي الأثري والتعريف بدور مصر في إرساء دعائم الحضارة الإنسانية.